رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«رمضان في الخمسينات».. «عبدالناصر» يفاجئ الشعب بمنحة رمضان.. الظهور الأول للفوزاير عبر الإذاعة المصرية.. والأهلي يحقق أول «فوز رمضاني» على الزمالك.. والمسلمون يفطرون بـ«الرنجة والفسيخ»

جريدة الدستور

تغييرات عديدة.. شهدتها الحياة السياسية والاجتماعية في مصر خلال فترة الخمسينات، والتي بدأت عام 1952 بغروب شمس الملكية وبزوغ نجم الجمهورية.. فكانت مصر آنذاك على موعد جديد مع تغييرات كثيرة في العادات الاجتماعية والثقافية والفكرية، والتي طالت أيضًا شهر رمضان، وطريقة الاحتفال به واستقباله.

«طقوس الرؤساء في رمضان خلال الخمسينات»
وكان لكل رئيس طريقة خاصة يحتفل فيها بقدوم الشهر الكريم، وتمثلت طقوس الرئيس الراحل «محمد نجيب» أول رئيس لجمهورية مصر العربية، في الطقوس الرمضانية المعتادة، فكان يذهب إلى جيراته وأصدقائه القدامى.

كما أنه لم يسر على خطى الملك فاروق، الذي اعتاد على إلقاء كلمة لجموع الشعب المصري، بمناسبة حلول الشهر الكريم، وهي عادة حرص عليها «فاروق» طول فترة حكمه وخالفها «نجيب».

أما الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فلم ينسى الفقراء في شهر رمضان الكريم، فكان يغدق عليهم بما يعرف باسم «منحة رمضان»، بإعطائهم أزهى مجموعة من الأقشمة ذات الألوان الزاهية، وكان يحرص علي توزيعها بنفسه.

«واقعة غريبة في طقوس رمضان عام 1955»
ومن الرؤساء إلى المواطنين، كانت طقوس استقبال الشهر في الخمسينات مختلفة، لاسيما عام 1955 الذي امتازت طقوسه بالغرابة بعض الشيء، حيث وافق إحتفال المصريين بشهر رمضان، إحتفال الأخوة الأقباط بحلول أعياد الربيع وشم النسيم، مما عزا بالصائمين لتناول الرنجة والفسيخ علي مائدة الإفطار، رغم كونهما من محظورات الشهر الكريم.

«الفوازير لأول مرة على الإذاعة المصرية»
وعلى صعيد الإذاعة المصرية، التي كانت في أوج تألقها ومجدها خلال فترة الخمسينات، لاسيما أن التلفزيون لم يكن سحب البساط منها بعد، فقد شهد عام 1955 خلال إحتفال الإذاعة بشهر رمضان، حدث بارز كانت بطلته الإعلامية «آمال فهمي».

وقدمت «فهمي» لأول مرة فوازير شهر رمضان، وكانت تلك هي المرة الأولي التي يتم تقديم هذا النوع من البرامج، وقد أحدث تقديم الفوازير صدي واسعًا وترحيب بالغ بالفكرة في الشارع المصري.

«المكتبة المصرية.. تطلع للنور»
وخلال فترة الخمسينات أيضًا، كانت المكتبة المصرية والعربية علي موعد مع إصدار جديد من عملاق الأدب العربي، حيث أصدر الأديب الراحل عباس محمود العقاد كتابه «طلع النور» في شهر رمضان عام 1955، والذي شهد إقبال متزايد من المصريين عليه، فقد كانت الكتابة في هذه الفترة بمثابة غذاء أحد عوامل النهضة الثقافية.

«الأهلي يحقق أول فوز رمضان على الزمالك»
وفي عام 1957 خلال شهر رمضان، خرجت جماهير النادي الأهلي إلي الشوارع تحتفل بالفوز على الغريم التقليدي نادي الزمالك، بعد أن تمكن اللاعب «سيد الضيظوي» من إحراز هدفين توج بهما مجهود فريقه في الدوري العام، ليحقق النادي الأهلي بذلك أول فوز رمضاني خلال تاريخ لقاء الفريقين.

«سامية جمال تفجر مفاجأت رمضانية»
وخلال فترة الخمسينات كانت الصحف القومية تعتمد بابًا ثابتًا علي صفحاتها خلال شهر رمضان، تقوم فيه بإجراء حوارات يومية مع أحد الفنانين، للحديث عن طقوسه اليومية خلال شهر الصيام.

وآثار الحوار الذي أجرته مجلة «أهل الفن» مع الفنانة سامية جمال عام 1958، ضجة كبيرة، بعدما قصت الفنانة خلاله أغرب المواقف التي تعرضت لها خلال تنظميها لحفل إفطار في رمضان، وحضور العديد من أصدقاء زوجها الأقباط، الذين أبدوا دهشتهم من طريقة صيام المسلمين بالامتناع عن الشراب والطعام.

كما حكت «جمال» أنها رفضت تقديم الخمور خلال حفل الإفطار، بإعتبار أن ذلك لايتناسب مع فضائل الشهر الكريم وهو مازاد من دهشة المدعوين.