رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نظرات من حفل افتتاح قناة السويس الجديدة


... قبل بدء المشروع وعند افتتاحه - ما قاله مالك فى الخمر وأشد. الكراهية والجهل يفعلون أكثر من ذلك. هذا لا ينفى أن هناك انتقادات موضوعية وآراء محل دراسة بقصد التطوير، والتحسين الذى قيل عنه إنه لا سقف له.

وهناك أصحاب الفرحة العامة، الذين خرجوا فى الشوارع والميادين تعلو وجوههم الفرحة والاستبشار والأمل فى المستقبل، خرجوا فى جميع المحافظات للتعبير عن تلك الفرحة وذلك العيد الوطنى الجميل. ومن حقهم أن يفرحوا بعد الحزن الطويل واليأس المرير.

كنت ممن تابعوا الحفل من التلفاز، وأعجبنى أن البث المشترك كان معبراً عن الإنجاز الضخم والمناسبة الكريمة، وهذه خطوة جميلة، إذ إن ميزة التلفاز أنه يعطيك الفرصة للمتابعة الدقيقة الشاملة وأنت مستريح، خاصة كبار السن والمرضى، وهى لاتقل ميزة عن لذة الحضور الشخصى فى مثل تلك المناسبات، مهما كانت مشاق السفر والتنقل.

أعجبنى المشاركة الوطنية الواسعة، وأعجبنى خاصة مشاركة الوفود العربية والأفريقية، مما يدل على أن مصر بدأت تسترجع مكانتها الإقليمية، أما مشاركة الغربيين، فتدل أيضاً على أن مصر بدأت فى تحسين العلاقات التى تغيرت بعد 30 يونيه، وساءت بعد 3 يوليو 2013، ومراجع هذا التحسن عديدة فى مقدمتها تلك الزيارات التى قام بها الرئيس نفسه إلى بعض دول الغرب، والجهد المبذول لمواجهة افتراءات المعارضة فىالخارج. وهو جهد يحتاج إلى تحسين واستمرار، حتى تتضح الحقائق فى مصر للمتابعين من محبين وشانقين.

أعجبنى مع العروض الفنية الجميلة، كلمة الرئيس السيسى المرتجلة وهى من القلب، وكان لذلك صدى، أحسبه كريماً عند المستمعين والمشاهدين أكثر من الكلمات المرصوصة فى مثل هذه المناسبات.

كما أعجبنى استبشار الجميع بالمستقبل الزاهر، وعودة الأمل بعد السنوات العجاف من الإرهاب والفساد والتخلف واليأس من الإصلاح. من لا أمل له لا مستقبل له، ومصر والحمد لله تعالى ــ مليئة بالنماذج الكريمة التى تعلى شأن المصلحة العامة، وتتشوق إلى مستقبل أزهر بصفة دائمة. وهذه ثقافة مفتقدة يجب أن تسود اليوم.

صحيح بعض من خرجوا وخصوصاً إلى الحدائق والمنتزهات، كان اليوم لهم فرحة مثل شم النسيم، وهؤلاء يحتاجون إلى أن يلمسوا بعض النتائج والآثار الحسنة التى تعود عليهم من هذا المشروع الضخم والإنجاز العظيم. هناك من اشتط فى التقدير، ولكن كلام الرئيس المرتجل كان معياراً دقيقاً «خطوة من ألف خطوة». هذا تقدير من يريد البناء، فى ضوء الحقائق القائمة، ومن يقدر التحديات العديدة، ولا يغتر أو يقف عند الإنجازات فقط.

أعجبنى روح التحدى فى إنجاز المشروع فى سنة واحدة بدلاً من ثلاث سنوات، مما ينم عن أن هناك قدرات نائمة أو غير مستغلة استغلالاً حسناً، ومنها تقدير أهمية الوقت، وهذا ما نبه إليه الرئيس السيسى، إذ يمكن تطوير الاستراتيجية، بتعدد المشاركين فى إنجاز المشروعات الكبيرة، بدلاً من الاحتكار الذى يدعو للفساد والتأخير. نحن بحاجة إلى أن ندرك أن الخروج من الفشل أو التخلف ليس مستحيلاً. صحيح غيرنا غزو الفضاء، ونحن علينا أن نشارك فى هذا التقدم الحضارى، وزيادة على ذلك، علينا أن نغزو قلوب وعقول العالم، بتقديم النموذج، وقناة السويس الجديدة شاهد على ذلك.. والله الموفق