رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وكمان وزارة للمصالحة الوطنية !


فى السياسة ممكن نتسامح ونتصالح ونتهادن مع الخصم للوصول فى نهاية المشوار لتحمل الضرر الأقل مع كل الناس إلا من تاجروا بالأديان فى بلد تسكنه كل نوعيات الأمية المانعة لممارسة حياة ديمقراطية صحيحة.

فور إسقاط نظام الإخوان الخوان البشع، قال لك إيه.. قال المُصالحة ضرورة.. واسأل: يا ترى هو خوف أو التخويف من فزاعة الإرهاب؟.. ولا الحكاية ادعاء المثالية والملائكية للمفاضلة الوهمية العبيطة الكاذبة بين زمانهم وزمن من ثاروا عليهم؟.. ولا هيه حدوتة التماهى مع فكرة الادعاء بأهمية إعادة اللُحمة بين أبناء البلد الواحد، وكمان مُراضاة مراكز حقوق الإنسان العالمية، وكأننا لا نعيش حالة شعب قام بثورة شوهها بعد الغدر بأصحابها طرف آخر يمثل كل تيارات التشدد الدينى،واستهان بتضحيات المصرى فى الميادين لتصل قيادات الآخر بانتهازية إلى سدة الحكم؟.

وكمان قال لك لا إقصاء لفصيل سياسى، وقالوا: دعوناهم للمشاركة بحقائب فى الحكومة، وكمان بإنشاء مجلس للمصالحة سيعمل فور الانتهاء من تشكيل أول حكومة فى زمن الانعتاق من حكم إخوان الشر، كل اللى فاضل نسمعه هو التصريح التالى «الرئاسة زى ما أكدت إن مرسى فى مكان لائق، نحب نقول لكم بمجرد الانتهاء من المصالحة ما عندناش مانع مُرسيكم وكُرسيكم يرجعولكم، همّه كانوا بس أمانة عندنا ونحن للأمانات حافظون، وأنتم فى نينى العين.. وكمان ولا مؤاخذة وزيادة فى الاطمئنان عملنا ليكم وزارة للمصالحة الوطنية «العدالة الانتقالية» وأى خدمة، بس عندنا من غير ملامة وعتب على السؤال.. عايزين نعرف هو الصلح هيكون مع مكتب الإرشاد والجماعة،ولّا حزب الحرية والعدالة، ولّا الجمعية الجديدة اللى عملتها ليكم وزارتكم فى يوم و ليلة، ولّا جبهة الضمير، ولّا حزب الوسط،ولّا حزب غد الثورة، ولّا وائل قنديل، ولّا أحمد منصور، ولّا عمرو حمزاوى ولّا جماعة فرمونت، ولا أشاوس رابعة العدوية وأبطال موقعة الحرس الجمهورى؟!

من صغرنا عرفونا إن المسامحة أو المصالحة بين اتنين فى خناقة إنه نخليهم يتفقوا على حل يرضيهم ويخليهم يقدروا يبصوا فى وش بعض ويتعايشوا من جديد، ولما كبرنا عرفنا إنه فى السياسة ممكن نتسامح ونتصالح ونتهادن مع الخصم للوصول فى نهاية المشوار لتحمل الضرر الأقل مع كل الناس إلا من تاجروا بالأديان فى بلد تسكنه كل نوعيات الأمية المانعة لممارسة حياة ديمقراطية صحيحة.. والنكتة يا سادة أن يتورط من جديد رموز نخبتنا اللى وافقت قبل كده فى زمن حكم المجلس العسكرى على حدوتة إنشاء الأحزاب الدينية، فكانت كارثة حكم الإخوان لمدة عام من القهر والعذاب والصراعات الطائفية والمذهبية، ثم الاصطفاف، وهمّه همّه نفس الناس بنفس الملامح وخطاباتهم المتسامحة فى مزايدة الآن على جسد وطن يعيش مرحلة النقاهة فى محاولة للتعافى بعد ثورة ثانية، وهمه همه اللى قالوا زمان «خليهم يخرجوا من الكهوف للنور للتطهر بحرارة الشمس لننقذ مصر من العمل السرى وفرقعات إرهاب الوطن»،فكان خروجهم وكان حكمهم وفاشيتهم و أخونتهم بصلف وعنجهية لمؤسسات الدولة، ووصولاً إلى معسكر رابعة العدوية واستعمارهم لأرض بشر طيبين، فأزالوا حدائقهم وأقاموا عليها مراحيضهم، ومعسكر آخر أقاموه حول تمثال نهضة مصر للعظيم محمود مختار فقاموا بتهشيم أجزاء منه،وهو الذى اكتتب أهل المحروسة لإقامته لإعلاء مفاهيم الحرية والنهضة الحقيقية.. همّه همّه نفس النخبة وهذه المرة دون ضغط من أحد يحدثوننا عن دعوتهم الأحزاب الدينية للمشاركة والمصالحة، بمجرد أن وطئت أرجلهم بيت السلطان يحدثوننا عن المصالحة الوطنية، ويخدعوننا بالقول إن فى نُظم قبلناعملوها مثل جنوب أفريقيا، وكأنهم ليسوا من صدعونا بالكلام عن شرور الممارسات الإخوانية عبر عروضهم التليفزيونية المملة.

وإذا كان ولابد من إقامة آليات للمصالحة الوطنية، فلتبدأ بصلح مصر مع أهالينا فى سيناء والنوبة والشيعة والأقباط والبهائيين والفقراء والمرأة.. صالحوا إخوان الغدر إن أردتم، أما أهالينا فقد أعلنوها مع الراحل المبدع «أمل دنقل» شاعرنا الحاضر الغائب.. لا تُصالحْ !.. ولو منحوك الذهب..أترى حين أفقأ عينيك..ثم أثبت جوهرتين مكانهما..هل ترى..؟.. هى أشياء لا تشترى.

■ كاتب