رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عملية عسكرية شاملة ضد الإرهابيين في سيناء".. ماذا تعني؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"حق الشهيد".. عملية جديدة بدأ فيها الجيش المصري بالاشتراك مع القوات المسلحة، أمس الإثنين، في محاولة جديدة لتطهير سيناء والمناطق المحيطة بها من توغل الإرهاب في ثناياها، والثأر أيضًا لدماء الشهداء الذين سقطوا خلال الفترة الماضية.

أطلق الجيش عملية "حق الشهيد" العسكرية في مناطق رفح، والشيخ زويد، والعريش في شمال سيناء؛ وأسفرت عن مقتل 29 مسلحًا في يومها الأول، وأكد بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة أن عناصر من الجيش الثاني الميداني مع عناصر من الصاعقة قامت بمداهمة البؤر الإرهابية بالمناطق المشار إليها إذانًا ببدء "الحرب الشاملة" في سيناء.

خبراء الشأن الأمني أوضحوا أن سبب تسمية العملية بـ"حق الشهيد" هو الأعداد الكبيرة من الجنود المصريين التي سقطت في الفترة الأخيرة، والنية المعقودة للثأر لهم، مؤكدين أن الحرب الشاملة تعني اختلاف تلك العملية عن العمليات السابقة وعدم قصرها على مناوشات مع الإرهابيين.
اللواء "نصر سالم"، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق ومستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أكد أن العملية جاءت استمرارًا لخطة القضاء على الإرهاب في سيناء، والتي دشنها الجيش منذ عامين أو أكثر.

وأكد أن معنى "حرب شاملة" هو أنها متطورة بشكل كبير، وتستخدم آليات جديدة للقضاء على الإرهاب بأساليب مختلفة، وتستخدم أسلحة ومعدات متطورة، مشيرًا إلى أنها حرب ممتدة ومستمرة تتبع الإرهاب في كل مكان ولن تتوقف إلا بانتهائه، فضلًا عن أن العملية أتت ثمارها مبكرًا، من تطهير البؤر الإرهابية، وأن الوضع في سيناء يشهد تحسنًا يوميًا.
وأرجع "سالم" سبب تسميتها بـ"حق الشهيد" إلى الأعداد الكبيرة التي سقطت شهداء من الجنود المصريين خلال العمليات الإرهابية الأخيرة وليس في سيناء فقط، لهم حق على الدولة أن تأخذ بالثأر لهم، لأن الإرهاب بات آفة تقضي على شباب مصر، ولا بد أن تأخذ الدولة حقهم وتثأر لهم.

وشدد على أن أهالي سيناء لن يصيبهم ضرر من تلك العملية المطولة؛ لأنها تهدف بشكل غير مباشر إلى حماية أهالي سيناء في المقام الأول؛ لأن بعض الإرهابيين يأخذون أهالي سيناء دروعًا بشرية للاحتماء خلفها، لكن الجيش لن يتعرض لأحد منهم؛ لأن الأوامر في تلك العملية واضحة، ولن تؤذي أحد من أهالي سيناء.
اللواء محمد علي بلال، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أوضح أن سبب تسمية العملية بـ"حق الشهيد" هو أن الفترة الأخيرة شهدت سقوط الكثير من الجنود والشهداء، الأمر الذي دفع القوات المسلحة والجيش لتدشين عملية للأخذ بثأر كل تلك الدماء.
وأشار إلى أن أي عملية عسكرية تقوم القوات المسلحة ببدئها يكون لها اسم محدد، مثل العملية "فجر أو ديناميت أو الأمل أو 80"، ومثلما قامت السعودية بتسمية غاراتها وعملياتها ضد الحوثيين في اليمن باسم "عاصفة الحزم" تحمل داخلها دلالات ومعاني.
وأوضح أن إعلان الجيش تلك العملية "حرب شاملة"، يعني أنها أول عملية مخططة ومتطورة ولها أهداف محددة واضحة، فكل ما كان يفعله الجيش خلال السنوات الماضية هي مناوشات مع الإرهابيين وملاحقتهم فقط وقتل أكبر عدد منهم، مشيرًا إلى أن تلك العملية تختلف في الرؤى والأهداف، وتعتمد على قوات متعددة وأسلحة متنوعة.
وشدد على أن الحرب الشاملة لا يقصد بها حرب بمعنى الكلمة، ولكن خطة موضوعة لدحض الإرهاب، وليست قوة تخرج لتقتل إرهابيين أو تشن فقط غارات على بؤر إرهابية، لكنها عملية متكاملة الأركان، وتسمى عملية شاملة، أي تشمل جميع الأسلحة المشتركة بين القوات المسلحة والجيش، وليس هدفها القتل فقط ولكن الثأر والتطهير، وتستمر على الأقل ليومين.
واستبعد "بلال" أن تمس تلك العمليات أهالي سيناء لأنها مخططة وواضحة الهدف، ويتم وضع جميع التقديرات للمواقف المختلفة والمنسقة بين الهدف وما يحيط به، لأن الهدف هو الإرهاب وليس أهالي سيناء.

وكشف اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الإستراتيجي، عن أسباب بدء عملية حق الشهيد التي تقوم بها القوات المسلحة، والسر وراء الإعلان عن بدئها، مشيرًا إلى أن مصر في طريقها الأخير للقضاء على الإرهاب، وما تم إنجازه في هذا المجال من القوات المسلحة يشفي غليل الشعب المصري.
وأوضح أن القوات المسلحة لن تهدأ حتى تقضي على الإرهاب بصورة كاملة، مؤكدًا أن السبب وراء إصدار الجيش لبيان حول عملية "الشهيد"، يرجع إلى الشفافية وإعلام المواطنين بكل ما هو جديد بشأن الحرب على الإرهاب.
وأضاف: إن الأجهزة الاستخباراتية في مصر تقوم بدور خرافي، لجمع المعلومات عن الجماعات التكفيرية، وإحباط العمليات الإرهابية قبل تنفيذها.