رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بين "التحريم والإعجاب".. "السلفية" تناقض نفسها بسبب سماع "الأغاني"

أسامة القوصي ومحمود
أسامة القوصي ومحمود المصري وعبدالمنعم الشحات وأبو إسحاق الحو

اختلاف وتناقض كبير أصاب الدعوة السلفية وأقطابها، حول الجدل الدائر بشأن حرمانية سماع الأغاني والموسيقى.. تارة يتفق دعاة التيار السلفي على أن سماع الأغاني حرام شرعًا، وأخرى يؤكدون أنها حلال وتؤثر فيهم إلى حد البكاء.

كانت البداية عند المتحدث الرسمي للدعوة السلفية "عبد المنعم الشحات" الذي أكد خلال الشهر الماضي، أن سماع الموسيقى والأغاني حرام شرعًا، وأن الرسول حرم الغناء والموسيقى، ونحن في ذمتنا لا نكاد نتصور الانفكاك بين هذا وذلك، ولكنه يمكن أن يوجد إنشاد ينشده الناس في سفرهم.

وتابع: "هذا الإنشاد نعم مستلذ في الأذن، لكنه لا يتلاعب بالنفوس؛ تلاعب الموسيقى التي يكون فيها آلات وترددات لا تأتي بالحنجرة البشرية فتحرك النفس طربًا، وتجد الرجل الوقور أمام هذه الموسيقى يتراقص ويتمايل إلى غير هذا من مفاسد".

ثم تلاه الداعية السلفي الشهير "محمود المصري" الذي تحدث عن مدى حرمانية سماع الأغاني والموسيقى في مقطع فيديو له عام 2010، قائلًا: "المزيكا حرام ولا اجتهاد مع وجود النص"، مستشهدًا بحديث عن الرسول: "لا يكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف".

كذلك الداعية "أبو إسحاق الحويني" الذي كان من أوائل دعاة السلفية المحرمون لمساع الأغاني، حيث أكد أن السنة تحرم كل أشكال الغناء والموسيقى، وحرم أيضًا المؤثرات الصوتية التي تصنع عن طرق أجهزة الكمبيوتر ولا تعزف على المعازف.

وعلى النقيض خرج الكثير من دعاة السلفية يحللون سماع الأغاني، كان أبرزهم الداعية السلفي "أسامة القوصي"، الذي أكد أن الأغاني ليست حرام شرعًا، وأنه يستمع لنوعيات كثيرة منها وتؤثر فيه باستمرار.

في البداية خرج "القوصي" يعلق على أغاني المطرب "محمد حماقي"، ليقص أن ابنه أرسل له أغنية "ما بلاش" من الألبوم الجديد، ليعبر له عن شوقه إليه، ويحثه على أن يحنو عليه، لأنه يعيش بعيدًا عنه بسبب واقعة الانفصال عن والدته، قائلًا: "سمعت الأغنية ووقعت مني موقعًا، وكاد قلبي أن يتمزق ودموعي أن تنزل".

وأضاف "القوصى"، فى مداخلة هاتفية لبرنامج "حضرة المواطن" على قناة "العاصمة": "أنا من المشايخ الداعمين للفن الراقي، والمحاربين للفن الهابط، فأنا أحضر حفلات بدار الأوبرا، بدعوات خاصة من الدكتورة إيناس عبد الدايم لأنها صديقة".

وأوضح أن سماع الموسيقى حلال، مشيرًا إلى أنه كان في الفترة من الـ30 إلى الـ50 من عمره قطبيًا وتحول لسلفي معتدل وعقلاني، وأنه قبل ذلك كان يعزف على آلة "الكامنجا".

وخلال حواره أمس مع الإعلامي "وائل الإبراشي"، أعاد "القوصي" تأكيده لحلال سماع الأغاني، بقوله إنه يسمع الأغاني ويقبل الجيد ويتجنب الرديء منها، وأن الله شرع للرجل أن يؤذن ويؤم، ولا يمكن قياس الغناء الذي هو أمر دنيوي على الآذان وهو أمر ديني.

وحول سماعه لأغاني نانسي عجرم، قال "القوصي": "هذا من تصرف الإعلاميين ولم أكن أحب ذلك، لكنهم سألوني أنت بتسمع لمين من المطربين الجدد فقلت لهم بسمع نانسي.. شخبط شخابيط".

وتابع: "تحليلي للموسيقى والأغاني يرجع للبراءة الأصلية في الأمور الدنيوية؛ لأن البراءة الأصلية في الأمور الدنيوية هي الحِل والبراءة الأصلية فى الأمور الدينية هي المنع، وهذا يشمل كل ما على الأرض من زينة، كالحضارات، والفنون والآداب".

ويعد "القوصي" من أكثر الدعاة السلفيين المثيرين للجدل، والذي ذاع صيته بعد ثورة 25 يناير، بعد تبادل الاتهامات بينه وبين عدد من مشايخ السلفية، والذي كان معروفًا أيضًا بأنه من المشايخ المتشددين.

لكن عقب ثورة 25 يناير تغيرت فتواه بشكل جذري، فبعد أن كان يفتي أن الموسيقى حرام شرعًا أصبح يرى أنها حلال وهادفة، والرقص والتمثيل أيضًا من الأعمال الهادفة والراقية، ورغم ذلك ظل يؤكد أن فتواه من قلب الشريعة.

ولم يكتف بذلك بل أكد أيضًا أن مشاهد الرقص والعري والإغراء في السينما المصرية، مشاهد طبيعية يقبل تواجدها خصوصًا إذا كانت الحبكة الدرامية تستوجب ذلك، ولم يكتف بذلك بل أكد في نفس التصريح أن القرآن الكريم ذكر طرق إغراء المرأة.

وفي تناقض صارخ بين لفظ الداعية الذي يطلقه القوصي على نفسه وبين تصريحاته، التي أكد خلالها أنه لن يحجر على أبنائه إذا كان لابنته موهبة الرقص أو التمثيل فهو لن يرفض ذلك أو يمنعها، تاركًا لها الحرية في أن تعمل كراقصة بمجال الفن والتمثيل، طبقًا للحرية.