رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لو مش عاجبك اركبي تاكسي».. حكايات بنات فى «زنقة الميكروباص»

جريدة الدستور

«لو مش عاجبك اركبي تاكسي يا أستاذة».. أكثر عبارة مستفزة تتردد على مسامع «لمياء» يوميًا، التي أصبحت عادة شبه يومية عند استقلالها «الميكروباص»، بسبب محاولات التحرش بها بداعي «ضيق المكان». الصادم لـ«لمياء» لم تكن محاولات التحرش بقدر دفاع السيدات المتقدمات فى العمر من مستقلي الميكروباص عن المتحرش تحت شعار «خلاص يا بنتي». «بس يا بت متضربيش أخوكي والله لأوريكوا أما أوصل».. عاد الصوت النسائي يرن فى أرجاء الميكروباص، ولكن تلك المرة لم تكن صاحبته لمياء ذات الأربعة وعشرين عامًا، فصاحبته «سهام» فى أواخر الثلاثينات تواجه هي الأخري معاناتها ليس فقط مع الميكروباص بل مع أبنائها ونظرات الفتاة العشرينية التي تتأفف بجوارها من آن لآخر لعدم قدرتها على استكمال حديثها الرومانسي مع خطيبها بسبب صراخ الأطفال، أو هكذا بدا لسهام فحنان لم تكن تتغزل فى خطيبها بل كانت ترجوه حضور خطوبة شقيقتها حتى لا تتعرض للسخرية من أقاربها. وعندما فقدت الأمل فى قدرة خطيبها على المجيء، والذي أنهي الحوار بعبارة «أنا طافح الدم علشان أجهز شقتنا حسي شوية»، استسلمت حنان لمصيرها تاركة لدموعها العنان وهي تخفي وجهها بالنظر للشباك. وفى الكرسي المقابل تتحسس «شيماء» طالبة الثانوي حقيبتها لتدرك مدى الكارثة التي ستواجهها عند نزولها بعدما نست محفظتها فى المنزل وعندما فقدت الأمل صارحت السائق بصوت يشوبه الخجل «معلش يا أسطى نسيت المحفظة فى البيت مش هقدر أدفع»، لينقذها من إحراجها صوت نسائي رقيق، قائلًا: «أجرتها عندي 2 من عشرة يا أسطى».