رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التنوير والمرأة وتحسين الأحوال المعيشية يا ريس


الآن ونحن نقف على أعتاب فترة رئاسية جديدة لوطننا الحبيب يقود دفتها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فإننى أتوقف قبل أن أسرد ما نريده لأهنئ الشعب المصرى الشجاع الذى أدى واجبه الوطنى نحو مصر فى مواكب حب وإخلاص وبهجة، حولت المشهد الانتخابى إلى أيام بهجة للمصريين سنظل نتذكرها ويتذكرها أبناؤنا ويحكونها لأحفادنا لأنها انتخابات فاصلة فى تاريخ أمتنا.
وأهنئ الرئيس الذى أصبح زعيمًا يستحق منا الالتفاف حوله ومساندته لنستكمل مسيرة وطن عريق يستحق أن يرتفع إلى أعلى مكانة بين الدول وما زالت لديه آمال ومطالب وطموحات يأمل أن تتحقق له خلال الفترة الرئاسية الجديدة. وهنا أتحدث عن مطالب أساسية كثيرة أحاول أن أوجزها قدر المستطاع بكل صراحة، ونتعشم أن يحققها الرئيس، وكلنا أمل أن يلتفت إليها باعتباره المسئول الأول عن إدارة شئون الوطن فى السنوات الأربع المقبلة، وإن تحقق بعضها، فإنها ستضاف إلى سجل مشروعات وخطوات قام بها واكتسب ثقة الشعب بها.. أولها: توفير الأمن والأمان للشعب المصرى واستكمال الحرب على الإرهاب حتى يتم القضاء عليه والضرب بيد من حديد على من يعاونه أو يموله، وتحقيق العدالة الناجزة والإسراع بالمحاكمات لقيادات الظلاميين الذين طالت محاكماتهم، وإصلاح النظام القضائى بسد فجوات المحاكمات الطويلة التى تدوم سنوات فى كل القضايا.
وثانيها: تحسين الأحوال المعيشية للبسطاء فقد تحمل المواطن البسيط وما زال، سنوات شديدة الصعوبة بسبب ارتفاع الأسعار المتواصل ووضع ضوابط لها وسد الفجوة بين المرتبات الصغيرة وارتفاع الأسعار، مما يشكل إشكالية يومية فى أسعار الغذاء والدواء والكهرباء والعلاج، ويمكن أن نسترشد بتجارب دول حققت طفرات كبيرة مثل ماليزيا، وهذا مطلب ملح يحتمل التأجيل وأرجو ألا يتم ذلك على حساب فئات أخرى من الشعب.
ثالثها: أطالب الرئيس بنظرة إلى إشكاليات أساسية لا تزال تواجه المرأة التى كانت القوة الضاربة فى الانتخابات، وقائدة الفرحة فيها، منها تحسين أوضاع المرأة المعيلة والتى تمثل ٣٥.. من نسبة تعداد المصريين، والتى لديها أبناء ولا تقدر على تحمل متطلبات الأبناء فى الحياة اليومية مثل مصاريف التعليم والغذاء والكساء والعلاج، ورغم وجود مادة فى الدستور- كنت من أول المطالبين بها- وهى التزام الدولة بالمرأة المعيلة، وأيضًا توفير الحماية لها بتغليظ العقوبات ومضاعفة الأمن فى مواجهة العنف والتحرش والتصدى لجرائم التحرش والختان وأهمية تعليم البنات، وتطوير قانون الأحوال الشخصية، وتفعيل مادة الدستور الخاصة بعدم التمييز بين الرجل والمرأة فى كل المناصب وإفساح المجال للمرأة فى مناصب صنع القرار.
رابعها: إصلاح أحوال التعليم بكل جوانبه وهو ملف فى منتهى الأهمية فالتعليم هو البداية لأى دولة تريد النهوض والتقدم بدءًا من إصلاح المناهج وتطويرها، وإصلاح أحوال المدرسين وإعادة تدريبهم، ومأساة الدروس الخصوصية، والتناقض بين تدهور التعليم الحكومى وارتفاع باهظ فى تكاليف التعليم فى المدارس الأجنبية.
خامسها: الاهتمام بصحة البسطاء وتوفير العلاج المجانى لهم والدواء وإصلاح أحوال المستشفيات الحكومية.
