رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلقة الرابعة من كتاب حمادة إمام «مخابرات الجماعة إخوان وجواسيس»..

غباء وغرور الإخوان أسقطهم أمام عبد الناصر والسيسي بالطريقة نفسها

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عمالة الإخوان للمخابرات البريطانية والأمريكية لم تنفعهم في الانتصار على ثورة يوليو


التنظيم الدولي بدأ ظهوره بعد هروبهم من مصر عام ١٩٥٤


الهضيبي لمندوب السفارة الأمريكية: حكومة الثورة لن تستطيع إخراج الإنجليز من مصر وسقوطها لا مفر منه


في الحلقة الرابعة من كتاب الزميل حمادة إمام «مخابرات الجماعة إخوان وجواسيس» يكشف عن دور الإخوان المسلمين التاريخي، والذي لم يتغير في العمالة الصريحة للاستعمار والعمل على خدمته ومصالحه وأهدافه.
واستمرارهم في أداء هذا الدور المشين في خدمة المخابرات البريطانية ثم الأمريكية، وفي التآمر على الحكم الوطني فيمصر بدءًا من جمال عبد الناصر وحتى السيسي، كما يكشف هذا الفصل من الكتاب عن الغباء نفسه في الفهم والتعامل مع القيادة الوطنية، وروح الغرور التي تتملك قادة الجماعة دون مبرر؛ وهو ما يؤدي إلى خطأ فادح في الحسابات، يؤدي تلقائيًا إلى النهاية المرة المحتومة، ففي ١٩٥٣ و١٩٥٤ كان الغرور يسيطر على قادة الجماعة وتأكيداتهم للإنجليز والأمريكان أن مجلس قيادة ثورة ٢٣ يوليو لا يستطيع الاقتراب منهم؛ لأنهم الأقوى والأفضل تنظيمًا وأكثر سيطرة على الشارع، وأن الهزيمة مصير كل من يتحداهم وهو النهج نفسه الذي اتبعوه مع السادات وقضوا عليه، ومبارك وخاف منهم، وأقام معهم تحالفات عديدة، ثم السيسي الذي تصدى لهم، وقام بسحقهم بما يستحقون وبنهج جمال عبد الناصر نفسه، كما يكشف هذا الكتاب عن دور مهم للزعيم الإخواني عثمان أحمد عثمان، الذي عرفناه مهندسًا ومقاولاً ورئيسًا لنادٍ رياضي ونسيبًا لأنور السادات، ولكننا نعرفه على وجهه الحقيقي أحد أبرز وجوه الإخوان، وكانت شركة المقاولون العرب إحدى واجهات الإخوان الاقتصادية والمالية.

في يونيه عام١٩٥٢ صدر تقرير عن الخارجية البريطانية تحت عنوان «مشكلة القومية»، رصد مخاطر المد القومي على المصالح البريطانية، وبعد شهر من صدور هذا التقرير، انطلقت ثورة يوليو أو ثورة جمال عبد الناصر، الذي شكل تهديدًا لبريطانيا، خاصة بعد تبنيه سياسة عدم الانحياز، وقد وصفت الخارجية البريطانية سياسته بفيروس القومية العربية، وفي محاولة للتصدي له سعت بريطانيا لاستغلال العناصر الدينية متمثلة في الإخوان المسلمين للقضاء عليه.
كان قيام ثورة يوليو ١٩٥٢ سببًا فى إحداث نقلة نوعية فى حياة التنظيم دون أن يقصد ثوار يوليو، ذلك بعد أن تسببت حملتها ضد الجماعة في انتشارها عالميًا وزيادة تنظيماتها خارج مصر، فقد هاجر عدد من قياداتها هربًا من ملاحقة النظام الناصري، واستقر عدد منهم في لبنان، والكويت، والمملكة،  ودول الخليج الأخرى، وأسسوا جمعيات وشركات كانت القاعدة، التي تأسس عليها التنظيم الدولي الذي لم يكن قرارًا فوقيًا اتخذته القيادة الإخوانية، قدر ما كان تجميعًا لتنظيمات ومؤسسات موجودة فعلاً، فقد دعمت هذه القيادات الهاربة، وبعضها كان له ثقل تاريخي، مثل: سعيد رمضان، وكامل الشريف، وزير الأوقاف الأردني الأسبق، وسعد الوليلي وغيرهم، دعمت تنظيمات الإخوان فى  الأقطار التي استقرت بها وأنشأت شبكة علاقات واتصالات، كان التطور الطبيعى لها؛ هو التنظيم الدولي بصورته التي استقر عليها، وكان سعيد رمضان، صاحب جهد كبير في هذا الصدد، فقد تمتع بعلاقات قوية مع عدد من أنظمة المنطقة.
