رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

داعش.. والإسلام


هل يستند تنظيم «داعش» إلى عقيدة إسلامية سليمة؟ راودنى هذا السؤال كثيراً، وفكرت فيه، بعد أن رفضت لجنة الإفتاء، فى الأزهر الشريف تكفير تنظيم داعش، أو بمعنى آخر تكفير العقائد التى يستند إليها فى ارتكاب جرائمه...

... فى البداية هو تنظيم سنى، لتمييزه عن التنظيمات الشيعية المتعددة. والسنة عدة طوائف، ويستندون فى عقيدتهم إلى القرآن الكريم، وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وقد انقسموا إلى عدة طوائف، تتفق جميعها فى أنها تأخذ أحكامها الشرعية منالقرآن والسنة، على عكس الشيعة الذين يؤمنون بالقرآن وتعاليم الإمام على وأهل البيت، ولا يؤمنون بالسنة، ولا يؤدون صلواتها خلاف الفرائض.يستند تنظيم داعش – حسب ما جاء بالموقع الذى يبث فيه أفكاره، ومجلته التى يتحدث التنظيم من خلالها، وأيضاً ينشر فيها مقالات مؤيديه ومنظريه. عقائد التنظيم منشورة على مواقع التواصل الإجتماعى والموقع الرسمى للتنظيم اسمه. واسمها دابق. وهم يستندون فى وجودهم وظهورهم، إلى قول أبى هريرة -رضى الله عنه، إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق -أو بدابِقَ- فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون: لا والله، كيف نُخَلِّى بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبداً، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يُفتَنون أبداً، فيفتَتحِون قسطنطينية «فى إشارة إلى المدينة التى تحمل اليوم اسم إسطنبول فى تركيا». أفراد هذا التنظيم لديهم عقيدة راسخة، مقتنعون بها إلى حد الهوس، ويعتقدون فعلا أنهم يمثلون الإسلام الحقيقى الذى لم يتغير بفعل الزمن. ويستمدون أفكارهم من القرآن ومن أقوال وأفعال رسول الله، ويرون أنهم أهل السنة الأصليون، وانهم يستقون العقيدة من مصادرها الأصلية، لأجل هذا هم يتجاهلون الواقع الذى حولهم، تقوم عقيدتهم على فكرة الصراع العالمى بين الخير والشر، ويؤمنون بأنهم وحدهم، من يقفون إلى جانب الخير، وحسب اعتقادهم فإن يوم القيامة يقترب، ولذلك فإن اسم مجلتهم، وهو دابق، يرتبط باسم منطقة جغرافية فى سوريا،ويعتقدون أنها ستشهد المعركة النهاية يوم القيامة بين الغرب والقوى الإسلامية، وهم يعتقدون أيضا أنهم بطور التحضير لهذه المعركة، ويرون أن التدخل الغربى لقتالهم، إنما هو لتحقيق تلك النبوءة، لدرجة أنهم لن يمانعوا بالتدخل الغربى البرى ضدهم بسوريا، لأن ذلك سيبرهن عن صحة تنبؤاتهم.

ويقوم التنظيم بتحفيز همم مقاتليه وعناصره، لمعركة دينية فاصلة فى دابق، وطلب منهم الثبات والإقدام فى الاشتباكات، لأنه اعتبر معركة دابق «ستكون منطلقاً للجيوش الإسلامية للسيطرة على العالم وقتال الروم». ودابق هى مدينة سورية ترتبط فىأذهان العرب والمسلمين بمعركة «مرج دابق» الشهيرة التى جرت فى «أغسطس» 1516م «عام 1516 هجرية» بين العثمانيين بقيادة السلطان سليم الأول، والمماليك، بقيادة قانصوه الغورى، والتى انتهت بانتصار العثمانيين، ومهدت لـ «الفتوحات العثمانية»، ومنها دخلوا الوطن العربى، حيث دام حكمهم له أكثر من 500 عام، بداية بغزو مصر والقضاء على الدولة المملوكية. وهو ما يفسر لنا السبب الذى من أجله تقوم تركيا بتشجيع التنظيم من باب خفى، لأنه يهدف إلى فكرة الخلافة، كنظام حكم إسلامى.