سادسها: تفعيل القوانين وتطبيقها على الجميع دون استثناء، ومواصلة القضاء على الفساد بكل أنواعه بالقانون.
سابعها: تجديد الخطاب الدينى والإصرار عليه وتطوير مناهج الأزهر، حيث لم يتم تجديد الخطاب الدينى حتى الآن.
ثامنها: الاهتمام بالقوة الناعمة لمصر فهى مصدر قوتها وريادتها، وتعزيز مكانة المبدعين ونشر مفاهيم التنوير واتخاذ خطوات أكبر فى ذلك، والتصدى للأفكار الظلامية والمتشددة التى تبث بمختلف الوسائل، وإعلان عن عيد سنوى للثقافة المصرية يتم فيه دعم دور المبدعين الوطنيين والثقافة الراقية وتدخل الدولة لتقديم إنتاج درامى وسينمائى يتناسب مع مكانة مصر ودورها وشهدائها.
تاسعها: تحسين أحوال أصحاب المعاشات الذين كانوا فى صدارة المشهد الانتخابى فهناك تناقض بين قيمة المعاشات وأسعار المعيشة اليومية والعلاج الخاصة بهم، ومعاش تكافل لا يفى بتغطية أصحاب المعاشات فى مصر.
عاشرها: تطهير مؤسسات الدولة من الظلاميين وأتباعهم وهم لا يزالون فى كثير من القطاعات وينخرون فيها كالسوس، ولا تزال لدينا أحياء يعشش فيها الإخوان وأبواق التطرف ويعملون على ترويع الأهالى ونشر السموم ضد الدولة واستقرار الدولة وتخريب العقول ضد المرأة.
حادى عشر: الاهتمام بالحفاظ على الهوية المصرية وبث القيم المصرية بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة لأنها السبيل الأول للحفاظ على الدولة المصرية، فالحفاظ على الشخصية المصرية هو صمام الأمان للحفاظ على مكانة مصر بين الأمم، إن نظرة واحدة على صور المجتمع المصرى فى الخمسينيات والستينيات فى مظهر الجامعات وفى المدارس وفى حفلات أم كلثوم، توضح لنا مدى التجريف الذى يحدث للشخصية المصرية.
وهناك أيضًا مطالب كثيرة لأن الآمال فى تقدم مصر كبيرة، والشعب المصرى الذى جدد الثقة فى زعيمه الوطنى يتمنى أن يكون هناك صندوق لشكاوى المواطنين البسطاء والكادحين والمهمشين والناس الغلابة. إن الشعب المصرى يريد الضرب بيد من حديد على العملاء والطابور الخامس والخونة من الداخل والخارج الذين أثروا على حساب الاستقرار والأمان، لأن الناخبين الذين خرجوا يبرهنون على إخلاصهم لوطنهم لا يمكن أن يتساووا بالعملاء والخونة ومروجى الإشاعات أو الذين يبثون السموم فى الإعلام وفى الصحف وفى مواقع التواصل الاجتماعى وفى البيوت.
ما زالت لدينا إشكالية أن الدولة تترك الأشرار يعيثون فى الأرض فسادًا وتدميرًا وعنفًا على حساب الوطن بينما الوطنيون لا يتم النظر إلى مطالبهم فى الإصلاح وتحسين أحوالهم المعيشية.
كما أننى أيضًا أرى أن تتم رعاية أسر الشهداء من أبطالنا من الجيش والشرطة بأن تُخصص لهم نسبة من صندوق «تحيا مصر» لتحسين أحوالهم المعيشية، وإنشاء صندوق لشكاواهم حتى يتم تذليل الصعاب أمامهم وتكريم أسرهم، لأن الشهداء سيظلون تاجًا على رءوسنا.
وأنا اليوم أهنئ الرئيس عبدالفتاح السيسى بفوزه الساحق المشرف الذى أعتبره الداعم الأول للمرأة المصرية، وأرجو منه أن يستكمل دعمها أكثر فى السنوات المقبلة لأنها الداعم الأول له بمختلف أعمارها وفئاتها وأبلغ دليل وقفتها التاريخية المشهودة معه فى الانتخابات الحالية، وأفتخر بأننى امرأة مصرية أدلت بصوتها فى انتخابات الرئيس لاختيار رئيس وطنى شريف ومستنير، وأفتخر بمصريتى وأفتخر بشعب مصر وجيشها وشرطتها وأفتخر برئيسى.