رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيخ الشعراوى «رحمه الله» والأخ مفيد


جاءت كلمات الأستاذ مفيد فوزى تجاه الراحل الشيخ الشعراوى تمثل الصدمة.. والرجل فى ذمة الله منذ سنوات طوال.. والتساؤل: لم نشهد للراحل الكريم أى محاور دعوية مع دعاة الإرهاب.. والإسلام ينشد تحقيق الأمن والأمان.. والسكنية والسلام.. لأن الرحمة تعد الغاية الأسمى والتى جاءت من أجلها النبوة للرسول «صلى الله عليه وسلم» قال تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» الأنبياء 107، ومن هنا وكنت فى شبابى أتابع برنامج «نور على نور» للراحل أحمد فراج.. لمتابعة كلمات الشيخ الجليل الشعراوى.. والإسلام يحرص على الأخوة الإنسانية بين البشر مهما اختلفت الألوان واللغات.. كما أن الإسلام حث المسلم بأن يكون باراً بغير المسلم.. ولنتأمل امتلاك المنهج الإسلامى أسمى معانى حقوق الإنسان.. قال تعالى: «لست عليهم بمسيطر» الغاشية 22..

وقال تعالى: «أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين» يونس 99 وقال تعالى: «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» الكهف 29.. تلك هى رحمة الإسلام.. لأن الهدف تحقيق الأخلاق الفاضلة.. واحترام ما تنادى به الأديان السماوية من إيمان بالله عز وجل وأنبيائه ورسله «عليهم السلام».. والتحرك بالأخوة الإنسانية.. وكلمة التوحيد هى الإيمان العميق بوحدانية الله.. والثقة المطلقة بقدرته ورحمته.. والإيمان الصحيح يهدى للبر والخير والأديان لها لغة حوار بين أبنائها.. قال تعالى: «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن» العنكبوت 46.. وقال تعالى: «قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء» آل عمران 64.. وما بالنا والإسلام دين عدل وسلام.. والتنوع بين البشر جعله الله سبيلاً للتعارف.. كما أن الإسلام جاء برسالة نور.. لتصحيح حركة المجتمعات الإنسانية.. والتنوع ليس للتنازع والتناحر والتمايز والاستكبار فى الأرض.. وكان الراحل الكريم الشيخ الشعراوى دعوته وكلماته تشكل حركة اتزان للمجتمع بالفكر والإيمان والعمل الصالح..كما أن مناخ الحرية فى الإسلام له ارتباط بكل مجالات الحياة.. لأن تربية الإسلام تهدف للنمو الروحى.. وتنمية السلوك الإيجابى وبما يتفق مع ثوابت العقيدة.. قال تعالى: «لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة» المائدة 48.

وكان للشيخ الشعراوى دور ضد الإرهاب والعنف قتلاً وتفجيراً.. وهما من أشد الجرائم الإنسانية.. والإسلام يدعو للبر والتقوى، قال تعالى: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان» المائدة 2 ومع مسار الدعوة قال الرسول «صلى الله عليه وسلم»: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها» رواه أبو داود.. وكنا مع الشيخ الشعراوى «رحمه الله» مع عالم جليل.. ويوضح لنا علل التدين.. ويتحرك بدعوى الإصلاح حتى لا نسقط حضارياً.. ولكن يا أخ مفيد أليس الإنسان هو مفتاح التقدم والتغيير والإصلاح.. قال تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» الرعد 11.. والشيخ الجليل كرس حياته للقرآن الكريم بعد أن حفظه وتعلم فهز كيانه.. وفى القرآن يا أخ مفيد علاج أمراض القلوب.. وكانت حلقاته ودروسه الدينية قيمة تثقيفية وللتذكير.. وليس لدعم الإرهاب يا أخ مفيد.. وكانت كلماته منبراً رحباً.. وكان «رحمه الله» ذا بصيرة نافذة ومنطلقاً من الكتاب والسنة..