رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بسبب «مشيخة الأزهر».. «الشعراوى» خلع الجبة والقفطان

محمد متولي الشعراوي
محمد متولي الشعراوي

تولى الشيخ محمد متولي الشعراوي، عددًا من المناصب المهمة، كان من بينها وزارة الأوقاف بجمهورية مصر العربية سنة 1976، وغيرها من المناصب سواء داخل مصر أو في دول عربية أخرى، إلا أن منصب «شيخ الأزهر» ظل هو المنصب المثير للجدل في حياة الشيخ، كذلك كان له الكثير من الوقائع المهمة.

فلم يكن الشيخ «الشعراوي» طامعًا في يوم من الأيام أن يكون شيخًا للأزهر، وعندما حاول البعض أن يوقع بينه وبين الشيخ عبدالرحمن بيصار، وذهبوا في مكائدهم إلى حد أنهم أوغلوا صدر الشيخ بيصار شيخ الأزهر في ذلك الوقت، وكان موقف الشيخ الشعراوي حساسًا.

ولذلك أعلنها يومها: «لست طامعًا في مشيخة الأزهر، ولا أريدها وحتى لا يتوهم المتوهمون ذلك» وتعهد «الشعراوي» أن يخلع الزي الأزهري، فلا عمامة ولا جبة ولا قفطان، وفعلًا خلعها واكتفى من يومها بالظهور بالطاقية والجلابية.

وبينما كان الشيخ البيصاري يحتضر في غرفة الإنعاش، لم يطلب أن يقابل سوى الشيخ الشعراوي، وعندما جاء له، فوجيء به يناديه في صوت واهن: يا شيخ شعراوي، فرد عليه: نعم يا مولانا، فقال البيصار:«سامحني»، فقال الشعراوي مندهشًا: «أنا أسامحك، أنا لا أعرف لك في قلبي ذنبًا لأسامحك فيه».

وقال «الشعراوي» يومها: «وهذا يكفيني، يكفي أن الرجل الذي اوغروا صدره مني، عندما أحس بقربه إلى الله، ناداني وقال:سامحني، وعرف الكل ذلك، وكان هناك كثيرون في المستشفى كان الشيخ الباقوري والشيخ البهي واخرون»، وذلك حسبما ذكر الشيخ الشعراوي في حوار أجره معه الصحفي سعيد أبوالعينين.

الواقعة الثانية مع الشيخ الشعراوي ومشيخة الأزهر، وذلك حسبما ذكر في مجلة «آخر ساعة» تلك التي جاءت عندما تولي فؤاد محيي الدين رئاسة الوزراء، ويوقل عنها الشيخ: «جاءني صديقي سيد جلال وروى لي هذه الواقعة نقلًا عن المهندس عثمان أحمد عثمان، قال سيد جلال: «إن الرئيس السادات كان يتكلم مع فؤاد محيي الدين في موضوع "مشيخة الأزهر" ومن يتولاها؟».

وكان عثمان أحمد عثمان حاضرًا، وكانت هناك فكرة في ذلك الوقت لاختيار شيخ للأزهر الذي خلا منصبه،
وقال فؤاد محيي الدين للسادات: «أنا عرضت الأمر على الشيخ الشعراوي، لكنه رفض».

وروى سيد جلال هذه الواقعة للشيخ الشعراوي، ثم سأله: «لماذا رفضت مشيخة الأزهر ياشيخ شعراوي عندما عرضها عليك فؤاد محيي الدين بتوجيه من السادات؟»، فقال الشيخ وقد فوجئ بسماع هذا الكلام لأول مرة: «يعلم الله أن فؤاد محيي الدين لم يفاتحني في هذا الموضوع، ولم يعرض على هذا الأمر!».

واندهش سيد جلال، واندهش الشيخ الشعراوي وحدث بعد ذلك أن التقى سيد جلال بفؤاد محيي الدين، فسأله: «كيف تقول للسادات أنك عرضت منصب شيخ الأزهر على الشيخ الشعراوي، وأن الشيخ الشعرواي رفض، مع انك لم تعرض عليه هذا الأمر؟»، فقال فؤاد محيي الدين: «لازم أقول كده، لأن الشيخ الشعراوي محدش يقدر عليه، لأن له شعبية لا نقدر عليها، لكن أي واحد غيره ممكن جدًا نقدروا عليه وقت اللزوم».

محمد متولي الشعراوي، هو عالم دين ووزير أوقاف مصري سابق، ولد في 15 أبريل 1911، وتوفى في 17 يونيو 1998، يعد من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث؛ حيث عمل على تفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة وعامية مما جعله يستطيع الوصول لشريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي، لقبه البعض بإمام الدعاة.