رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ريهام فاروق تكتب: ركز فى حالك

جريدة الدستور

في حياة أى إنسان فى لحظة عندها كل حاجة بتتغير ممكن يكون بسبب محنة أو مرض أو بسبب نصيحة أو أزمة أو مقالة أو حتى مشهد فى فيلم.. اللحظة دى الإنسان بيسمع أو بيشوف حاجة بتلمس روحه من جوه بمنتهى الصدق، اللحظة دى لو اتعاملنا معاها بصدق بنرتاح، وينفهم عن نفسنا حاجات كتير ولو تجاهلناها بنعيش للأسف فى صراع دائم لإدعاء السعادة.

ومن ضمن اللحظات دى اللحظة اللى بتدرك فيها كإنسان إنك أحيانًا لسبب يعلمه الله وحده أثناء رحلتك الشاقة فى مطاردة السعادة بتحط شخص بعينه فى مقارنة مع نفسك دون أن تشعر، وتتابع نجاحاته وانتصاراته، تنتقده بشكل لاذع تدقق فى تفاصيله، تستميت لإيجاد جوانب النقص في شخصه أو سلوكه أو الإثنين، اللحظة دي لما تدرك إنك بتعمل ده فعلا بتبقى فى وضع سئ!!! مشكلة الوضع السئ ده حاجتين أساسيتين:

أولهما إنك مش حاسس أن ما تفعله مافيهوش تأدب مع الخالق اللى بيوزع الأرزاق، هو لا يسأل عما يفعل، هو الرزاق حر فى عباده يرزق من يشاء كيفما يشاء، هو رزق فلان بشىء ممكن يكون الرزق ده نعمة أو نقمة هو وحده أعلم، متركزش مع غيرك لأن ببساطة أكيد برضه فى كتير أوى شايفين إن ربنا رزقك بشىء مش عندهم، ولو بيفكروا بطريقتك هيبقى من حقهم إنهم يسألوا هو رزقك أنت تحديدًا وهو لأ ليه، رغم إن هما الـ24 قيراطا بتوعك متوزعين على كل خلق الله بالتساوي مهما بدى ظاهر الأمور.

ثانيها: أنت ليه حصرت نفسك فى شخص؟ يعنى ليه تزنق أحلامك وقدراتك وغاية طموحك فى إنك تصبح زى فلان أو أحسن، (فلان) ده حضرتك مش بتتعامل معاه كقدوة تثير حماستك وتشعرك بأن الجاى أفضل زى فلان اللى عدى بمصاعب كتير وأهو ما شاء الله ناجح ومتألق.

للأسف أنا حاطط (فلان) ده عبء على حياتك، عبء كبير جدًا، لأنك مش عارف أنت عايز إيه؟ عايز تبقى زيه؟ ولا أحسن منه؟ طب اشمعنى ده؟ يعني اشمعنى هذا الشخص مركز معاه؟ عايز تثبت إيه أنه بيحصل على ما لا يستحق؟ ولا عايز تثبت إنك أفضل وبتحصل على ما تحصل عليه بالتعب والاجتهاد! وأنت بتحاول تثبت لنفسك ولا للى حواليك إنك تستحقك تكون زيه، وجدير بأنك تحصل على ما يحصل عليه.

لما تلاقي نفسك حابس نفسك في ظل شخص آخر مش قادر تفرح، مش قادر تستمتع بكل نعم ربنا عليك، اسأل نفسك أنا ليه عامل كده في نفسي؟ ليه مش قادر أحمد ربنا على كل حاجة حلوة في حياتي ومركز مع عطاء ربنا لغيري ليه؟.

بص في المراية اللي في بيتك واسأل نفسك هل أنا أستحق أكون سعيدًا، وإذا كانت إجابتك بأيوه أستحق يبقى من باب أولى إنك تسأل نفسك تستحق تكون مبسوط زي مين ولأي مدى؟

وتستحق تكون سعيد لأقصى درجة؟ ولا تستحق تكون سعيد زي فلان أو فلانه اللي أنت مركز معاه، ولا مش مهم خالص درجة سعادتى المهم أكون أحسن منه.

وحدد أهدافك حتى وإن كانت أهداف عجيبة وخوض تجربتك ونفذها علشان لما تفشل تبقي خضها، وعرفت إيه الغلط وإيه الصح وإيه الحلو وإيه الوحش فيها فتصلح وتحط أهداف ليها علاقه بسعادتك، ولو نجحت وبقيت سعيد يبقى خير وبركة شىء عظيم.

لما بتحط أهداف متحمس ليها هتلاقي نفسك مشغول جدًا ومش فاضى تركز فى حياة أى شخص آخر، وسعادتك مبقتش حكر على ما يحققه شخص آخر، وإنما ما يسعد حضرتك فقط.

حياتنا بنعيشها مرة نستاهل نكون سعداء فيها بجد.