رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رانيا محمود ياسين في حوارها لـ"الدستور": الفن تأثر بتوقف التلفزيون المصري عن إنتاج الأعمال الضخمة.. لا يوجد عمل درامي جيد على مدار 5 سنوات.. والدولة غائبة عن المشهد

رانيا محمود ياسين
رانيا محمود ياسين

قالت الفنانة رانيا محمود ياسين مقدمة برنامج " صباح العاصمة، على فضائية العاصمة، أن حالة الفن المصري حالة يرسى لها، وأنها نادمة على عدم سماع نصيحة والدها الفنان محمود ياسين لها منذ البداية واخترقت المجال، مؤكدة فى حوار خاص لـ"الدستور" على أن الإعلام قدم لها أكثر من الفن فإلي الحوار .

ما حقيقة تصريحاتك الأخيرة بأنك " نادمة على دخول مجال الفن" ؟

لم أقل نادمة ، لكني قولت نادمة لأني لم استمع لنصيحة والدي منذ البداية واخترقت مجال الفن، لأن المهنة حقا صعبة، وتحتاج أشياء كثيرة لإجادة التعامل مع الوسط، أولها التواجد المستمر، والمبني على المصالح المشتركة وأنا ليس لدي مصالح مع أحد.


كيف ترين المناخ الفني في الوقت الحالي ؟

المناخ الفني الحالي سيئ للغاية، خاصة بعد تراجع مؤسسات الدولة عن الإنتاج كالتليفزيون المصري ومدينة الإنتاج والسينما في حالة تراجع شديد، وأصبحت كل المستويات الموجودة في السينما ومنتجيها " كما الصناعات المتناهية الصغر "، تعمل بمبالغ مادية ضئيلة لتشغيل أموالها ودر أرباح ليس إلا، مما ينتج " عمل فني فقير "، لاستمرار الأعمال الفنية.


معنى ذلك أن الأعمال الموجودة غير فنية بمعنى الكلمة ؟

طبعا، وهذا تصريح عني شخصيا " لا يوجد حاليا فن في مصر "، فتزامنا مع اندلاع ثورة 25 يناير انعدمت الأعمال الفنية تماما، فلا أتذكر عمل فني مؤثر، أو مازال يتذكره الناس، كالأعمال الكبيرة مثل ليالي الحلمية ورأفت الهجان ونصف ربيع الأخر وثنائية العصيان.


لكن هناك أعمال حصلت على جوائز كبيرة وتم تكريم أصحابها ؟

هذه الجوائز ما هي إلا لتنشيط الفعاليات والمهرجانات حتى يقال أن لدينا أعمال فنية وأن صناعة الفن مازالت على الساحة، لكن لا يوجد على مر الخمس أعوام الماضية عمل سواء درامي أو سنيمائي أو مسرحي يتذكره الناس أو ترك بصمة لديهم، أو حتى يمكن أن نشاهده مره أخرى فنحن في حالة " سبوبة مستمرة " ؟

هل ترين ان الفن بهذه الحالة منذ فترة طويلة ؟

منذ أن دخل مخرجي السنيما مجال الدراما، فأصبحت لا أشاهد دراما حقيقية صورة فقط، وناس تتكلم فقط " رغي وفراغ " وإنعدم الإحساس في المشاهد.

أين رانيا محمود ياسين من الفن ؟

أحضر حاليا لفيلم بعنوان " فوبيا "، لكني لست سعيدة على الإطلاق بالحالة الفنية حاليا، لأن المنتجين يلهثون وراء " النجم اللي بيجيب إعلانات "، مما يجعل الباقون يعانون في كل شئ.

هل الدراما المصرية تسير على قدم وساق مع الدراما التركية؟

المنتجين حاليا يجاهدون في أن تصبح المسلسلات المصرية كما التركية، في طول الحلقات فقط، لكنه يتصف بـ " رغي ولت وعجن وحدث لا يتغير مما يصيب المشاهد بالملل "، لكن صناعة الدراما التركية وأن كانت تتصف بالطول إلا إنهم لديهم فكرة وحدث يجذب المشاهد مما يجعله ينتظره وإن طالت الحلقات، فالفن المصري مبني على البيزنس وليس القيمة.

