رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا ومخاطبة الضمير الإنسانى «3-6»


فى إطار مخاطبته للضمير الأمريكى خاصة، وللضمير الإنسانى العالمى عامة بمجموعة من القيم والمبادئ الإنسانية الراقية من خلال حياة أربعة أشخاص أمريكيين دافعوا عن الحرية والعدالة والمساواة، يوم 24 سبتمبر 2015 فى كلمته التى تُعد الأولى من نوعها لرأس الكنيسة الكاثوليكية أمام الكونجرس الأمريكى على الإطلاق، فبعد أن تحدث البابا فرنسيس عن «إبراهام لينكولن» حارس الحرية، الذى عمل دون كلل كى تحظى الولايات المتحدة، فى ظل الله، بولادة جديدة للحرية، انتقل البابا فرنسيس بحديثه عن مارتن لوثر كينج، فقال: «وأفكّر أيضًا فى المسيرة التى قام بها مارتن لوثر كينج من سِلما إلى مونتغمرى منذ خمسين عامًا كجزءٍ من حملة لتحقيق «حلمه» بأن يحصل الأفريقيون الأمريكيون على جميع حقوقهم المَدَنيّة والسياسيّة، وما زال هذا الحلم مصدر إيحاء لنا جميعًا، إنى سعيد بأن تبقى الولايات المتحدة الأميريكية للكثيرين، هى أرض «الأحلام»، أحلامٌ تَدفَع للعمل والمشاركة والالتزام، أحلامٌ توقظُ ما هو عميق وحقيقى فى حياة الأشخاص».واستكمل البابا كلامه قائلاً: «لقد أتى الملايين من الناس إلى هذه الأرض فى القرون الأخيرة، لتحقيق حلمهم فى بناء مستقبل حر، ونحن شعوب هذه القارة، لا نخاف من الغريب، لأن معظمنا كان غريبًا فى السابق، أقول لكم كأبناء مهاجرين، وأعرف أن الكثيرين من بينكم ينحدر أيضًا من عائلات مهاجرة، من المؤسف، أن حقوق الذين سبقونا بزمن طويل إلى هذه الأرض لم تكن دائمًا محفوظة، وأود أن أعبر لهؤلاء الشعوب وأوطانهم، من مركز الديمقراطية الأمريكية، عن احترامى وتقديرى الكبيرين، لقد كانت العلاقات الأولى مضطربة وعنيفة، ولكن من الصعب أن نحكم على الماضى بمعايير الحاضر، ومع ذلك، فحين ينادينا الغريب من وسطنا، لا ينبغى أن نكرّر خطايا وأخطاء الماضي، علينا أن نقرّر الآن العيش بالطريقة الأكثر نبلًا والأكثر عدلًا، هكذا كما نُعَلّم الأجيالَ الصاعدة ألا تغفل عن كلّ ما يحيط بنا، وعن مساعدة وعون «القريب»، إن بناء الوطن يتطلب منا الاعتراف بأنه يجب علينا التواصل مع الآخرين على الدوام، رافضين ذهنية العداء، كى نستطيع تبنّى ذهنيّةَ الإعانة المتبادلة، فى جهد متواصل لبذل قصارى جهدنا، إنى على ثقة بقدرتنا على القيام به».وهنا انتقل البابا فرنسيس ليتحدث إلى الكونجرس وإلى العالم مخاطباً الضمير عن أزمة اللاجئين فقال: «إن عالمنا يواجهُ اليوم أزمةَ اللاجئين بنسبة لم يشهدها منذ الحرب العالمية الثانية، وهذا يضعنا أمام تحديات كبيرة، وأمام العديد من القرارات الصعبة، ففى هذه القارة أيضًا، دُفِعَ الآلاف من الأشخاص إلى السفر نحو الشمال بحثًا عن حياة أفضل لهم ولأحبائهم، وبحثًا عن المزيد من الفرص، أليس هذا ما نريده لأولادنا؟ علينا ألا نفزع من أعداد اللاجئين، بل أن نراهم ونتعامل معهم كأشخاص».