رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى


إن انطلاق مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ٣٧ على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها المنطقة العربية قد استطاع فى تقديرى أن يبعث برسالة مهمة للعالم وهى أن مصر بلد آمنه وبلد قادرة على اجتذاب الفنون الدولية حتى فى أحلك الظروف ، وهذا فى حد ذاته رسالة مهمة نوجهها للعالم بعد سقوط الطائره الروسية فوق سيناء ومحاولات ضرب السياحة المصرية التى تعتبر مصدر الدخل الرئيسى لمصر، إن هذا رأيى الذى أكدته على الهواء لقناة «نايل سينما» حينما سألتنى الإعلامية الشابة المتميزة إنجى على الهواء فى افتتاح المهرجان عن رأيى فى الدورة الحالية للمهرجان والتى اتخذت من فاتن حمامة وجهاً وواجهة للمهرجان، ثم قالت نفس المعنى فى الافتتاح النجمة الإيطالية العالمية الكبيرةكلوديا كاردينالى، حينما صعدت على المسرح لتكريمها بتلقى جائزه فاتن حمامه التقديريه حيث قالت، بابتسامة كبيرة على وجهها «إن مصر بلد آمنة» كما أثنت على الحفاوة التى قوبلت بها فى المهرجان، كما أثنى رئيس لجنة التحكيم الدولية أيضا على مصر ودورها فى إقامة هذا المهرجان بمستوى متميز.. إن مهرجان القاهرة السينمائى الدولى رغم ضعف ميزانيته بالنسبة للمهرجانات الدولية المعروفة إلا أنه استطاع رغم الظروف الصعبة أن يضىء سماء القاهرة بضيوفه من أعضاء لجنة التحكيم وبفعالياته وإن كنت أطالب بالاهتمام بدعوة الفنانين العرب فى الدورات المقبلة باستثناء جمال سليمان الذى حرص على الحضور الذى ينبغى أن يتم تكريمه فى الدورات المقبلة أو مشاركته فى لجان التحكيم لأنه فنان مبدع ومحب لمصر، كما، يحسب للمهرجان إضافة مسابقة «سينما الغد» التى تعد إضافة لاكتشاف مواهب سينمائية صاعدة، وأيضا كان المهرجان فرصة لنقدم عراقه السينما المصرية وحسنا فعلت رئيسة المهرجان ماجدة واصف باختيار فاتن حمامه رمزا للمهرجان هذا العام تأكيدا على ريادة مصر التى قدمت سينما راقية للعالم ونجوما خالده ورائعة جاء تكريمهم لمسة وفاء من المهرجان، وأقصد بذلك تكريم فاتن حمامة وعمر الشريف ونور الشريف.

إن المهرجان وإن غاب عنه كثير من الفنانين الشباب فى الافتتاح والختام فإن هذا يدل على أن هناك حالة من التراجع فى فن السينما المصرية وغياب لدور الفنانين الشباب للمشاركه فى مهرجان بلدهم الذى أعطاهم الكثير من الشهرة ومن الثراء، غاب الفنانون الشباب للأسف وحضر بعض الفنانين من الذين حرصوا على الحضور والمشاركة فى هذا الحدث الدولى الذى تقيمه بلدهم، ففى الافتتاح حضرت ليلى علوى وعزت أبو عوف وداليا البحيرى ومصطفى فهمى ولبلبة ومادلين طبر وغادة إبراهيم، وفى الختام حضرت يسرا وإلهام شاهين وداليا البحيرى وليلى علوى وفيفى عبده وعزت أبو عوف ومادلين طبر وغادة إبراهيم، وإذا كانت مصر لم تشارك سوى بفيلمين فقط فإن هذا لابد أن يكون جرس إنذار بتراجع واضح فى السينما المصرية مما يجعلالحاجة ملحة لضرورة الاهتمام بتعزيز ودعم السينما المصرية بأفلام تستعيد دور مصر الثقافى والإبداعى الذى يترنح وأيضا ضرورة تدخل الدولة بأفلام راقية ذات مستوى فنى متميز، كفانا أفلاما تافهة وضعيفة وهزيلة، وكفانا تدميرا للعقول من منتجين من أمثال السبكى وغيره ممن يكرسون أموالهم لتدمير قيم المجتمع، والتلاعب بعقلية الشباب الذين يمثلون غالبية الحضور فى دور السينما، إننى الآن وبعد ختام المهرجان أطالب بضروره تعزيز دور الفن والثقافة والتراث من أجل الحفاظ على هويتنا الوطنية ومن أجل الارتقاء بالفنون والثقافة فى المرحلة الصعبة التى نمر بها، إننى أعتقد أن إقامة المهرجانات الدولية ضرورة لابد أن نتنبه لها وأن تعيها الدولة المصرية التى تبدأ مرحلة بناء نفسها بعد إتمام الاستحقاق الثالث وإتمام تشكيل البرلمان المصرى، إن الحاجة ملحة الآن لدعم وتعظيم دور الفنون والثقافة والتراث المصرى فى مواجهة تغييب العقول ودعوات الفتاوى التى تهاجمه وتدعو إلى تحريمه والى تهميشه، إن مصر يمكنها أن تستوعب مائة مهرجان ثقافى وفنى وإبداعى دولى فى السنة، فالمهرجانات ليست ترفاً إنها دعوه للحوار بين الشعوب من خلال اللقاء والحوار والمناقشات المفتوحة، هى فى حقيقتها فرصة للتجمع الدولى وتبادل المعلومات وهى الجسر الأكثر فعالية لتقديم رؤانا وهويتنا وثقافتنا وفنوننا العريقة والرائدة الى العالم، وليست المشكلة فى التمويل الكبير الآن فقط وإن كان ضروريا ًو مطلوبا، بل المشكله الآن أننا يجب أن ندرك أهمية إقامة المهرجانات الفنية والثقافية فى ظل معركتنا لبناء مصر المستنيرة والحديثة وسط ظروف صعبة ومؤامرات دوليه تستهدف إضعاف هويتنا ومن ثم وطننا ثم تقسيمه.. دعم الثقافه والفنون ضرورة كدعم التعليم ودعم رغيف العيش ودعم الصحة لأن فى ذلك تعظيماً للدور المصرى فى العالم وبداخل مصر أيضاً.