رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشر والعنف ينتصران فى دراما رمضان «٢»


أستكمل وجهة نظرى فى وجبة الدراما الرمضانية التى دخلت بيوتنا خلال الشهر الكريم دون استئذان والتى أتخمتنا بلغة العنف والمخدرات والفساد بدعوى الواقعية، وإذا كان الواقع المعاش صعباً ومريراً ومليئا ًبالمشاكل والصعاب والعنف، فإنه أيضاً لابد من أن تراعى الدراما أنه لابد أن تحمل لنا معها قيما ًوأهدافا إيجابية حتى لا تصبح منهجاً ودليلاً يستلهمه الشباب والصغار، فتشارك الدراما فى إفساد المجتمع وإشاعة الفوضى والفساد والسوقية، أقول هذا عن بعض المسلسلات وليس عن كلها، خاصة أنها أسهمت فى رواج الدراما وعودة العمل إلى الاستوديوهات ولا أجد عيباً بل إننى أطالب أن يكتب عن المسلسل أنه للكبار فقط مع عرضه فى البيوت.

قامت منافسة قوية بين الفنانات بطلات الدراما، حيث أظهرن نضجاً وبراعة فى الأداء بين ٣ بطلات بشكل واضح وجلى، وأعتقد أن هناك نضجاً وتميزاً ومنافسة بين كل من منة شلبى فى «حارة اليهود» ونيللى كريم «فى تحت السيطرة» وسيمون فى «بين السرايات»، وأعتقد أن هذا العام قد رجحت كفة منة شلبى التى أظهرت براعة فائقة فى الأداء السهل الممتنع ودراسة وافية لتفاصيل الشخصية وإحساساً عميقاً بكل تفاصيل الدور واستغناء عن إظهار جمالها فى سبيل الصدق فى المشاهد، تأتى بعدها «سيمون» التى تعود بعد غيبة سنوات لتؤكد حضوراً قوياً فى دورها فى «بين السرايات»، سيمون تؤدى ببراعة دورالأرملة الفقيرة التى تعيش فى حارة شعبية وتبحث عن قوت يومها وتتميز بمزج الفهلوة بالذكاء والطيبة والقوة، فى سبيل تربية ابنها فى مواجهة فساد أبناء الحارة، وتتخلله أحداث ٢٥ يناير ، ثم «نيللى كريم» المدمنة التى تدمن وتخسر حياتها لكنها تحاول استعادتها ومحاولة الشفاء، «نيللى» نموذج لجودة الأداء والتقمص للتفاصيل التى يتطلبها الدور، لكنها لابد أن تخرج من عباءة القتامة والكآبة، ولابد أن تبحث عن التنوع بين القتامة والدراما الاجتماعية، فكم الإفراط فى مشاهد اللطم والاكتئاب جعل المشاهد يهرب من المسلسل بحثاً عن الخروج من نفق المخدرات المستمر والإفراط فى مشاهد الإدمان إلى حد البعد عن الهدف منه وهو إبعاد الشباب عن كارثة الإدمان التى تهدم أسرة بأكملها وليس المتعاطى فقط.

٤- قدمت لنا دراما الأكشن مسلسل البطل الرجل فى وجبة دسمة تناولت موضوعات مهمة بشجاعة لافتة للانتباه، وفى تقديرى أن المنافسة الأقوى كانت بين ٣ فنانين كل منهم لديه تميز فى الأداء وهذا أمر إيجابى، حيث قدم «بعد البداية» فساد الكبار وجرائمهم من خلال صحفى يهرب من شبكة إجرامية تضم أسماء كبيرة فى الفساد وذات نفوذ سياسى متغلغل ومتشعب فى مختلف الأوساط، بطولة طارق لطفى، وقدم مسلسل «ذهاب وعودة» قضية تجارة الأعضاء من خلال إسرائيل وتجار السلاح، وقام بالبطولة أحمد السقا، وقدم مسلسل «وش تانى» فساد رجال الأعمال والمخدرات والكبار وفساد الصغار أيضا ومن بطولة كريم عبدالعزيز، لاشك أن طارق لطفى تصدر السباق فى دور مختلف برع فيه وبعده كريم عبد العزيز فى خفة ظل ممتزجة بالأكشن وإن كان يؤكد أن الفساد يشمل الكل وهو أمر سلبى من عيوب المسلسل، ثم أحمد السقا الأب الملتاع الذى خطفوا ابنه لكنه يوقع نفسه فى مشاكل ويعود الابن من خلال أجهزة الأمن المصرية وهذه ميزة تحسب للمسلسل. وللحديث بقية