رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم .. الذكرى الـ28 لوفاة "والد المسرح العربي" توفيق الحكيم

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

كاتب وأديب مصري من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية، ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، من أهم مقولاته: "انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم لقد أخذ هذا اللاعب في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام اخناتون"، وذلك عندما عرف بإن بعض لاعبي كرة القدم دون العشرين يقبضون ملايين الجنيهات.

إنه توفيق الحكيم الذي غذى الفن الدرامي وجعله فرعا هاما من فروع الأدب العربي، وخير دليل على ذلك أعماله المسرحية التي تربو على الخمسين باختلاف أنواعها وشخصياتها، لذا كان جديرا أن يطلق عليه اسم "والد المسرح العربي".

مولده
ولد توفيق الحكيم عام 1897 بمدينة الإسكندرية لأب من أصل ريفي يعمل في سلك القضاء ويعد من أثرياء الفلاحين وأم تركية أرستقراطية كانت ابنة لأحد الضباط الأتراك المتقاعدين.

أصله
كانت والدة الحكيم سيدة متفاخرة بأصلها التركي وكانت تقيم العوائق بينه وبين أهله من الفلاحين فكانت تعزله عنهم وعن أترابه من الأطفال وتمنعهم من الوصول إليه، ولعل ذلك ما جعله يستدير إلى عالمه العقلي الداخلي.

تعليمه
التحق توفيق الحكيم بمدرسة دمنهور الابتدائية حتى انتهى من تعليمه الابتدائي سنة 1915، ثم ألحقه أبوه بمدرسة حكومية في محافظة البحيرة حيث أنهى الدراسة الثانوية، وانتقل بعد ذلك إلى القاهرة، مع أعمامه، لمواصلة الدراسة الثانوية في مدرسة محمد علي الثانوية، بسبب عدم وجود مدرسة ثانوية في منطقته.

في عام 1919 مع الثورة المصرية
شارك "الحكيم "في الثورة في عام 1919مع أعمامه، وقبض عليهم واعتقلوا بسجن القلعة، واستطاع والده أن ينقله إلى المستشفى العسكري إلى أن أفرج عنه، وعاد إلى الدراسة عام 1920 وحصل على شهادة "الباكالوريا" عام 1921.

مشواره مع القانون والأدب والفن
انضم توفيق إلى كلية الحقوق، وذلك بسبب رغبة أبيه ليتخرج منها عام 1925، وعمل بعد ذلك بمكتب أحد المحامين المشهورين، ولكنه لم يكمل العمل محاميا، وسافر عام 1925 في بعثة دراسية إلى باريس لمتابعة دراساته العليا في جامعتها، للحصول على شهادة الدكتوراه في الحقوق، وكان يزور في باريس متاحف اللوفر وقاعات السينما والمسرح، واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة إذ اطلع على الأدب العالمي وفي مقدمته اليوناني والفرنسي.

انصرف "الحكيم" عن دراسة القانون، واتجه إلى الأدب المسرحي والقصص، وتردد على المسارح الفرنسية ودار الأوبرا، واستدعاه والداه بعد ثلاث سنوات فقط من إقامته هناك، وعاد الحكيم دون أن يحصل على الشهادة التي أوفد من أجل الحصول عليها، وعمل بعد عودته وكيلاً للنائب العام في المحاكم المختلطة بالإسكندرية عام 1930، ثم في المحاكم الأهلية.

وانتقل توفيق إلى وزارة المعارف، وعمل مفتشاً للتحقيقات، ثم نقل مديراً لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل مديرا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي، وأخيراً استقال الحكيم، ليعود ثانية إلى الوظيفة الحكومية سنة 1954 مديرا لدار الكتب المصرية، وفي نفس السنة انتخب عضواً عاملاً بمجمع اللغة العربية وفي عام 1956 عيّن عضوا متفرغا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة.

وعيّن "الحكيم" كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس في سنة 1959، ثم عاد إلى القاهرة في أوائل سنة 1960 إلى موقعه في المجلس الأعلى للفنون والآداب ثم عمل بعدها مستشاراً بجريدة الأهرام ثم عضواً بمجلس إدارتها في عام 1971.

ألف توفيق الحكيم العديد من الروايات والمسرحيات ومن أهم أعماله: أهل الكهف، شهرزاد، براكسا، صلاة الملائكة، بيجماليون، اللص، الصفقة، السلطان الحائر، الطعام لكل فم، بنك القلق، راهب بين النساء.

جوائزه
حصل توفيق الحكيم على العديد من الجوائز أهمها "قلادة الجمهورية عام 1957، جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، قلادة النيل عام 1975، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى".

وفاته
وتوفي "والد المسرح العربي" توفيق الحكيم 26 يوليو عام 1987 عن عمر يزيد على الثمانين، وغربت شمس من شموس الأدب العربي الحديث ورمز من رموز النهضة الفكرية العربية، شمس سيبقى بريقها حاضراً في العقلية العربية جيلاً وراء جيل، رحل عن عالمنا تاركا ورائه حياة حافلة بالعطاء عمادها الفكر وفلسفتها العقل وقوامها الذهن.