وأسهم فى إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامى، كما ازداد دوره بعد هجرته إلى أوروبا واستقراره فى سويسرا فهناك حصل على الجنسية السويسرية وأصدر مجلة «المسلمون» الشهيرة، كما أسس المركز الإسلامى فى جنيف، الذى مارس تأثيرًا على مسلمى أوروبا ونجح فى نشر الفكر الإخوانى فيها، بل وامتد إلى أمريكا حتى طال عددًا من الشخصيات المعروفة مثل الأمريكى مالكوم إكس الذي تأثر كثيرًا بعلاقته بسعيد رمضان.
مركز جنيف الذي كان أول قاعدة للإخوان فى أوروبا، ومنه انتشرت شبكة المراكز والمؤسسات الإخوانية، وأهمها على الإطلاق المركز الإعلامي فى لندن والمركز الإسلامى فى ميونيخ بألمانيا، الذى شهد المراحل الأخيرة لإعلان التنظيم الدولى الرسمى للجماعة فى ١٩٨٢.
فى نهايات عام ١٩٥٣ استدعى الرئيس جمال عبد الناصر، القيادى الإخوانى، حسن العشماوي لمبنى قيادة الثورة، ووضع أمامه جميع التقارير التي رصدتها الأجهزة الأمنية المصرية عن نشاط الإخوان المسلمين داخل القوات المسلحة، وكذلك لقاءات واتصالات المرشد العام المستشار حسن الهضيبي، وكبار مساعديه مع مسؤولى السفارة الأمريكية بالقاهرة.
ماذا كان يدور فى هذه اللقاءات؟ وماذا كان يحدث فى هذا الشارع المصرى فى ذلك الوقت؟ وهل كانت هناك علاقة بين ما يحدث والصدام بين ثورة يوليو والإخوان؟ رسائل السفارة الأمريكية بالقاهرة فى ذلك الوقت تقدم وجبة دسمة من المعلومات عن طبيعة الاتصالات وأهداف كل من الأمريكان والإخوان.
ففى ٢٧ مايو سنة ١٩٥٣ رفع المستر «بوردبت»، سكرتير السفارة الأمريكية بالقاهرة، تقريرًا عن لقاء تم بينه وبين المستر «جيرنجان» كممثلين للجانب الأمريكى مع السيد محمود مخلوف، عضو جماعة الإخوان المسلمين.
وفي هذا الاجتماع ركز مخلوف فى حديثه على أهمية جماعة الإخوان المسلمين، ونصح الأمريكان بضرورة زيادة الاتصالات مع الجماعة وعرض عليه وجهة نظر الإخوان ورغبتهم بأن تكون الاتصالات مع الأمريكان أكثر قرباً وعمقًا.
وفى هذا الاجتماع وافق «محمود مخلوف» على لقاء المستر هارت باعتباره المتخصص فى الشؤون الدينية والعربية في واشنطن.
وفى ٤ يونيه سنة ١٩٥٤ تم لقاء آخر ضم محمود مخلوف والمستر جيرنجن وبورديت، وكان هذا الاجتماع مخصصًا هذه المرة؛ لمناقشة الترتيبات الدفاعية التي ينوي الغرب تنفيذها فى المنطقة، وفى هذا الاجتماع أكد ممثل الإخوان أن العرب يعترضون على أى ترتيبات دفاعية مع الغرب وشعور العرب له ما يبرره إذ إن عدوهم الأول هو إنجلترا، ومن ثم فهم لا يريدون التورط فى حرب خارج أراضيهم من أجل بريطانيا.
وتبلغ الاتصالات واللقاءات بين الإخوان والأمريكان ذروتها فى ٢١ يونيه ١٩٥٣ بلقاء بين المرشد العام للإخوان المسلمين فى ذلك الوقت «حسن الهضيبي» والمسؤول المكلف من السفارة الأمريكية.
وفى هذا اللقاء قرر الهضيبى بأن الحكومة العسكرية القائمة لا يمكنها حل جماعة الإخوان المسلمين حتى لو أصدرت قانونًا بذلك لا يمكن تنفيذه، وأن اجتماعات الإخوان ونشاطهم سوف يستمر.
