رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مخاوف إسرائيلية


... إسرائيل أصبحت الآن تراقب ما يحدث حولها دون أن تشعر بأى نوع من القلق. فكل الجيوش العربية التى حولها، والتى كانت تخشاها انهارت، ولم يعد أمامها سوى ثلاث قوى رئيسية هى: الجيش المصرى، وإيران، وحزب الله..

الجيش المصرى، وقد ارتبطت إسرائيل مع دولته باتفاقية أو معاهدة للسلام، راسخة ومتينة، مضى عليها ما يقرب من أربعين عاماً، لم توضع أبدا فى مجال الاختبار. وفضلاً عن هذا تراقبها وترعاها الولايات المتحدة الأمريكية. أما حزب الله، فقد أنهكته الحرب الدائرة فى سوريا، والتى وجد نفسه متورطاً فيها، بإيعاز من إيران، دفاعاً عن سوريا، ضد المنظمات السنية العيدية والتى جهزتها وأيدتها تركيا والسعودية وقطر، وجلبت لهم المقاتلين بالمال من كل الدول وخصوصاً تلك التى استقلت حديثاً عن الاتحاد السوفيتى، أوزبكستان وداغستان والشيشان، فضلاً عن مقاتلين من باكستان وأفغانستان وبعض الدول العربية.

ولاشك أن حزب الله، الذى تدعمه إيران فقد الكثير من قواته البشرية وقادته ومعداته التى يدفعها عبر لبنان إلى سوريا، وقد تسبب تورط حزب الله فى الحرب السورية إلى معاناة لبنان من بعض الهجمات التى شنتها المنظمات السنية عليها فى مناطق البقاع، وهو ما سيضعفه عن مواجهة إسرائيل. خوف إسرائيل الأساسى من تنامى القوة الإيرانية وتعاظمها، وقدرتها على النفوذ والتدخل فى منطقة الشرق الأوسط، جعلها مصدر تهديد لإسرائيل، عن طريق نقل الأموال والأسلحة والمقاتلين إلى جارتها سوريا، ونقل الصواريخ أيضاً إلى حزب الله، وهى الصواريخ التى شكلت تهديداً مباشراً لإسرائيل فى مواجهات سابقة لها مع حزب الله، وهو ما يضعها تحت التهديد المباشر.

وفضلاً عن هذا ظهور إيران كقوة نووية، وقيام إيران بالتوفق مع أمريكا والغرب، والإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة فى البنوك الأمريكية والغربية. إسرائيل لا ترى فى التنظيمات المسلحة السنية فى الوقت الحالى على الأقل خطراً، فتلك المنظمات، كما قلنا مشغولة بفكرة التوسع، ومناوئة الأنظمة الحاكمة.

وترى إسرائيل أن ما تقوم به تلك المنظمات هو محاولة خلق حالة من الاضطراب فى الدول الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة العربية فقط. وهى الأردن والعراق والأردن والسعودية ومصر وتركيا. ومما يطمئن إسرائيل أن تلك المنظمات السنية تسببت، فى عملية نزوح جماعية هائلة، كلها توجهت ناحية تركيا والغرب، وإن كان الغرب قد رحب بتلك الموجات من الهجرة لأسباب إنسانية، واقتصادية من ناحية خفية، لأن قوة عمالة هائلة جاءتها فى عقر دارها، فإنها على المدى البعيد، لن تتحمل مزيداً من الهجرات، وفضلاً عن ذلك وجود حالات استنفار أمنى بسبب بعض العمليات التى قام بها المنتسبون لتلك الأنظمة، لزعزعة الأمن فى الدول الأوروبية، وهو ما يجعلها تستعد لمقاتلة تلك المنظمات بالنيابة عن إسرائيل فيما بعد، وهو ما قامت به فرنسا بالفعل.

■ كاتب