رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر والسودان أقوى من أي توتر


العلاقات بين مصر والسودان أقوى من أى توترات «طارئة»، فمنذ قديم الأزل كان هناك التحام بين الشعبين، فالنيل والعروبة والتاريخ والتجاور المكانى يجمعان بين «شعبى وادى النيل» فى مصر والسودان. ولكن النظام السودانى الذى يتزعمه «عمر حسن البشير» منذ وصوله لحكم السودان تفنن فى اختلاق الأزمات مع مصر.. وكانت قضية «حلايب وشلاتين» هى المدخل لافتعال المشكلات مع «القاهرة»، فعلى الرغم من أن «التاريخ والجغرافيا» يؤكدان على أن «حلايب وشلاتين» مصريتان، فالبشير من حين إلى آخر يستخدم هذه القضية كأداة لاكتساب «شعبية زائفة».



ومن يتأمل «واقع السودان» الشقيق فى عهد البشير يتأثر لدرجة البكاء، فجنوب السودان حصل على استقلاله فى عهد «نظام البشير» الذى كان من الممكن أن يدخل فى عملية سياسية حقيقية وتقديم مميزات لأبناء «جنوب السودان» لتشجيعه على الانخراط فى «وحدة» مع الشمال، ولكن أبناء الجنوب اختاروا الانفصال عن «شمال السودان» فى مشهد أدمى قلوب «أبناء العروبة».

واستمر النظام السودانى على مدار السنوات الماضية وحتى الآن فى اتخاذ خطوات تضر بالعلاقات مع مصر، ومنها موقفه فى «أزمة مياه النيل» فبدلًا من أن يقوم السودان بدور «الوسيط» فى هذه الأزمة انحاز بشكل «غير مسبوق» إلى «دول منابع النيل» رغم أن مصالح السودان كدولة مصب هى نفسها «مصالح مصر».

ومع زيارة «الشيخة موزة» زوجة حاكم قطر السابق ووالدة الأمير الحالى للخرطوم خلال الشهر الماضى رأينا العجب، فموزة أثناء زيارتها لإحدى المؤسسات السودانية كتبت فى «سجل الزيارات» أن «السودان أم الدنيا» وبما يخالف ما استقر عليه «العرف»، وبادر مسئول سودانى بتأييد «خرافات موزة» بقوله إن الفراعنة من أصل سودانى رغم أن الدلائل التاريخية والحفريات تؤكد عدم صحة هذا الحديث، ولكنها رغبة من جانب «النظام السودانى» فى افتعال أى أزمات مع مصر.

والعلاقات بين «القاهرة» و«الخرطوم» أعمق وأبقى من أى أزمات مفتعلة، والتدخلات الخارجية فى العلاقة بين البلدين لن تقضى عليها وإن ساهمت فى تسميمها لبعض الوقت... وعلى «النظام السودانى» أن يعى أن سعيه الدائم لافتعال الأزمات مع مصر ينافى «الواقع والمنطق والتاريخ والعيش المشترك» فما يربط بين مصر والسودان يسمو فوق أى «خلافات».