وأن مجلس قيادة الثورة يتكلمون فقط ويكثرون من التصريحات، ولكنهم لا يفعلون شيئًا ولا يحولون أقوالهم إلى أفعال.. وعندما سئل عن رأيه فى موقف الفلاحين المصريين فى حالة ما إذا تولى الوفد تشكيل الحكومة؟ رد: "إن الصورة ستكون أسوأ مما هي عليه".
وفى ٢٧ يوليو سنة ١٩٥٣ عقد اجتماع بين الهضيبى والسكرتير السياسى بالسفارة بالقاهرة «ال نتنج»، وفى هذا الاجتماع سئل الهضيبى عن موقف الإخوان من مجلس قيادة الثورة، حيث أجاب مؤكدًا أن نظامًا جمهوريًا أصلح من الناحية الإسلامية، وأنهم يرغبون فى إزاحة بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة من مناصبهم، وأنهم يفكرون فى اعتزال العسكريين الحكومة، وإحلال مجموعة مختارة من الأحزاب محلهم، وأن على المعارضة أن تنسق جهودها للتعامل بالقوى مع الظروف إذا ما سقط النظام.
وقال: "إن حكومة الثورة سوف تسقط فى وقت قريب بسبب سياستهم؛  ولأنهم بثوا أحلامًا كبيرة لا يمكن تحقيقها ومن بينها إخراج الإنجليز من قناة السويس، وإصلاح الأوضاع الاقتصادية للبلاد".
وعن رأيه فى الدستور، قال: " إنهم يريدون أن تصبح مصر دولة إسلامية، وأن هذا يتعارض على لجنة وضع الدستور"، وأضاف: "إن الإخوان لن يدخلوا فى العمل السياسي، إلا إذا تحققوا من النصر، وأنه ليست هناك احتمالات للهزيمة كما حدث من قبل".
كانت الاتصالات مع الغرب إضافة إلى ما جرى فى يناير ١٩٥٣ من حل الأحزاب السياسية مع استثناء جماعة الإخوان المسلمين، هو بداية الصدام المباشر وإعلان الإخوان حربهم ضد عبد الناصر وثورته، حيث دخل الطرفان فى صراع من نوع صراع النهاية المرة لا البقاء المشترك.
ففي ١٢ يناير ١٩٥٤ أثناء الاحتفال بذكرى الحسن وشاهين أراد الإخوان فى هذه الاحتفالية الإعلان أمام الثورة عن مدى قوتهم والظهور بمظهر الاستقلال عن الثورة ومنذ صباح يوم الاحتفال بدأ الإخوان فى تنظيم صفوفهم، وسيطروا على الميكروفون.
وعندما وصل وفد منظمات الشباب من المدارس والجامعات حاملين الميكروفونات بدأ الإخوان فى التحرش بهم وطالبوهم بإخراج الميكروفونات، فى الوقت الذى حمل الإخوان أعلامهم والإيرانى نواب صفوى - قائد جماعة فدائيات الإسلام - وأخذوا فى ترديد الهتافات الإخوانية، ثم هجموا على سيارات منظمات الشباب وتعدوا بالضرب عليهم بالعصى والكرابيج ثم تفرقوا، وصدر بيان من الثورة جاء فيه أن مرشد الإخوان ومن حوله، قد وجهوا نشاط هذه الهيئة توجيهًا يضر بكيان الوطن ويعتدي على حرمة الدين، ولن تسمح الثورة أن تكرر فى مصر مأساة رجعية باسم الدين ولن تسمح لأحد أن يتلاعب بمصائر هذا البلد بشهوات خاصة مهما كانت دعواها، ولا أن يستغل الدين فى خدمة الأغراض والشهوات وستكون إجراءات الثورة حاسمة وفى ضوء النهار وأمام المصريين جميعًا، وعقب هذا البيان اعتقلت الثورة المرشد العام وزعماء الإخوان وتم اعتقال «٤٥٠» منهم وتدخل الملك سعود للوساطة للإفراج عنهم وكانت الوساطة مشروطة بألا يعملوا بالسياسة ولكن الإخوان لم يلتزموا بهذه الشروط، فأصدروا منشورات من بينها الذى يقول: "إنه ومنذ أن وقعت الاتفاقية الأخيرة والسيد جمال عبد الناصر ورجاله يقومون بدور الوسطاء عند الدول العربية لحساب الاستعمار، وهم يتعاملون مع عملاء الاستعمار المعروفين أمثال نورى السعيد، الذى عاش طول عمره يخدم الاستعمار