رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الإخوان» يلجأون للقضاء بعد أن داسوه بأقدامهم!!


هذا يعنى أنهم يلجأون للقضاء كيفما يشاءون ووقتما يريدون وفى مواضع بعينها.. ومن ثم ستكون البداية المروعة للسقوط الإخوانى بعد لحظات المجد التى استمرت لحوالى ثمانية أشهر.. حما الله مصر وشعبها من عبث العابثين وحقد الكارهين ولؤم اللئام.

من العدل أن يتم التحقيق فى الأحداث الدامية التى وقعت يوم الجمعة الماضى أمام المقر الرئيسى لجماعة الإخوان المسلمين فى منطقة المقطم وغيره من المقرات الإخوانية حسب طلب قادة الجماعة.. ومن العدل أيضا أن يتم التحقيق فى الاعتداءات التى شهدها نفس المكان ضد نشطاء وصحفيين قبل ذلك بأيام.. كما أنه من الإنصاف معرفة النتائج التى أسفر عنها التحقيق فى استشهاد 80 مواطنا خلال الأيام الماضية.. يضاف إليهم محاسبة كل من أجرم بحق الغير وحق الدولة أيا كان منصبه أو انتماؤه.. مع الأخذ فى الاعتبارمساءلة د. مرسى على مخالفته لوعوده فى برنامجه الانتخابى للرئاسة وعدم وفائه بقسمه فى الحفاظ على القانون والدستور، فضلا عن إصداره لاعلانات غير دستورية وما ترتب عليها من مصائب أدت للوضع المؤسف الذى وصلنا إليه.. كذلك حصار «الإخوان» للمحكمة الدستورية العليا وتهديدهم لعدد من أعضائها بوضعهم فى «شكاير» !!.. و أيضا حصار مدينة الإنتاج الإعلامى المرة الأولى والثانية.. وأحداث بورسعيد وواقعة الاتحادية والاعتداء على حزب الوفد وجريدة الوطن وحوادث القطارات وانهيار الاقتصاد ومضاعفة السرقات العامة والخاصة.. وقطع الطرق وإرهاب المواطنين من قبل البلطجية.. واعتقال وتعذيب واغتصاب آخرين فى ميدان التحرير و.. إلخ.

يضاف إلى تلك الجرائم.. جريمة لم تشهدها مصر منذ إنشائها وحتى الآن.. ألا وهى تقسيم الشعب إلى شيع وطوائف متناحرة والاعتداء مؤخرا على نادى الشرطة وحرق مقار اتحاد الكرة وسرقة محتوياته.. والإفراج عن المجرمين وتجار المخدرات واللصوص خصوصاً من سجن وادى النطرون الذى شهد اعتقال د. مرسى قبل الثورة و.. كل هذه المصائب يجب الكشف عنها والتحقيق فيها ومحاسبة كل من يقف خلفها مهما كانت حصانته.. لأن ذلك هو العدل الذى نعرفه إذا أراد النظام الحالى أن يعيد للقانون وقاره وقدسيته وللدولة هيبتها.. وما أبشع ما سمعته فى هذا السياق من الدكتور محمود حسين ـ الأمين العام للجماعة ـ عندما أكد أن «الإخوان لو أرادوا أكل متظاهرى المقطم لفعلوا ذلك».. وأضاف أن «العضو الإخوانى يستطيع التصدى لمائة من غير الإخوان»!!.. نافياً وجود ميليشيات مسلحة للجماعة!!.. طيب ياعم الدكتور.. ما ردك على اعترافات المحامى والكاتب الكبير ثروت الخرباوى القيادى الإخوانى السابق ـ عندما أكد وجود هذه الميليشيات وأنه كان أحد عناصرها فى بداية التسعينيات؟!.. فالمواطن يا دكتور محمود لم يقم بثورته حتى يتنافر مع مواطنه ويتصارعا من أجل أهداف سياسية واختلافات فقهية «وفرض العضلات».. بل قامت الثورة بأهداف واضحة منذ يومها الأول وهي: عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية.. فهل يامعشر الإخوان.. يامن سرقتم الثورة.. استطعتم تحقيق أى مطلب من هذه الأهداف بعد صعودكم للحكم منذ ثمانية أشهر وحتى الآن؟!