ما رأيك في اتجاه المطربين للتمثيل ؟

ليس كل مطرب قادر على اختراق مجال الدراما، أو يجوز له أن يقدم مسلسل عدد حلقاته 30 حلقة، في نجوم مختصين للدراما التليفزيونية ونجوم مختصين للسنيما، كل شخص متخصص في مجاله.

أين الدولة من الفن ؟

هناك حالة عبث دائرة في الوسط الفني، والدولة في أبراجها العاتية لا تسمع للفن صوت، ولا يوجد أي اهتمام منها بالفن عموما، كما كان يحدث في الماضي، مما سمح للمنتجين أن يعبثوا بمقدرات وقيم وأخلاقيات الشعب المصري، ولذلك يجب على الدولة أن تنظر بعين الرحمة للفن، لأنه بمثابة القوة الناعمة المؤثرة في الوطن.

فكل مشكلة يمكن أن تحل عن طريق الفن، وكل قيمة ممكن أن تنشر عن طريق الفن، وكيف لدولة ترغب في تجديد الخطاب الديني والأعمال الدينية والتاريخية التي ترسخ صحيح الدين الوسطي في الأذهان لا وجود لها في سباق الدراما المصرية.!

لكن مصر قدمت عمل فني تاريخي في الوقت الحالي مثل " سرايا عابدين " ؟

هذا المسلسل كان يسير على خطى الرائعة التركية " حريم السلطان "، لكن هذا المسلسل كان يفتخر بتاريخ العثمانين ويرسخ له، مع أن تاريخهم عدد من السنوات لا تذكر ولا تضاهي التاريخ المصري، وهم في صدد تقديم عمل تاريخي أخر بنفس القيمة وهو مسلسل " الملكة قسيم " استكمالا لمسلسل " القرن العظيم "، لكن وسطنا " بيسترخص الأعمال "، و يركز الشخصية التي هي حديث " السوشيال ميديا " وحديث الإعلام، لكن لا يهمهم هل يستطيع تقديم وإيجادة هذا الدور أم لا، و الشكل أصبح هو مقياس المعلنين والمنتجين.

لماذا اختفت رانيا محمود ياسين عن الساحة الفنية الفترة الماضية ؟

لم اختفي، ولكني ابتعدت عن الأضواء قليلا، نظرا لكوني أم، وعائلتي تمثل رقم 1 بالنسبة لي وأطفالي كانوا صغار، لكني كنت اعود من وقت لأخر حتى لا يقال أني اعتزلت المجال، كما قيل في السابق، وظهرت أقاويل أني تركت الفن، وأني أرفض كل عمل يعرض علي، أو أن زوجي الفنان " محمد رياض " منعني من التمثيل، لكن هذا عاري تماما من الصحة.

أين ممثلين زمن الفن الجميل حاليا ؟

المخرجين والمنتجين يرفضوهم ، ويتجاهلوهم كتاب السيناريو ، ولا يوالوهم أي اهتمام، بحجة أن جمهورهم بدأ ينطمس، فهم يسعون للوجوه التي تأتي بأعلى الإيرادات وتتهافت عليها شركات الإعلانات.

كيف اتجهتي لمجال الإعلام ؟

الفكرة كانت في بالي منذ فترة طويلة، لكني رفضت تفعيلها حتى اطمئن على أولادي، وأيضا أجد فكرة برنامج جيدة أظهر بها، وعرض علي برامج تصب في ميدان الفن، أو برامج ترفيهية لكني رفضتها، حتى وصلت لقناة CRT ، وتعاقدت معهم مدة شهر ونصف، وبعد ذلك تركتها لأني شعرت بعشوائيتهم في الإدارة وعدم تقدير الإعلام بوجه عام.

وبعد ذلك ؟

تعاقدت مع قناة العاصمة لتقديم برنامج " توك شو " صباحي متنوع، وهو برنامج " صباح العاصمة " والذي لاقى رواجا ونجاحا جيدا.

