رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المجتمع المصرى.. ونقاط ضعفه


مع توالى نقاط الضعف المتوالية داخل المجتمع المصرى.. نجد الاغتراب الفكرى والاجتماعى والسياسى والثقافى.. مما يصل بحركة المجتمع لمرحلة الوفاة؟ والتساؤل: ما الحل؟ الجواب: ضرورة تحرك سياسات الدولة بالإصلاحات الحقيقية والتى تصب فى خانة الأغلبية.. وليس كزمن مبارك وكانت السياسات وقتئذ لصالح الـ 5% من سكان مصر ومنها حدث التزاوج بين المال والسلطة.. ومن هنا كل الخوف من انتقال حركة المجتمع من حالة الصحة للمرض.. والمجتمع المصرى المعاصر أصبح مثل الأكوام البشرية وتتفرج على مجريات الأحداث بل تنعى حظها فى ظل تمزق العلاقات المجتمعية بين أبناء المجتمع.. والقلوب شتى.. والنوايا غير صادقة بالإضافة لانتشار السلبية واللامبالاة والنفاق.. ولنا فى حديث الرسول «صلى الله عليه وسلم» نظرة تأمل بلغة الواقعية.. وقال الرسول «صلى الله عليه وسلم» : «إذا رأيت شحا مطاعا.. وهوى متبعا.. ودنيا مؤثرة.. وإعجاب كل ذى رأى برأيه..فعليك بخاصة نفسك.. ودعك من أمر العامة» رواه الترمذى.. والشح يكون بالمال والمعروف.. والهوى بالتحرك بعيدا عن سمة العدل والأمانة والإيثار.. وهنا يشيع لغة الشر والفساد.. وتصبح حركة المجتمع فى طريق انطفاء الفاعلية والخير والصلاح وانعدام روح المسئولية..

وقال تعالى : «ومن أضل ممن تبع هواه» «القصص 50»، وقال الرسول «صلى الله عليه وسلم»: «إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتى المال» رواه الطبرانى.. ومن الخطورة فى حركة المجتمع انتشار سطحية الدين برغم أن العبادات فى الإسلام لها اتجاهات دينية واجتماعية وكونية من أجل ممارسة الشعائر الدينية.. وعلاقة الفرد بالأخر وضبط العلاقات الاجتماعية.. وعلاقة الإنسان بالكون.. والعبادات فى الإسلام توفر عنصر الإيمان.. والالتزام بالوفاء والأمانة.. ولكن كمثال نجد شهر رمضان يرتبط بالأكل والمسلسلات والفوازير والتسوق والشراء.. بل فى الحج موسم للتجارة.. ونما ذلك من سطحية العلم والمعرفة..

قال تعالى: «يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون» الروم 7،

ومع ظاهرة إعجاب كل ذى رأى برأيه بين الكثيرين تعطل العمل بروح الجماعة وانتشرت لغة الكراهية بين البعض..وتم تبرير السياسات.. وضعف التخطيط المستقبلى وانعدام التعاون بين مؤسسات المجتمع.. وتفرقت الكلمة.. والتستر على الأخطاء.. والتعصب فى الرأى.. وتفرق الكلمة.. ومن محصلة ذلك: انتشار الخصومة والفتن والتآمر والقتل، قال تعالى: «قل هو القادر على أنيبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض» الأنعام 65..

وفى عالم اليوم حدث التطور السريع بإنتاج السلاح المتنوع وأصبحنا نجد تحت أرجلنا الألغام والمتفجرات الناسفة.. وشيعا بكثرة الأحزاب والمنظمات المتحاربة من أجل غايات مختلطة يحوطها الغموض والدسائس.. والفتن حينما تتفاعل يتمزق نسيج المجتمع.. بل يحدث التفسخ الأخلاقى.. وتنتشر الهزائم والنكبات بل والفقر.. ويصبح الوضع مأساويا.. قال تعالى: «فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق» سبأ 19، والرسول «صلى الله عليه وسلم» وصف الواقع المعاصر بمرحلة الوهن الحضارى وقيل ما الوهن؟ قال الرسول: «حب الدنيا وكراهية الموت» رواه أبو داود.