ما سبق يجعلنى أقول لحكام مصر الجدد.. م. خيرت الشاطر ود. محمد بديع ود. محمود عزت وبقية «مجموعة العشرات».. أنكم تركتم الدعوة التى قام على أساسها تنظيمكم السري.. ثم لعبتم سياسة.. والسياسة كما نفهمها تعنى اللعب على فن الممكن.. وهذا هو واقعكم المؤلم الذى وضعتم الشعب فيه.. لكن الشعب يرفض لعبتكم ويصر على انجاح ثورته.. والثورة ياسادة تعنى بمفهومها الثورى تحقيق حلم المستحيل.. وهذا المطلب لم تفهموه ولن تنفذوه إلا بإرادة الشعب الذى سمح لكم باغتصاب ثورته.. وهذا هو الفرق الشاسع بين الإخوان وأنصارهم من جانب.. وبين فئات المجتمع المعارضة من جانب آخر.. فأرجوكم أن تستيقظوا قبل فوات الأوان.

نأتى لخطاب د. مرسى يوم الأحد الماضى تعقيباً على أحداث المقطم.. فعندما يهدد ويتوعد معارضى إخوانه.. وعندما يتقدم أنصاره ببلاغات للنائب العام ضد جهات بعينها وضد أشخاص بالاسم لاتهامهم فى أحداث المقطم، فى الوقت الذى يتناسون فيه جرائمهم السابقة.. فإن ذلك يضع البلاد فى غياهب الفوضى أما تصريح الدكتور يوسف القرضاوى عن المعارضة.. فقد جاء كخنجر مسموم فى خاصرة «الوفاق الوطني».. وذلك عندما قال فى خطبة الجمعة الماضية من الدوحة.. إن من يحاصرون مقار الإخوان المسلمين فى المقطم والمتظاهرين أمام قصر الاتحادية ومن يذهبون إلى ميدان التحرير.. بلطجية يتقاضون الملايين من الخارج لنشر الفوضي.. وإنهم عدة مئات يريدون فرض رأيهم على الشعب المصرى الذى اختار برغبته من يراه قادرا على قيادته.. ووصف القرضاوى هؤلاء بـ «عورة مصر».. وطالبهم بالعودة إلى جحورهم!!.. وقد نسى الشيخ أنه لولا هذه القلة.. أو تلك المئات لما وصل اخوانه للحكم ولما جاء خطيبا فى ميدان التحرير أيام الثورة.

كلام العلامة الجليل الذى يقيم فى كنف القيادة القطرية العدو اللدود لمصر منذ سنين طويلة.. يصطدم مع اعتداله وعلمه وترأسه لهيئة علماء المسلمين وكذلك تصنيفه السابق للقيادات الإخوانية الحالية.. وهذا يجعلنى أطالبه بالتنازل عن عيشته الوثيرة فى الدوحة ويأتى إلى مصر ليقيم فيها قليلا ويشاهد بأم عينيه كيف وصلت أوضاع الناس فى عهد جماعته.. وبعد ذلك يمكنه أن يتهم من يشاء بما يعتقده.. تلخيصاً.. أقول للشيخ القرضاوى إن المئات الذين تتحدث عنهم يصل عددهم إلى 50٪ من الشعب.. وهو العدد الذى لم ينتخب د. مرسى فى الانتخابات الرئاسية.. وأن عددا كبيرا من الذين انتخبوا الرئيس ندموا على قرارهم بعد أن كشفت الجماعة عن أطماعها وسيطرتها وأخونتها للدولة.. وأن هؤلاء يصل عددهم لحوالى 30٪.. وهذا يعنى أن القلة التى تتحدث عنها ياشيخنا تصل الآن إلى حوالى 80٪ يرفضون جميعهم حكم الإخوان..أخيرا أنصح الشيخ القرضاوى أن يتابع قضية المجرمين وتجار المخدرات والسياسيين الذين هربوا من سجن وادى النطرون فى محكمة استئناف الإسماعيلية.. ويستعلم عن أسماء هؤلاء.. وما قضاياهم وكيف هربوا وعمن سلم نفسه.. ومن منهم مازال هارباً.. سواء من جماعة الإخوان المسلمين أو من حركة حماس؟!.. وهنا يجب طرح السؤال التالي: ماذا لو كان الدكتور محمد مرسى من بين هؤلاء الهاربين؟!.. هل ستلجأ الجماعة فى هذه الحالة أيضا للقانون أم ستحشد أنصارها فى الميادين ومعهم أكفانهم؟!.. أتوقع أنها فى هذه الحالة سيطبقون ما صرح به الأخ الدكتور عصام العريان عندما قال: لو سقط د.مرسى فلن يكون هناك رئيس آخر لمصر!!.

.. وهذا يعنى أنهم يلجأون للقضاء كيفما يشاءون ووقتما يريدون وفى مواضع بعينها.. ومن ثم ستكون البداية المروعة للسقوط الإخوانى بعد لحظات المجد التى استمرت لحوالى ثمانية أشهر.. حما الله مصر وشعبها من عبث العابثين وحقد الكارهين ولؤم اللئام.

■ كاتب صحفى

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.