رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحدث لـ«الدستور» عن «اضحك لما تموت»

في حوار لـ«الدستور» نبيل الحلفاوي: مقدرش أقاوم المسرح

نبيل الحلفاوي
نبيل الحلفاوي

الرقابة الذاتية سبب إصرارى على تصنيف «اضحك لما تموت» للكبار فقط
اختبرت ذاكرتى قبل التعاقد على العرض والمسرح يحتاج لياقة ذهنية وجسمانية
هجرت الشعر منذ سنوات طويلة لأنه يتناقض مع التمثيل

قال الفنان القدير نبيل الحلفاوى، إنه كان متخوفًا من العودة لخشبة المسرح مرة أخرى مع تقدمه فى السن، غير أنه لم يستطع مقاومة ورق عرض «اضحك لما تموت» الذى كتبه الكاتب الكبير لينين الرملى، مشيرًا إلى أنه رغم ضعف المقابل المادى مقارنة بالأعمال الدرامية، لكن «خشبة المسرح ندّاهة». وأضاف «الحلفاوى» فى حواره لـ«الدستور» أنه تغلب على مشكلة «الفجوة بين الأجيال» عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، الذى فضله على «فيسبوك»، لأنه «هيصة وعامل زى المولد»، لافتًا إلى أن العرض لا يتناسب مع من هم أقل من ١٨ عامًا.
■ ما سبب عودتك لخشبة المسرح؟
- انجذابى للمسرح لم ينقطع طوال ٢٠ عامًا، تغيبت فيها عن المسرح منذ آخر عرض قدمته، لكن ترددت عندما تقدمت بى السن وخشيت أن أكون غير مؤهل للوقوف على خشبة المسرح من جديد، ولكن عندما جاءتنى رواية «اضحك لما تموت» من لينين الرملى، جذبتنى، كما أن لينين صديق عمر، وكنا دفعة واحدة فى المعهد، ويكاد يكون الكاتب المسرحى الوحيد فى جيلنا، بسبب الفجوة بين جيل الستينيات وجيلنا بعد النكسة لتوقف معظم الجيل السابق، ودائمًا أثق فيما يكتبه لينين.
■ لماذا رفضت توقيع عقد المسرحية قبل اختبار صحتك وذاكرتك؟
- لأن المسرح له احترامه ويتطلب لياقة ذهنية وجسمانية قوية، ولا أريد تقديم أعمال مسرحية أقل من التى قدمتها فى الماضى.
■ قبل التعاقد.. هل تخوفت من أن يعطلك المسرح دراميًا وسينمائيًا؟
- فكرت فى هذا الموضوع، وأعرف جيدًا أنه سيعطلنى، وهذا السبب وراء هروب الفنانين من التعاقد على الأعمال المسرحية، كما أن المقابل المادى فى المسرح لا يقارن بالأعمال الأخرى، لكن طوال الوقت لدىّ حنين للمسرح، وهو ما يجعلنى على أتم الاستعداد للتضحية بأى شىء بسبب هذا الشوق.
■ ما الحل لأزمة هروب الفنانين من المسرح؟
- الحل ليس صعبًا، أى عمل مسرحى يعرض ٤ أيام فى الأسبوع فقط وليس يوميًا كما يحدث حاليًا، وبالتالى فهؤلاء الفنانون الذين يخافون على أعمالهم الدرامية والسينمائية سيجدون الوقت أمامهم لتصوير باقى أعمالهم إذا عملوا ٤ أيام، وبالفعل عرضت هذه الفكرة على الإدارة ولكنهم ضغطوا لتكون ٥ أيام، والحقيقة أن مسألة العرض اليومى غير مشجعة لباقى الفنانين للاتجاه للمسرح.
■ يتناول عرض «اضحك لما تموت» الفجوة بين الأجيال.. ما رؤيتك لتلك المشكلة؟
- هذه المشكلة تواجه كل الأجيال على مر الزمان وليست حديثة، وبسبب الثورة تعمقت أكثر، وأرى أن هذه المشكلة ستظل موجودة لأن كل جيل له تفكيره وأدواته وآلياته، وأتحدث هنا بشكل عام، ولكن فى بعض الحالات نتجنب هذه الأزمة بالفهم والتفكير والتقارب.
■ هل حاولت التغلب على هذه المشكلة عبر دخولك عالم السوشيال ميديا من خلال «تويتر»؟
- فى الواقع «تويتر» كان عاملًا مساعدًا فى حل هذه المشكلة بالنسبة لى، خاصة أن علاقتى بالشارع ليست طوال الوقت كما كان الحال فى شبابى، فـ«تويتر» ساهم فى تواصلى مع الشباب على نطاق واسع، والتعرف على أفكارهم وآرائهم.
■ من الذى اقترح عليك المشاركة بحساب على «تويتر»؟
- سألت عنه شقيقى الأصغر، وفضلته على باقى مواقع التواصل الاجتماعى لأنه مرتب ومختصر، أما «فيسبوك» فشعرت أنه «هيصة وعامل زى المولد».