الإنجليزى والجنرال زاهدى فى إيران، الذى خان بلاده وأرجع البترول إلى دول الاستعمار، ولكن الشرق الذى ابتلى طويلاً بأمثال زاهدي، ونوري السعيد، وجمال عبد الناصر، سيعرف كيف يتخلص من عملاء الاستعمار، وبدأ الصراع بين ثورة يوليو والإخوان المسلمين يأخذ شكل التصاعد التدريجى ليصل فى النهاية إلى نقطة اللا عودة، والتى يعرف عندها الطرقان أن بقاء أحدهما مرتبط بالقضاء على الآخر، وأخذ الإخوان زمام مبادرة التعجيل بالقضاء على عبد الناصر، وذلك فى مارس ١٩٥٤، أثناء خطاب المنشية عندما كلف أحد أعضاء التنظيم السري للإخوان الإخوانى محمود عبد اللطيف باغتيال عبد الناصر أثناء خطابه بالمنشية، إلا أن محاولة الاغتيال فشلت، وتم القبض على عبد اللطيف، وبدأت التحقيقات معه، والتى كشفت المخطط الإخوانى للوصول إلى السلطة فى ذلك الوقت بالتحديد، وهو الوقت الذى توافرت فيه من وجهة نظرهم جميع العوامل لنجاحه.
فعلى مستوى التأييد الخارجى لأى تحرك إخوانى ناحية السلطة هناك تأييد أمريكى وأوروبى، وفى الداخل وصل التنظيم الخاص للإخوان إلى قمة نضوجه، وأن اغتيال عبد الناصر سوف يحدث حالة من الفوضى وعدم الاتزان يمكن للإخوان وقتها الخروج إلى الشارع والسيطرة على الحكم.
إلا أن فشل محاولة الاغتيال وإلقاء القبض على ٨٦٧ من العناصر الإخوانية قدموا للمحاكمة، كشفت التحقيقات والمواجهات بين المتهمين العديد من الأسرار والمعلومات.
وفى جلسة ١٥ نوفمبر سنة ١٩٥٤ جرت مواجهة بين اثنين من المتهمين، وهما المتهم الثانى فى قضية هنداوى دوير، المحامى، وإبراهيم الطيب،  المتهم الأول، حيث تبارى الاثنان فى فضح المخطط الإخوانى، وقدمت القضية رقم «١» لسنة ١٩٥٤ «محكمة الشعب» المتهم فيها محمود عبد اللطيف محمد: «حضر المتهم».
الرئيس: فتحت الجلسة .. المدعي..
وكيل النائب: وآخر مقابلة كانت معاك له.. كانت امتى قبل الحادث؟.
الشاهد: لعلها قبل الحادث بيومين.
وكيل النائب العام: اديته الحزام إمتى؟
الشاهد: قبل الحادث بيومين.
وكيل النائب العام: كنت معاه يوم الحادث؟
الشاهد: لا يا فندم.
وكيل النائب: متأكد انك مارحتلوش فى إمبابة يوم الحادث؟.
الشاهد: لا.
وكيل النائب: ما حصلشي بينك وبينه كلام بشأن خطة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر؟.
الشاهد: اللي حصل هو الكلام في الخطة التى عرضتها، وتتلخص في أن الاغتيال لا يمكن أن يبدأ فيها، إلا إذا حصل اعتداء على الحركة الشعبية.
وكيل النائب: سؤال محدد.. هل تحدثت مع هنداوي بشأن الاعتداء على الرئيس جمال؟.
الشاهد: لا.. لم أتحدث معه في هذه الجلسة.
الشاهد: أولاً فيما يتعلق ببدء الحركة، فقد كان المفهوم أن القوات التي ستشترك فيها قوات ذات أغلبية عددية، وقد سبق أن هناك سابقة فى حوادث ٢٥ مارس وما سبقها بأن سيادة الرئيس جمال كان له اتجاه معين كان يسلم به، فكان برضه مفهوم لدى الناس اللى بينفذوا أو الذين يعدون هذا الإعداد.. جائز أننا نحصل على المطالب التى تقوم بها الحركة دون أي إراقة دماء أو معارضة من المعارضات.
وكيل النائب العام: إذا كان اغتيال جمال عبد الناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة.. مين اللى يسكت الناس بتوع جمال ورجال جمال عبد الناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة.. مين اللي يسكت الناس؟.
