رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"صالح" يعرض تصفية "الحوثي" و30 قياديا آخرين مقابل الخروج الآمن

جريدة الدستور

قال مصدر دبلوماسي يمني رفيع، إن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح يعرض بإلحاح على قوى دولية الضغط على التحالف العربي بقيادة السعودية لعقد صفقة تضمن له خروجا آمنا من البلاد مقابل تصفية عبد الملك الحوثي وفريقه القيادي في الميليشيات الحوثية.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات أوردها موقع "اليمن الآن"، أن صالح كثف اتصالاته خلال الأيام الأخيرة، عبر قنوات خليجية ودولية، بينها شخصيات يرتبط معها بعلاقات صداقة شخصية، محاولا تكرار سيناريو 2011 وإبرام صفقة مع دول التحالف العربي والحكومة الشرعية تمكنه من الخروج الآمن هو وأفراد عائلته فقط.

وأوضح، أن صالح تعهد بتصفية عبد الملك الحوثي وأشقائه وأكثر من 30 قياديا في جماعة الحوثي يشكلون العمود الفقري للجماعة والعقول المدبرة للميليشيات، وبمجرد تصفيتهم سينفرط عقد الميليشيات وستفقد قدرتها التامة على التحكم باتباعها على الأرض، على أن يشرع في ذلك على مرحلتين لضمان عدم تلاعبه، تبدأ الأولى بتصفية 12 منهم يتواجدون بصورة شبه دائمة في صنعاء بينهم أحد أشقاء عبد الملك، من خلال عمليات يمكن إلصاقها بالمقاومة الشعبية.

وطبقا لسيناريو العرض الجديد الذي رسمه صالح، فإنه بمجرد التخلص من عبد الملك الحوثي، تبدأ القوات الموالية لصالح المعروفة بألوية الحرس الجمهوري التي لعبت الدور المركزي في الانقلاب والحرب على مدى أكثر من أربعة أشهر، بإعلان ولائها للشرعية، ويكون صالح قد التحق بعائلته وغادر البلاد بصورة آمنة.

وأوضح المصدر أن هناك اهتماما لدى طرف خليجي لم يسمه، يعمل من أجل صياغة الصفقة بطريقة معقولة تضمن عدم ملاحقة صالح مع ميل إلى التسامح مع نجله أحمد ودعم مشاركته في العمل السياسي مجددا، ضمن ما تسميه بناء توازنات اجتماعية وسياسية في البلاد.

وقال إن أطرافا دولية لم يسمها، تشجع هذه الصفقة، رغم تحفظها على قتل عبد الملك الحوثي، لكنها تحاول استمالة دول التحالف العربي وخصوصا السعودية التي ترفض بشدة منح صالح فرصة أخرى للنجاة بنفسه، وتعتبره ونجله على رأس قائمة المطلوبين لتسببهما في تعريض الأمن القومي للمملكة لتهديد حقيقي، وتسليم اليمن لإيران.

وذكر المصدر أن الحكومة اليمنية الشرعية اطلعت على هذا العرض ورفضته بشدة، لكن عددا من أتباع صالح الذين التحقوا بالرئيس هادي في الرياض يبذلون جهدا مستميتا لدى حكومة المملكة، لتسويق الصفقة باعتبارها الأفضل للتخلص من الحوثي، وإنهاء القتال.

ورجح المصدر أن ينتهي هذا العرض كسابقيه بالفشل، خصوصا مع تشدد الرياض، لكنه حذر من خطورة التحركات التي يقوم بها بعض أتباع صالح في الرياض والقاهرة وبعض العواصم الخليجية، وبعضهم تربطهم صلات شخصية بصناع القرار في هذه الدول، يثيرون مخاوفها من سيطرة طيف سياسي محدد على البلاد إذا تم القضاء النهائي على صالح ونجله.

وأضاف: إذا حدث ذلك وأذعنت له القوى السياسية والحكومة، لا قدر الله فإنني لا أتخيل الانعكاسات الكارثية للصفقة على المقاومة الشعبية والجيش الوطني ومستقبل البلاد في الشمال والجنوب.