«الغيطاني - ماركيز»..علاقة الزيني بركات بمائة عام من العزلة
قال الروائي الراحل جمال الغيطاني في حوار أجراه مع مجلة الدوحة عام 1985، إن الصلة بين روايتي الزيني بركات و"مائة عام من العزلة" للروائي جارثيا ماركيز، هي النزوح من التراث العربي، فماركيز قرأ ألف ليلة وليلة، واعتبرها من الاعمال الكبيرة والهامة، واسخدم عناصرها في بعض أعماله، فالصلة بين العملين هى المضي في اتجاه واخد ومتقارب وهو الاعتماد على التراث، وماركيز اعتمد على التراث العربي والتراص المحلي من حكايات شفهية.
أشار الغيطاني إلى أن الروايتين فيهما جهد الإحساس بالخصوصية وهذا هو سبب نجاح الزيني بركات في باريس ليس باعتبارها فلكور وإنما باعتبارها شكلًا روائيًا أصيًلا، كما نجحت من قبل مائة عام من العزلة من هذا المنطلق أيضًا.
وأعرب الغيطاني عن دهشته من موقف المثقفين العرب، لأنه عندما كتب "ماركيز" في إحدى قصصه عن الفتاة التي أمسكت بملاءة السرير وطارت هلّلوا لها، ونسوا أن جزء من تراثنا في الخيال الصوفي قائم على الطيران في الهواء والمشي على الماء، لافتًا إلى أن هذه هي عادتنا، فكان من الضروري أن يأتي واحد من الغرب ليوظف هذه الجزئية من تراثنا لنعيد نحن اكتشافها، كما حدث مع ألف وليلة عندما كتب عنها جورج لويس دراساته، ما يثير غضبي ما تتعرض له ألف ليلة الآن من إدانة ومصادرة في المحاكم المصرية.