الشاهد: ذكرت أن السيد جمال عبد الناصر، كان يعلم أنه له سابقة فى هذا.. لو حصل شيء يكون طبيعيًا سيادة رئيس الجمهورية موجود، وجايز جدًا أن يحصل تفاهم بين الرئيس نجيب والرئيس جمال.
وكيل النائب العام: إزاي الرئيس نجيب يتفاهم مع الرئيس جمال المغتال؟.
الشاهد: أنا باتكلم قبل حصول أي اعتداء، ومن المحتمل أن يتم تفاهم.
وكيل النائب: وإذا لم يوافق؟.
الشاهد: باعتبار أن هناك أغلبية عددية ومجموعات كبيرة مع الرئيس نجيب، كان المفهوم أن المسألة لا شك فيها أن الحكم يكون فيها للأغلبية.
وكيل النائب العام: وإحنا قلنا إن الناس دول حايتحولوا على بعض ويتضاربوا.. الحرب الأهلية بتكون الغلبة للفريق الأقوى والأكثر عددًا
الشاهد: أيوه.
وكيل النائب العام: أنت قررت فى آخر كلامك أن الجهاز السرى لجماعة الإخوان كان للدفاع عن الدعوة فى الجزائر أو تونس أو مصر، فقلت لك اضرب لنا مثلاً عن كيفية الدفاع عن الدعوة فى مصر وتدرجنا إلى الكلام شوية، واعترفت بأن الغرض؛ هو القيام بحركة شعبية مسلحة ضد الحكومة تستهدف الاستيلاء على البلاد، تقدر تقول لنا بقى ما التناقض بين الفكرتين بالنسبة للهدف الذى تكون منه هذا الجهاز المسلح، هل الغرضين هما الهدف منه وإلا واحد يقال في العلن وواحد في السر؟.
الشاهد: الغرض كان مواجهة القوات الأجنبية التي تعتدي على أرض الوطن مفيش.
وانتهت المحاكمة بإعدام «٧» من الإخوان المسلمين، وبانتهاء محاكمة المتهمين، وأعدم من أعدم، يبدأ من هذا التاريخ ظهور الدور "السعودي - الأمريكي" في مساعدة القيادات الإخوانية الهاربة فى الداخل للخروج من مصر، حتى تستطيع التفكير والإعدام للتعامل مع ثورة يوليو وقائدها فى ظل التقارب "المصري- الروسي" الذي أخذ فى التنامى والتقارب الداخل إلى حد التحالف.
أما الكيفية والوسائل التى استخدمتها السعودية والمخابرات الأمريكية فى تسهيل تهريب الإخوان من مصر إلى الخارج، فقد كانت عن طريق شركة المقاولون العرب المملوكة لعثمان أحمد عثمان، أحد العناصر الإخوانية النشطة فى ذلك الوقت، ولا توجد وثيقة أو دليل لكشف حقيقة الدور الذى لعبته السعودية والمخابرات الأمريكية فى تهريب الإخوان وتمويلهم، سوى اعتراف «عثمان أحمد عثمان» فى مذكراته التى رواها فى كتابه «تجربتي» لعثمان أحمد عثمان، أحد العناصر الإخوانية النشطة فى ذلك الوقت، وأترك عثمان أحمد عثمان يحكي قصة علاقاته بالإخوان: نشأت فى  الإسماعيلية، حيث كان حسن البنا أستاذي فى المدرسة الابتدائية، وكان يحضر يوميًا إلى منزل خالي المرحوم الشيخ محمود حسين، وأن أول دعوة للإخوان خرجت من بيتنا بالإسماعيلية، ويضيف عثمان أنه كان عضوًا فى جماعة الإخوان وظل يسدد الاشتراكات طوال حياته، ولم ينفصل عنها كتنظيم وظل مقتنعًا بمبادئها،  وكقيم ارتبط بها، وسار على نهجها من يومها وحتى الآن.
ويضيف عثمان أن دعوتنا الإسلامية ضربت مرتين مرة عام ١٩٥٤ ومرة عام ١٩٦٥، وعن تهريبه للإخوان يقول: كان ارتباطي الروحي بالإخوان المسلمين وبحكم نشأتي الدينية سببًا فى أن أترك لهم باب شركتي مفتوحًا على مصراعيه لكل من يريد منهم أن يعمل معي، وعن قصة تهريبه للقيادات الإخوانية من مصر يحكي عثمان العديد من الحكايات حول تهريبه للقيادات، منها قصة القيادى الإخواني عبد العظيم لقمة.