■ هل توقعت ما حدث معك من حفاوة الشباب بك على «تويتر»؟
- الحقيقة لا، يبدو أن تواصلى معهم عبر «تويتر»- وكأننا فى جلسة أصدقاء طبيعية وتلقائية- خلق علاقة حميمة بينى وبينهم.
■ لماذا تمسكت بوضع تنويه «للكبار فقط» على عرض «اضحك لما تموت»؟
- لأن الحوار وعلاقات الأشخاص والطرح الفكرى بالمسرحية لا يتناسب مع كل الفئات العمرية، بينما المسرح القومى يحظى بثقة كبيرة عند الجمهور، خاصة الأسر، وبالتالى رأيت أنه لا بد من تنبيه الجميع بأن العرض لا يناسب جميع الفئات، ومن يأت لمشاهدة العرض لن نقوم برؤية بطاقته، ولكننا نكون قد التزمنا بتنبيه الجميع، حتى لا يتفاجأ أى شخص بما فى العرض.
■ ولكن الرقابة أجازت العرض.. فلماذا تشغل نفسك بهذه المسألة؟
- بالفعل الرقابة أجازت العرض، ولكن لا بد أن تكون لدى الفنان رقابة ذاتية، ومن منطلق حرصى واحترامى للمسرح القومى وجمهوره أجد أن التنويه أمر ضرورى.
■ أى مرحلة عمرية بالتحديد تقصد أنها لن تستوعب فكرة العرض؟
- هوية المسرح القومى يعرفها الجميع، فهو يقدم العروض الكلاسيكية الجادة، ولا يسمح عمومًا بدخول الأطفال تحت ٦ سنوات، ولكننى أقصد هذه المرة ما قبل المراهقة، من ١٠ سنوات إلى ١٨ سنة، فلا يصح أن يشاهدوا حوارات وتلميحات وطرحًا فكريًا أكبر من سنهم، لأنهم سيشعرون بالحرج هم وأسرهم، وشخصيًا أعتبر نفسى متناقضًا مع الشخصية التى أقدمها.
■ لكن هذه الأجيال تشاهد أسوأ من هذا فى السينما والدراما والإنترنت.. ما رأيك؟
- هم أحرار يشاهدون ما يحلو لهم، لكن المسرح القومى يعرفه الجميع، وبالتنويه نكون أزلنا المسئولية عنه وعن أنفسنا، وكى لا نضع رب الأسرة فى حرج مع أولاده لأنه إذا كان يشاهد عملًا فى التليفزيون ووجد أشياء لا تناسب أولاده فسينتقل لقناة أخرى، أما إذا كان فى المسرح فماذا سيفعل؟.. سيكون فى وضع محرج وبالتالى سيغضب منا، وهنا تكمن فائدة التنويه.
■ اسم العرض يوحى بأنه كوميدى ولكنه ليس كذلك.. ما المستهدف من ذلك؟
- هو عرض تراجكوميدى، أى أنه يخلق المأساة بالكوميديا، وأفضل هذا التعبير أكثر من الكوميديا السوداء.
■ هل العرض يتناول ثورة ٢٥ يناير؟
- العرض لا يتناول أحداث ثورة ٢٥ يناير، فالتعبير الأدق أن أحداث ٢٥ يناير خلفية لأحداث العرض، أى أننا لا نذهب للثورة ولكن فى مسرح الأحداث نقدم نموذجًا نقيًا ومضيئًا من الشباب الذين سُرقت ثورتهم.
■ إعلان الفنانين مواقفهم السياسية من الأحداث يعرضهم للانتقاد.. فما موقفك؟
- هذا يحدث بالفعل، وأعتقد أن ذلك نتيجة الاستقطاب، لأن الرأى أصبح منقسمًا إلى جزءين «يا تبقى معايا يا تبقى ضدى».. «يا إما تقول إننا أعظم ما فى الدنيا وخاليين من العيوب يا تبقى ضد كل ما يتم»، كما أنهم خلقوا تناقضًا بين من خرجوا فى ٢٥ يناير ومن خرجوا فى ٣٠ يونيو، وفى الحقيقة أن الهدف واحد، فالجميع خرج من أجل أن تكون مصر أفضل ولتتقدم للأمام، وقبل رحيل مبارك كنت أقول: لماذا لا ينتظر الشعب ٦ أشهر فقط؟، ولكن مع نزول هذه الملايين من الناس قلت: «لا بد أن يرحل حتى إن كان أعظم رئيس فى العالم، احترامًا لرغبة الشعب».
■ وكيف الخروج من هذه الأزمة؟
- كل الثورات فى العالم لها توابع، وهذه التوابع تكون شديدة ولها ضحايا أبرياء، ولكنها ستنتهى مع الوقت.
■ كيف أعددت لشخصية دكتور يحيى فى العرض خاصة أنه يتناقض مع أفكارك كما قلت؟
- بالفعل شخصية دكتور يحيى تتناقض مع أفكارى بشكل كامل، باستثناء الجانب الإنسانى، والحقيقة أننى على خشبة المسرح أتبنى أفكار الشخصية التى أقدمها بشكل كامل، كما لو كانت حقيقية، وبعد انتهاء العرض أعود لطبيعتى، وهذا مثل الذى يقدم شخصية كافر فى عمل دينى، فإجادته للشخصية لا تعنى أنه يكفر بالله، ولكنه يتبنى أفكار الشخصية أمام الكاميرا لتخرج للجمهور بمصداقية.
