رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس الفرنسي ضيف شرف الاحتفال العالمي بافتتاح قناة السويس

الرئيس الفرنسي فرانسوا
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند

لأول مرة منذ توليه رئاسة الجمهورية عام 2012، يقوم الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بزيارة إلى مصر، تستغرق يوما واحدا للمشاركة "كضيف شرف" في الاحتفال العالمي لافتتاح قناة السويس الجديدة المرتقب ٦ أغسطس وذلك تلبية لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وصرح مصدر مسؤول بالإليزيه اليوم الأربعاء، أن الرئيس أولاند سيحضر حفل افتتاح قناة السويس الجديدة على رأس وفد كبير يضم عددا من المسؤولين من بينهم وزير الدفاع جون إيف لودريان.

وأوضح المصدر أن الرئيس أولاند سيجري أيضا خلال زيارته لمصر جلسة مباحثات مع الرئيس السيسي حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ، يشارك بعدها في مأدبة عشاء مقامة على شرفه قبل أن يغادر في نفس اليوم عائدا إلى بلاده .

وشدد المصدر على حرص الرئيس أولاند على حضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، مشيدا بالانتهاء من هذا المشروع في موعده أي بعد مرور عام من بدء أعمال الحفر كما وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي غداة توليه مهامه رئيسا لمصر في مايو 2014.

ولفت إلى أن مشاركة ثلاث طائرات رافال وفرقاطة من طراز "فريم" في العروض العسكرية التي ستواكب افتتاح القناة الجديدة يعكس العلاقات الوثيقة والاستراتيجية بين البلدين، مؤكدا أن قناة السويس تحمل بعدا رمزيا وتاريخيا بالنسبة للشعب المصري الذي شارك بكثافة في تمويل إنشاء القناة الجديدة عبر شراء شهادات استثمار وتنمية قناة السويس الجديدة.

وأضاف أن مصر استعادت تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، موقعها على الساحة الإقليمية كلاعب أساسي لا يمكن تجاوزه، بينما على الصعيد السياسي فإنها بصدد إنهاء استحقاقات خارطة الطريق الصادرة في يوليو 2013 التي لم يتبق منها سوى الانتخابات التشريعية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أشاد المصدر بتحسن معدلات النمو في مصر، التي تجاوزت خلال العام الجاري 3%، فضلا عن نجاح مؤتمر شرم الشيخ في مارس الماضي، الذي أسفر عن توقيع اتفاقيات استثمارية مباشرة بلغت حوالي 72 مليار دولار، منوها بأن التحسن الاقتصادي الذي شهدته مصر مؤخرا يرجع إلى عاملين هما المساعدات المالية الكبيرة التي منحتها دول الخليج لمصر لاسيما من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت، بالإضافة إلى الإصلاحات الجارية.

وأكد المصدر الفرنسي، أن الحكومة المصرية، في خطوة صعبة وشجاعة، نجحت في إجراء إصلاحات هيكلية كانت تبدو مستحيلة مثل خفض الدعم الموجه للطاقة والوقود الذي كان يشكل أكثر من 30% من موازنة الدولة، كما نوه بجهود الإصلاح الضريبي الجارية في مصر، والتي لاقت ترحيبا من صندوق النقد الدولي، وإلى سعي الحكومة المصرية لإجراء إصلاحات إدارية وتشريعية لتحسين مناخ الاستثمار.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أشار المصدر إلى نجاح مصر في تحسين علاقتها مع أثيوبيا بعد أن شهدت توترات مرتبطة بسد النهضة وإلى مشاركتها في التحالف العربي في اليمن وإلى قصفها لمواقع لتنظيم (داعش) الإرهابي في ليبيا غداة إعدام عدد من الرعايا المصريين هناك.

وشدد على الدور الدبلوماسي المحوري الذي تلعبه مصر في المنطقة من خلال علاقاتها مع جيرانها ودول الخليج والأردن والولايات المتحدة وروسيا، وذلك دون التخلي عن ثوابتها، مشيرا إلى توطيد العلاقات بين مصر وعدد من الدول الأوروبية الكبرى مثل ألمانيا التي زارها مؤخرا الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وتحدث المصدر الرئاسي الفرنسي عن نشاط مصر أيضا في الأمم المتحدة وترشحها للحصول على مقعد العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، مشددا على أن مصر تعد طرفا فاعلا في عمليات حفظ السلام وتشارك بـ2000 جندي في 9 بعثات مختلفة.

كما أشار إلى جهود مصر لإنجاح مؤتمر المناخ الدولي بباريس بعد أن استعادت موقعها المحوري على الساحة الأفريقية، وتولت رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ، وكذا رئاسة اجتماع وزراء البيئة الأفارقة فى دورته الـ15 وذلك لمدة عامين.

واختتم المصدر بالإليزبه تصريحاته قائلا، "إن مصر تبقى الدولة الوحيدة التي تجمع عددا من الخصائص المهمة ، فهي أكبر دول عربية من حيث التعداد السكاني ومنخرطة في العديد من الملفات في أفريقيا والشرق الأوسط، وتتمتع بتمثيل دبلوماسي على درجة عالية من الكفاءة".