رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرأة بجميع أنواعها


الله يحظك يا د.مرسى فبرغم أن أيامنا معاك كانت أسود من قرن الخروب، لكننا من فرط عبثية وشعبوية وبشاعة ما كنت تُقدم عليه من أفعال وسلوكيات صادمة وتصريحات لا يمكن أن تصدر من رجل فى موقع المسئولية، كنا نكاد نموت كل يوم ضحكاً من فرط غرابة ما تتحفنا به من مواقف هزلية غبية كانت تشكل لوناً من ألوان الكوميديا السوداء..

لقد ترك لنا «مرسى» ما يكفينا لتوثيق ملامح أيامه من مواقف وخطابات فنكوشية ومقولات مبهمة أحياناً، عبثية كوميدية فى أغلب الأحيان، وهى بالتأكيد تفضح بشكل مباشر تلقائية وغباوة التركيبة الإخوانية المخاتلة الكاذبة فى كل الأحوال، فهم فى النهاية بشر لايعرفون يعنى إيه كلمة وطن!! ولعل من مأثوراته التى سيخلدها له تاريخ المرأة المصرية فى كل مراحل نضالها الأخيرة فىمطلع القرن الحالى توجيهه التحية الشهيرة لها «تحياتى إلى المرأة بجميع أنواعها».. ولاشك أن العبارة هى فى النهاية تُعد تلطفاً من رئيس إخوانى لتوجيهه تحية رقيقة شاملة للمرأة المصرية، نعم شاملة كل فصائل المرأة، سواء التى موطنها الأصلى «كفر الشهيد إبراهيم» أو التى تم تهجينها فى «حلايب»، أو التى تم إطلاقها فى بيئتها الطبيعية فى رابعة العدوية من وجهة نظره، أو هو قد يقصد تنوع مصادر شتلاتها الأصلية، فهل هى المرأة «الوردة» التى ظهرت لأول مرة فى عصره الرائع الحر الديمقراطى على لافتات المرشحات لبرلمان «آخر الزمان»، أم التى تنتسب إلى تلك النوعية من النباتات التى وقف أمامها «مرشده» الناصح الأمين وهو ينعى للعالم المتحضر الهجوم غير الإنسانى من جانب العلمانيين أعداء الحياة على مقر السلطنة فى المقطم، فنالهجومهم الغاشم من أزاهير عصره الرومانسى الحالم، وقال مقولته الشهيرة «وما ذنب النباتات؟»!!..

نعم، «المرأة بجميع أنواعها».. أم كان الزعيم يمهد لوجود نوعيات من المرأة لم يعرفها الناس فى بلادى، فيبشرنا بجيل «الأخوات العضاضات» و«الأخوات حاملات المولوتوف» وقاصرات «سبعة الصبح»، و«الضاربات لأستاذاتهن» بعد إسقاط ملابسهن فى فناء كُليات جامعية تم تشويه رسالتها فى زمن بطولات المجرمات؟! ومن الغريب فى تلك الفترة أن يخرج علينا رموز التنطع والغباء السياسى ليستنكروا مظاهر فرحة المرأة المصرية التى شاركت الرجال بشكل رائع فى الحضور إلى لجان الاستفتاء وهى تطلق زغاريد الانعتاق من عصر سجن المرأة فى عام وزير «تعالى وأنا أقولك»، ولترقص سعادة بسقوط برلمان «تزويج» القاصرات بقيادة «أم فلان» الرمز.. يستكثرون على «ست الكل» المصرية النبيلة التى غنت غبطة وسروراً بتوقيعها على دستور بلادها الذى يجتاز بها زمن بطولات «الأمر بختان الإناث» دعونا نندهش صعود حاكم لمصر يحدثنا عن المرأة المصرية بتلك الغباوة، ونحن نطالع فى بردية مصرية قديمة المعلومات التالية «أول ملكة جلست على العرش فى العالم الملكة المصرية «ميريت نت» منذ أكثر من 5500 سنة ولقد جلس على عرش مصر عبر تاريخها وفقاً لقوائم «مانيتون» ثمانى عشرة ملكة أولهن الملكة «ميريت نت» وآخرهن الملكة «كليوباترا» والتى ثبت أنها كانت فرعونية رغم انتسابها إلى البطالمة. ولقد اعترفت مصر بحق النساء فى تولى الحكم وفى جميع المناصب العليا وهو ما سبقت فيه العالم وهو ما جعل الملكة «ميريت نت»ابنة الملك «واد جى» رابع ملوك الأسرة الأولى والتى جلست على عرش مصر وحكمت بمفردها لمدة عشرين عاماً».. أخيراً، إن المرأة التى ثبت أنها تعول ثلث عدد الأسر المصرية، ينبغى أن نتصدى لكل مظاهر ممارسة العنف ضدها، بعد أن تم شرعنته فى مجتمعاتنا العربية بكل أشكاله ضدها، بل باركته بتعمد رذيل واضح، رغم أن التغييرات الاجتماعية فى العالم المتحضر قد ذهبت إلى تجريم العنف ضدها.. تحياتى للمرأة المصرية فى كل مواقع النضال، أما أنواع المرأة وفصائلها وشتلاتها فستظل نكتة حاكم لمصر العظيمة لمدة سنة مطلوب حذف أيامه من سطور كتاب الوطن، ما أبشعها سنة الله لا يعيدها.