كيف ترين العمل مع الإعلامي " شريف عبدالرحمن " ؟

ممتع جداً، وكنا متفهمين، وبعدها فصلنا العمل وتم تقسيمه لكل فرد ثلاثة أيام، وبعدها رأت إدارة القناة التجديد من وجهة البرنامج، وقررت أن أقدم حلقاتي مع الإعلامي " محمد الدالي " وشريف عبد الرحمن مع الإعلامية " رقية إبراهيم ".

تواترت أقوال أن الفصل كان عقب حلقة الملحد الشهيرة ؟

كان تصور الفصل من رئيس القناة " سعيد حساسين " قبل الحلقة، وتم الفصل عقب حلقة الملحد، أي وفق رؤية الإدارة لا علاقة لموضوع الحلقة بالفصل بيننا في العمل.

حلقة الملحد أثارت جدلا واسعا بين الناس و الوسط الإعلامي ركز على كيف لمذيعة تعلم هوية الضيف وتقوم بطرده، ما ردك على ذلك ؟

إذا لم تثيري الجدل فأنتي ليس لكي وجود، ومن علق بالسلب لا يشغل تفكيري لأنه شاهد أخر ثلاث دقائق في الحلقة، ولم يتابع منذ البداية، كذلك لم يرى كواليس الحلقة، أو كيف كان يعاملنا أو يعامل القائمين على البرنامج، وكيف كان أسلوبه الفظ، وبناء على ذلك قمت بطرده.

هل ترين ذلك من المهنية ؟

طبعا، من صميم المهنية، فالمهنية تحكم عليا أني إذا وجدت هذا الهراء أوقفه من على الشاشة، أنا لم أكفره، وأعلم جيدا أنه ملحد، لكن مشكلتي ليست معه، أنا مشكلتي كانت مع الباحث الإسلامي الصامت الذي استكان في وضعه ولم يرد على إدعاءاته المشينة، ولم يكن لديه القدرة الكافية لمناظرته.

هناك من قال أنك فعلتي كما فعلت " ريهام سعيد " في حلقة الملحدة ؟

لا طبعا، لأني لم أشاهد حلقة ريهام أصلا، ولم أتابع برنامج " صبايا الخير " أبدا، وريهام طردت الملحدة لانها لم تستعن برجل دين يرد عليها، " وأنا مطردتوش، ولو اعتبروني طردته فأنا فخورة أني عملت ده".

لكن هذا لا يليق بشكل الشاشة ؟

وهل يليق أن يتهمني هذا الملحد بأني " داعشية "، فهو رفض المداخلات الهاتفية، ورفض أي تعليق، الناس لم تشاهد الا أخر دقيقتين، على عكس المواقع الإخبارية العالمية كـ " BBC/CNN " التي عرضت الحلقة بأكملها من البداية للنهاية مترجمة، واحترمتها وحتى من هاجمني من الملحدين الأجانب احترمتهم، فهذه هي المهنية حقا، وما فعلته المواقع المصرية فوضى وعبث لا يمت بصلة للإعلام.


كيف تقيمي حالة الإعلام حاليا ؟

فوضوي لكن له ضوابط، بمعنى إذا شن الناس هجوما على أحد الإعلاميين يرضخ لإرادتهم، زى المسرح رد الفعل يكون جاهزا في التو واللحظة، والناس دائما متواصلين مع الإعلام.

أيهما أقرب إليكي الفن أم الإعلام ؟

الإعلام أعطاني الكثير في وقت قليل، على عكس الفن " أنا 15 سنة فنانة، وإعلامية من 4 شهور ".

كيف تقبلتي إشاعة طلاقك من الفنان " محمد رياض " ؟

بضحك شديد، فقد قدمنا مسلسل إذاعي من عامين بعنوان " الآن نفترق "، يحكي قصة زوجين بعد ارتباطهما مدة طويلة، بدءوا يملوا من بعضهم البعض، وبعد ذلك عادوا في النهاية وفطنوا لأهمية وجودهم مع بعضهم البعض، ومن هنا ظهرت هذه الإشاعة.