رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مَنْ يحمي قطط نادي الجزيرة يا وزير الشباب؟



القضية تبدو من الوهلة الأولى «تافهة»، ففى ظل الأزمات الاقتصادية الحادة التى تطحن المواطن البسيط بأنيابها، يصبح الحديث عن قطط نادى الجزيرة الراقى - أو الذى كان كذلك - رفاهية، لكن الحقيقة أن القضية ليست كذلك، فنحن لن نطالب بإطلاق يد القطط ويد أصحابها فى النادى، بل نطالب بحماية البشر منها.



صباح أمس الأحد؛ عرف أعضاء النادى أن الإدارة سوف تستخدم من يقتل القطط، وهو ما أحدث انقسامًا بين أعضائه، فالذين يرفضون قتل القطط اجتمعوا الساعة الثانية ظهرًا لينددوا بمسلك الإدارة القاتل.

هل تستحق الأزمة كل هذا الصراع؟

بالطبع تستحق، فهناك من بين أعضاء النادى من يجلبون القطط ويقدمون لها الطعام، كما أن إدارة النادى بتفريطها وتقصيرها أتاحت الفرصة للقطط والكلاب الضالة لأن ترتع فى النادى كما تشاء، وكانت النتيجة أن القطط تُقلق راحة الأعضاء وتهاجمهم، وهناك بالفعل بلاغات ترصد وقائع بعينها خاضعة للتحقيق الآن.

تحوَّل نادى الجزيرة العريق إلى ما يشبه مراجيح مولد النبى، فوضى وقمامة وإهمال وحيوانات ضالة، تهاجم الأعضاء وتنقل لهم الأمراض، ورغم الشكاوى المتعددة التى وصلت إلى الإدارة فإنها لم تتحرك، تُصِّدر للأعضاء الطرشة كما يقولون.

لا أميل إلى أن تحدث مذبحة جديدة للقطط فى نادى الجزيرة، مثل المذبحة التى حدثت فى ٢٠١٥، فالرحمة حلوة، لكن حماية الأعضاء وراحتهم أحلى بالطبع، ويمكن أن تتحرك الإدارة لمواجهة القطط بعيدًا عن قتلها، وهو ما من شأنه أن يُحدث وقيعة بين أعضاء النادى ليس بعيدًا أن تتحول إلى مشاجرات عنيفة.

ولأن الإدارة لن تتحرك فيما يبدو إلا بقتل القطط، حيث إنها لا تعرف إلا ذلك، فعلى وزير الشباب المهندس خالد عبدالعزيز أن يتدخل، هناك مناشدات له من أجل أن يتحرك، ورغم أن لديه مسئوليات كثيرة - كان الله فى عونه، فإنه مُطالب بالتدخل السريع، قبل أن تقع الكارثة، فهل يستجيب الوزير، أم يترك الأمر حتى يتحول إلى كارثة؟

ملاحظة: لست من بين أعضاء نادى الجزيرة ولن أكون، لكننى أتأمل فقط فلسفة صناعة الأزمات التافهة فى مصر، ففى الوقت الذى يموت فيه مواطنون من الجوع، نجد مواطنين آخرين يتصارعون من أجل القطط، ولا يترددون عن الوقوف أمام المحاكم بسببها.

استوعب الأزمة يا وزير الشباب، قبل أن يتحول الأمر إلى مسخرة، لأننا بالفعل لسنا فى حاجة إلى مزيد من المساخر.


تحوَّل نادى الجزيرة العريق إلى ما يشبه مراجيح مولد النبى فوضى وقمامة وإهمال وحيوانات ضالة تهاجم الأعضاء