■ وما الذى حرصت على توضيحه فى شخصية دكتور يحيى للجمهور؟
- حاولت توضيح إلى أى مدى أنه شخص عبثى وعدمى ومحبط، باستثناء الجانب الإنسانى منه.
■ الصدق فى تقديم الشخصية أصعب على المسرح أم فى الدراما والسينما؟
- المسرح أصعب كثيرًا، لأن الكاميرا فى الدراما والسينما تقترب من عينيك وقلبك وتعبيراتك، وبالتالى تكون المهمة سهلة، أما المسرح فيحتاج لانفعالات بتكنيك محدد يخضع لمقتضياته، ولكنه أروع فى التواصل الحى مع الجمهور، فالمسرح مملكة الممثل، لأنه أثناء العرض لا يسمح بتدخل أى شخص، سواء مخرجًا أو غيره.
■ وما رأيك فى الحالة المسرحية بشكل عام فى الوقت الحالى؟
- الحركة المسرحية تعانى، حتى القطاع الخاص أصبح إنتاجه قليلًا جدًا، وكى يذهب الجمهور للمسرح لا بد أن يكون عاشقًا له، وغاويًا للتواصل الحى مع الممثلين، فى ظل معاناة المرور والمواصلات، وفى ظل وجود الفضائيات.
■ نعلم أن لك تجربة مع الشعر فهل هى مستمرة؟
- هجرت هذا الموضوع منذ سنوات طويلة لأن التمثيل لا يحتاج شريكًا، والشعر يتناقض مع التمثيل تمامًا، لأنك فى الشعر تعبر عن ذاتك، أما فى التمثيل فتخرج من ذاتك للتعبير عن الشخصية الدرامية، ولذلك قتلت شيطان الشعر بداخلى.
■ دائمًا تكتب آراءك فى الكرة عبر حسابك على «تويتر» والجميع يعرف أنك تشجع النادى الأهلى.. هل تقلق من غضب وهجوم جمهور الزمالك عليك؟
- بحب الزملكاوية ولدىّ العديد من الأصدقاء منهم، ووجود مجموعة من المتعصبين لن توقفنى عن إعلان انتمائى للنادى الأهلى أو عن حديثى فى الكرة، وأرحب بالاختلاف ما دام فى حدود الاحترام.
■ ما سر العلاقة بينك وبين لاعب المنتخب محمد صلاح؟
- علاقاتى بمحمد صلاح لا تتعدى حدود «تويتر»، فلم نلتق من قبل أو نتحدث عبر الهاتف ولكننى أحبه جدًا مثل أى مصرى وأفتخر بما حققه من إنجازات سواء شخصية أو لمنتخبنا القومى ودائمًا أدعو له.
■ هل بالفعل ستعود للسينما من خلال فيلم «سرى للغاية»؟
- انتهيت من تصوير أحداث دورى بالفيلم، حيث أقدم شخصية المشير طنطاوى.
■ وكيف تقمصت هذه الشخصية خاصة أن ظهوره الإعلامى ليس كثيرًا؟
- الفيلم يقدم الشخصية فى إطار واضح ومحدد، بعيدًا عن الجوانب الشخصية، وبالتالى التحضير لها كان من خلال الفيديوهات التى ظهر فيها فقط، والحقيقة أشعر بالفخر والشرف لتقديم شخصية المشير طنطاوى، لأنه أنقذ مصر فى فترة كانت حرجة، كما أننى أفخر بتقديم أى شخصية تنتمى لقواتنا المسلحة.
■ ما ردك على الهجوم الذى تعرض له الفيلم بعد تسريب بوستراته؟
- هذه هى حالة الاستقطاب التى تحدثت عنها، تخيل أن الحال وصل بنا إلى أن ننتقد عملًا، هو أصلًا دراما وثائقية، دون أن نراه وقبل أن يعرض لمجرد اختلافنا مع الشخصيات التى توجد فيه.
■ ما سبب ابتعادك فى بعض الفترات عن التمثيل؟
- لدىّ دائمًا عدة معايير إذا وجدتها فى العمل الذى يعرض علىّ، أشترك فيه، وهذه المعايير تتعلق بالعمل ذاته وبالدور.
من ستؤيد فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
- أؤيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولكن المشكلة ليست فى هذه الانتخابات، المشكلة فى الانتخابات التى تليها، فعلى الكفاءات السياسية الوطنية أن تقدم نفسها على الساحة خلال هذه المدة، وإلا ستكون هناك أزمة، ولا بد خلال الأربع سنوات المقبلة أن يعلنوا عن أنفسهم من خلال البرامج والصحف، وهناك العديد من الشخصيات الوطنية، وأرجو أن يترشح أحدهم فى الانتخابات بعد انتهاء الفترة الثانية للرئيس.