رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"رابعة".. وانتهت "خلافة الدم"

صورة ارشفية
صورة ارشفية

في 14 أغسطس 2013 انتهى حلم الخلافة، الذي راود جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسيسها في 1928، بالتحالف مع بعض القوى الإسلامية وعلى رأسها الجماعة الإسلامية والجبهة السلفية، بفض اعتصامهم المسلح في ميدان رابعة العدوية، الذي استمر لمدة 47 يوما.
اعتصام حشدته قيادات الجماعة الإرهابية بأكاذيب أطلقتها، واللعب على وتر العاطفة الدينية للشباب الذي انضم إليهم، طوال السنة التي قضوها في حكم مصر، والتي كشفت استغلال مناصبهم لتحقيق نوياهم الدنيئة، وخلطهم الدين بالسياسة.
وكان لفض الاعتصام تأثيرًا في إظهار النوايا الدولية في سياستهم مع مصر ودعمهم للجماعة الإرهابية، وكانت تركيا أول الدول التي أعلنت دعمها لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث وصفت فض الاعتصام بـ"المذبحة"، وأنه أمر غير مقبول سياسيا داعية مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية للتدخل قبل تحول الأمر إلى "نزاع أهلي"، بل وواصلت استخدام ورقة الإخوان، فى تنفيذ سياساتها المناهضة للنظام الجديد، بعد أن تبخرت آمالها في وضع مصر تحت وصايتها، من خلال استضافة قيادات التنظيم الهاربة على أراضيها، ومساعدتهم في إنشاء منابر إعلامية يواصلون من خلالها ترديد مزاعمهم.
لم يتغير موقف قطر عن سابقتها، وأبقت على تعاونها الوثيق مع الجماعة الإرهابية، والذى بدأ مع وصول مرسي للحكم، وراحت تبث الأكاذيب عبر قناة الجزيرة، زاعمة أن مصر حولت ميدان رابعة إلى "حمام دم"، وأنها تستنكر بشدة الخيار الأمني الذي لجأت إليه السلطات في القاهرة.
وفي السياق ذاته، اتسم موقف الجمهورية الإيرانية بـ"الازدواجية"، فالبرغم من العداء المذهبي بينها وبين "الإخوان" لكون الجماعة تمثل المذهب السني، بينما تمثل طهران المذهب الشيعي، إلا أنها أدانت فض الاعتصام، واصفةً إياه بـ"المجزرة" وأنها تأسف بشدة لأحداث "العنف" التي ارتكبت بحق المعتصمين.
وتناست إيران ما قامت به الجماعة من تأجيج التوتر ضد الشيعة بمصر، في سبيل استغلال القضية في ممارسة الضغوط السياسية على الإدارة المصرية بزعم قلقها من تحول المشهد في مصر إلى "حرب أهلية"، على غرار الأحداث في سوريا.
وحكمت "المصالح" الموقف الأمريكي، حيث أدانت في بادئ الأمر فض الاعتصام، وأعربت عن غضبها الشديد تجاه اللجوء إلى الخيار الأمني، ولكن ما أن تيقن لديهم حقيقة انهيار نظام الإخوان، بدأت إدارة أوباما مساعيها الحثيثة للتعاون مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.
لم يختلف منهج الاتحاد الأوربي في التعامل مع الموقف، عن الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعربت المفوضية السامية، في بيان لها، عن أسفها الشديد تجاه فض الاعتصام وموت بعض من المؤيدين للرئيس المعزول، محمد مرسي.
وبعد نجاح فض الاعتصام، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، إنها تتابع الموقف داخل مصر في قلق بالغ على المصالح العالمية مع القاهرة، داعية إلى ضرورة ضبط النفس وعودة الحياة إلى طبيعتها.
كل تلك المواقف الدولية، قبل الاعتصام وبعده،لم تكن سوى تعبيرا عن حقيقة حجم الإخوان ومصيرهم المحتوم، وأن التنظيم وحلمه بالخلافة، لا يزيد عن مجرد ورقة تلاعبت بها الدول والقوى الدولية المختلفة، لتحقيق أهدافهم وسياساتهم فى مصر والوطن العربى، وسرعان ما يتخلصون منها فور انتهاء دورها.