الوساوس تحاصرنى فماذا أفعل؟
أستاذى الفاضل..
قد تدهشك رسالتى أو ربما تزعجك.. وأعتقد أنك ستقول بعد قراءة سطورى أنها سيدة مريضة.. لن أطيل عليك فى مقدمتى.. أنا سيدة ميسورة الحال أعمل مهندسة وزوجى طبيب وهبنى الله سبحانه وتعالى ولداً وبنتين يدرسون فى الجامعة.. كل أزمتى أن الوساوس تحاصرنى ليل نهار، ماذا لو أعطتنى الدنيا ظهرها وتقلبت حياتى كما حدث مع صديقتى.
كلما رأيت الفرحة فى عيون أبنائى أشعر أن هناك حزناً يختبئ خلف الجدران سيطل علينا يوماً ما، فالحياة ليست كلها سعادة وأنا عشت السعادة فيما فات من عمرى.. صدقنى يا أستاذ إنها أوجاع بل كابوس يقف أمامى ليفترسنى أراه رأى العين فماذا أفعل.
«ن. ى. أ»
سيدتى.. تحياتى لكِ ولأسرتك الكريمة أدام الله عليكم نعمه.. أخشى عليكِ من هذا الوسواس الذى يفقدك فرحتك ويجهز على حاضرك.. فلا تكونى ممن ينطبق عليهم بيت الشعر الذى يقول.. يا من تحن إلى غد فى يومه.. قد بعت ما تدرى بما لا تعلم.. سيدتى المستقبل كله بيد الله سبحانه وتعالى اذكرى الله كثيراً.. "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" كونى أقوى من كل هذه الوساوس وتخيلى يوم حصول أبنائك على شهاداتهم وتخيلى يوم زواجهم ويوم رؤية أحفادك متعك الله بالصحة والسعادة أنت وأسرتك الكريمة.. تفاءلى بالخير، فالرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - يقول تفاءلوا بالخير تجدوه، تحياتى لك وفى انتظار رسالة أخرى تقولين فيها لقد هزمت الوسواس.. وأنا على يقين من ذلك.. بإذن الله سبحانه وتعالى.. خالص مودتى.
