رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خيرات بحيرة ناصر


كتبت مرة على صفحتى فى الفيس بوك، على سبيل التهكم والمزاح لأصدقائى فى المدن الساحلية...نحن فى الصعيد، لا نأكل من خيرات النهر إلا البلطى والقرموط، وهى كما تعلمون ملوثة، وأنتم تنعمون فى أسماك البحر، وفواكه البحر، وسلطات البحر. خلاف ما تتسلون به من محار وقواقع وخلافه، فإذا كانت لكم فتصدقوا بها، إن الله يحب المتصدقين. وإن لم تكن لكم، وكانت للحكومة. فتكلموا مع وزير التموين يضعها فى المقررات التموينية لأهالى الصعيد. حتى لا تندثر الأجيال المقبلة. وتتحملون وحدكم خطورة ما يحدث لمصر.

وبعد أن كتبت هذا انهالت التعليقات من أصدقائى، ومنهم صديق سوادنى محترم ومثقف، وأحترم رأيه دائماً، كان نص تعليقه: لماذا البلطى والقرموط ملوثان؟ 

فى السودان... حالتهما تمام، ومن أطيب الأطعمة، ومعهما عجل النهر والبياض... بالمناسبة فى بحيرة النوبة توجد عجول بحر، يبلغ وزن العجل الواحد أكثر من ١٥٠ كجم، بلحم صافى فرايد حوالى ٩٠ كجم... كما أن البلطى يقترب طعمه كثيراً من الهامور البحر»...

عالجوا التلوث، حتى لا تُحرموا من طيبات النهر.

بعد أن قرأت تعليق صديقى السودانى غاب التهكم والسخرية، وعاد لى التفكير العاقل الرصين، وفكرت أن توجه إلى السادة وزراء الاستثمار والتموين والرى والزراعة. بسؤال: لماذا لا يتم الاستثمار فى بحيرة ناصر؟

أذكر أننى عندما كنت فى العمل، وكنت أذهب لأسوان فى مأموريات تخلص العمل، فكان زملائى يستقبلوننى بترحاب، وبعد أن تنتهى المأمورية يصطحبونمى إلى سوق الأسماك، فأجد ما لذ وطاب من الأسماك. البلطى والفيليه والبياض والرعاد والشال وكل ما تريده، وبأسعار تقل بمقدار النصف عن أسعار الأسماك عندنا فى الصعيد، وقتها وضعوه لى فى ثلاجات لتجميده، ولما أصبح صبا، أخذته معى فى القطار. كانت تلك هى هدايانا التى نحملها معنا، عندما نزور تلك المدينة الجميلة. خلاف الفول السودانى والبهارات الواردة من السودان، وأنواع الحنا التى تستخدمها السيدات والبنات.

وأعود إلى تعليق صديق محمد صديق السودانى، والذ» جاء فيه أنه فى بحيرة النوبة توجد عجول بحر ، يبلغ وزن العجل الواحد أكثر من ١٥٠ كجم، بلحم صافى فرايد حوالى ٩٠ كجم. وأقول : لما لا يتم الاستثمار فى عجول البحر وبيع لحومها، والتى لا شك ستكون رخيصة الثمن، ويستفيدون بجلودها وعظامها، وكل شىء فيها مثل الحيوانات التى تذبح، بدلاً من الطيور الضخمة التى يسمونها الديوك الرومية، والتى لا نعرف ما إذا كانت محقونة بالهرمونات والكورتيزون، ليتورم جسمها ويتضخم، وتكثر لحومها وتباع بالكيلو. إننا فعلا بحاجة إلى الاستثمار فى بحيرة ناصر، وأن تكون هناك شركات للصيد ومزارع سمكية فى التجاويف الصخرية على جوانب النهر، وألا تترك تلك المساحات الشاسعة من المياه لتضيع سدى خلف السد. لقد حاول البعض إنشاء مزارع سمكية على الضفاف الضيقة للنهر، وهى مزارع كانت تنتج أسماكاً ممتازة، إلا انهم مؤخراً بدأوا فى إطعامها هرمونات وحيوانات ميتة ونافقة. دون وازع من ضمير أو رقابة حكومية. ليت رجال الحكومة يقرأون ما نكتبه.