رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يكتب: هل يخيب رهان السيسي على الشعب المصري؟


لم يوجه الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة كاملة للشعب المصرى أثناء حضوره الندوة التثقيفية التى نظمتها القوات المسلحة فى مسرح الجلاء، ٩ فبراير، اكتفى ببعض المداخلات على كلمات المشاركين فى الندوة والأفلام الوثائقية التى عرضت خلالها.

تابعتم ما قاله، تفاعلتم معه، الذين يحبونه تواصلوا معه، والذين يعترضون عليه حاولوا البحث عن أى ثغرة فيما يقوله، لكنهم لم يجدوا شيئًا يستغلونه ضده.

ما قاله الرئيس كان مهمًا، اشتبك به مع التحديات التى نواجهها اقتصاديًا وأمنيًا، لكن لفت انتباهى معنى أعتقد أنه أراد التأكيد عليه، لأنه كرره أكثر من مرة.

قال السيسى «إن التحديات التى نواجهها أكبر من الرئيس بمفرده، وأكبر من الحكومة وحدها، لكنها أبدًا ليست أكبر من الشعب المصرى».

يراهن السيسى على الشعب المصرى إذن فى معركتى البناء والحماية، يعرف أن هذا الشعب تحمل الكثير، قدم أبناءه شهداءً فى معركة الإرهاب، وذاق الأمرين فى معركة الإصلاحات الاقتصادية، فرغم الصعوبات الأسطورية التى نعانى منها، فإن هذا الشعب لا يزال يعيش ويحلم أن الغد سيكون أفضل.

قد تقول إن السيسى رئيس جرىء، أقدم على قرارات وإجراءات ما كان لغيره أن يقوم بها، لكن، وهذا هو المهم، فإن الشعب أيضًا جرىء ومقاتل، ويستطيع أن يفرق بين الخطر الحقيقى والمصطنع، وقد عرف أن الخطر الذى يتحدث عنه السيسى أمنيًا واقتصاديًا حقيقى جدًا، فوقف إلى جواره، وسند ظهره.

هذا هو سر الشعب المصرى الحقيقى، يقف إلى جوارك عندما يجدك تحارب خطرًا حقيقيًا يمكن أن يتعرض له، لكنه لا يسامحك أبدًا إذا اكتشف أنك تخدعه أو تضلله أو تلعب به، وقد أثبتت التجارب أن السيسى لا يخدعنا ولا يضللنا، ولذلك فهو يحارب معركته ومعركتنا وهو مطمئن إلى أن «ظهره محمى» تمامًا.

قد تكون هناك ممارسات خاطئة من الجميع، قد تكون هناك أصوات محبطة وسوداوية تريد أن تجرنا إلى الوراء، قد تكون هناك نفوس ضعيفة لا تقوى على المواجهة فتسقط فى فخ دعايات مغلوطة وتسير خلف شائعات كاذبة، لكن الواضح أمامى أننا كشعب لن نخسر المعركة، ولن نخذل من يقودها متجردًا إلا من رغبته فى الإبقاء على مصر قوية ومحمية من أى شر.

يراهن السيسى على هذا الشعب، فلا تجعلوا رهانه يخيب، لأنه وقتها لن يخسر وحده، بل سنخسر جميعًا.