رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الثلاثاء الأسود.. المصريون بدون ماء ولا هواء أو كهرباء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حالة من الهياج انتابت المصريين صباح اليوم، بعدما أفقدهم الإهمال سبل الحياة الطبيعية، وتفشى في كل شيء محيط بهم، حتى باتت أرواحهم رهان رخيص لا يساوي لدى الدولة أي شيء.

"النور.. الماء.. الهواء" ثلاثة أشياء حُرم منها المصريون صباح اليوم دون وجود بديل، كانت البداية مع ارتفاع درجة الحرارة، وتحذير هيئة الأرصاد أمس من ارتفاع درجات الحرارة والتي ستصل إلى 38 درجة في الظل، وفي الشمس 50 درجة مئوية، ونصحت بكثرة احتساء السوائل وعدم التعرض لأشعة الشمس في فترات الذروة.

وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن انقطاع المياه لم يرحم أحد، حيث انقطعت عن عدد من المناطق، وهي "مركز أوسيم، وكرداسة، والبراجيل، وناهيا، وصفط اللبن، وكفر طهرمس"؛ بسبب أعمال تحويل مسار خط 1000، والمعترض طريق كوبري محور روض الفرج الجديد.

ليخرج المصريون إلى أعمالهم في تلك الحرارة مجبرين، ثم تأتي الكارثة الثانية، وهي انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق محافظتي القاهرة والجيزة بشكل مفاجئ، كان على رأسهم مناطق "الهرم والمعادي والبساتين"؛ ما أدى إلى حالة من السخط لدى المواطنين.
وعلى إثر ذلك وتلك، تعطلت حركة مترو الأنفاق الخط الأول "حلوان- المرج"؛ بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وتعطل المترو عند محطة طرة البلد المغذية للخط الأول من حلوان حتى محطة الشهداء؛ ما أدى إلى ازدحام داخل محطات المترو بين محطتي غمرة والشهداء، كما تم فتح أبواب المترو ونزول بعض المواطنين للسير على القضبان.

"توب علينا يارب".. كان لسان حال المواطنين أثناء تعطل حركة المترو، وعدم إذاعة الهيئة أي تحذيرات عن ذلك العطل.

وشهدت محطات المترو أيضًا حالات إغماء عديدة دون وجود أي إسعافات تُذكر، فيتحمل الركاب إفاقة بعضهم البعض دون جدوى وبشتى الطرق، وتوقف المترو أيضًا بين محطتي "غمرة والشهداء" ولم يصل بعد إلى إحدهما؛ ما دفع الركاب للصراخ وطرق الأبواب لعل منقذ يأتي لهم، وسادت حالة من الهياج داخل المحطة، حتى فتح سائقو المترو أبوابه لإنقاذ الركاب.

وسط تلك المصائب التي لا تبقى ولا تذر، لم يكن لدى الحكومة أي خطط بديلة عن تعطل حركة المترو، ولا توجد إسعافات تنقذ المواطنين أثناء ذلك العطل، وانقطاع كلًا من الكهرباء والمياه، دون أي تحذيرات.