رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متابعة انتخابية.. تحتاج خطوات إيجابية


تابعت عن بعد جغرافى واقتراب وجدانى عمليات انتخابات أعضاء مجلس النواب القادم بعد طول اغتراب للمجلس الوحيد بعد أن كان لنا مجلسان، وتاريخ برلمانى عميق الجذور وإن كان قد أصاب مسيرته بعض العثرات والسقطات سواء فى الأداء البرلمانى الذى كانت تحركه السلطة التنفيذية وفق ما تريد حتى أصبح النواب أداة فى يد السلطة التنفيذية بما تملكه من إمكانيات وسلطات حتى أطلق على المجالس كلمة «موافقون» ولم تسلم مجالسه من فكاهة المصريين ومنها « حوار زوجين بعد أداء الزوج لدوره الانتخابى، سألت الزوجة رجلها، طبعا قلت نعم، أجاب الزوج لقد مارست حقى بحرية وقلت لا، وهنا ثارت الزوجة، سوف تكتشف ورقتك لأنك بالطبع ستكون منفردا بهذا الرأى، والعاقبة ليست مقبولة، وهنا أسرع الرجل عائداً للجنة الانتخاب طالباً منحه فرصة أخرى لتغيير الموقف، فقيل له لا تخف لقد عرفنا أنك لم تكن تقصد المعارضة فقمنا بالواجب وصححنا رغبتك فلا تنزعج». أما انتخابات المرحلة الأولى لقطاع الصعيد والبحيرة لاختيار مجلس نواب مصر الأول بهذه التسمية منذ قيام ثورة مصر عام ١٩٥٢ فقد يحتاج إلى وقفة تحليلية لا محال لإغفالها.

اولا لقد أجريت المرحلة الأولى فى أربع عشرة محافظة، أى ما يقرب من نصف

الناخبين المصريين، والذى يزيد على سبعة وعشرين مليون ناخب.

ثانيا: تقدم للترشح عدد كبير من أفراد الشعب المصرى بلغ عددهم ألفين وخمسمائة

وثلاثة وسبعين مرشحا، ثالثا: من المرشحين نافسهم مائة واثنا عشر سيدة لم ينجح منهن أحد، وليس بينهن أى من لها فرصة ثانية فى الإعادة مع شديد الأسف، وقد يحتاج هذا الموقف لإعادة نظر من سيدات مصر. رابعا ومع تدنى عدد المشاركين فى الانتخابات مع كل المشجعات التى أجريت بجانب وسائل التواصل، وتشجيع المرشحين والعصبيات العائلية والإغراءات الأدبية والحرج الشديد بحكم الجيرة والعلاقات الاجتماعية، ومع كل هذا لم تتجاوز أعداد المشاركين عن ٢٦ فى المائة إلا قليلاً. خامسا أما ما يدعو للتفكر والتذكر هو نسبة الأصوات الباطلة التى ارتفعت فى بعض الدوائر إلى أكثر من ستة عشرة فى المائة، كما فى الإسكندرية ٣ حيث بلغت الأصوات الباطلة أكثر من ثلاثة وعشرين ألفًا ممن أبطلوا أوراق انتخابهم.

أما عن قائمتى المرحلة الأولى والتى فازت فيها قائمة «فى حب مصر» مع عدد كبير من الأحزاب الأخرى فلم تتجاوز نسبة المشاركة ست وعشرين بالمائة من الذين لهم حق التصويت، كما تجاوزت نسبة من أبطلوا أصواتهم أربعة عشرة فى المائة من جملة المقترعين كما رأينا وتابعناها فى شمال ووسط وجنوب الصعيد، وأكثر من سبعة ونصف فى المائة فى دائرة قطاع غرب الدلتا التى لا يتجاوز عدد المقيدين بها عن ثلث أعداد قائمة الصعيد مما يجعل التناسب متقاربًا للنسبة فى أعداد المبطلين أصواتهم. إن قراءتى لهذه النتائج أراها دليلا على ذكاء هذا الشعب مع تدنى نسبة التعليم، إلا أنه شعب ربما تفرد فى ذكائه الفطرى، ولو أعطيت له فرص مماثلة لما يعطى لشعوب بلدان العالم الأول لسبقناهم تفوقا وتقدما وتحضرا. أما الدرس الذى يوجه لحكومة مصر، وبالطبع إلى السيد الرئيس أن هناك غضبًا مكتومًا ووجعًا معلومًا يقولان بوضوح نحتاج إلى معالجة عاجلة بخطوات سريعة تبعث فينا أملا متجددا ونقلة من الركون والسكون إلى ضوء نهار ينبلج بعد أن طال ليل بارد جامد لم يتأثر بحرارة الجو الحارق. سيادة الرئيس ليس من العدل أن تحمل وحدك معاناتنا، وارتفاع الأسعار، وتدنى قيمة العملة حتى انطبق فينا التساؤل العربى «أحَشَفٍ وسوءُ كيلِ ؟» إننا فى حاجة إلى برنامج زمنى ولكم فيه السبق الذى حدث فى حفر امتداد قناة السويس، والآن أصبح شعبك هم رئة الحكم والحاكم، وآن له أن يستريح ويرى ثمار تعبه ليشبع ويفرح ويعمل وينتج. أعانكم الله فى حمل أثقالنا، وأعان شعبك فى صبره واحتماله واستعداده أن يعمل كل النهار طالما كان الوقت نهارا، لا يمانع أن يصل ليله بنهاره كما يفعلون فى دول العالم، أو إن شئنا فلنقل بلاد الشتات.