رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليس وقت الحزن والبكاء


كنت أتابع – بقلق شديد - عبر مواقع الانترنت أخبار الإصابة التى أصيب بها النائب العام المُحترم السيد هشام بركات. ولكن الله – تبارك اسمه – كان له رأى آخر. فقد نفذت المشيئة الإلهية وغادر حبيبنا أرض الشقاء والتعب مُكللاً بالآلام، وأكاليل الأمانة والاخلاص والشهادة الأمينة تتوج رأسه المبارك، وانتقل إلى حياة العدل الكامل فى يد ديان عادل محب البشر الصالح. والآن وقد انتهى كل شىء، فلا ننصرف فى الحزن والبكاء ولكن حانت ساعة العمل الجاد من أجل مصر. العدالة «ماعت» لن تموت على أرض مصر. وستحيا مصر بدماء شهدائها، فالحياة تعمل فى المصريين والموت يعمل فى الخائنين. لذلك أرجو:

«1» إيقاف البرامج التليفزيونية الفاسدة، وأقول الفاسدة التى تسبب التخلف، ونتبنى البرامج الثقافية التى يشرف عليها المثقفون والمفكرون والوطنيون المصريون. «2» إيقاف مهازل الصراعات المستفزة بين أندية الكرة المصرية. فما يحدث من صراعات بملايين الجنيهات بين أندية القمة يجب إيقافها تماماً. فالحياة يمكن أن تسير بدون كرة القدم. وإن لم تكن الرياضة وسيلة للتسلية والترفيه فلا داعى لها. «3» أود أن اسأل كل مسئول سواء كان وزيراً أم محافظاً أم شيخ الأزهر أم البطريرك أن يراعوا بقليل من الاهتمام المواطنين المصريين. أعتقد أن المواطن المصرى أصبح كالعبد الذى لا يجد من يعطف عليه ويحتضنه. الإهمال بجميع المقاييس الذى يحدث بالأزهر والكنيسة أيضاً. مشاكل يومية لا حصر لها، ولا توجد رؤية واضحة. ثم نتحدث عن الالحاد!! إن السبب الرئيسى للإلحاد هو تصرفات رجال الدين أنفسهم. أيها المسئولون ألم تستوعبوا الرسالة التى كثيراً ما رددها الرئيس السيسى: «إن هذا الشعب يريد من يحنو عليه»!! ما معنى المناهج التحريضية التى تتضمنها المقررات الدراسية بالأزهر؟ تلك التى أوجدت بيننا المتطرفين. ما معنى أن الكنيسة تسلم أولادها لأقسام الشرطة؟ ومجمع أساقفة الكنيسة يتبرأون من رهبان دير من الأديرة وينكرون الاعتراف به؟ والرحلات المكوكية فى الشرق والغرب يتحملها الشعب البسيط الذى دفعها من أجل الفقراء والمعوزين؟ ما معنى أن يترك رجال الدين أبناءهم يتخبطون فى مشاكلهم ولا يوجد من يستمع لهم بروح الأبوة؟ «4» علينا جميعاً أن نتعاون مع رجال الشرطة وأن نستمع إلى جميع الإرشادات بصدر رحب دون تذمر، لأن كل هذا ينصب فى صالح الأمن القومى، ولا نعطى فرصة للارهابيين أن يتسللوا بيننا ويدمروا حياتنا. إنها ساعة لنستيقظ من نوم الغفلة. «5» كل إنسان يكون أميناً فى عمله. يؤدى واجباته كما ينبغى، يترك حياة التواكل والكسل، يدافع عن الحق مهما كلفته حياته، فلا يوجد أفضل من أن يحيا الإنسان بمبادئ إنسانية سامية. «6» تطهير جميع مؤسسات الدولة من العناصر الفاسدة والمُخّربة، ولا نعطى أذناً صاغية لدعاة الدمار والتخريب فى الوطن، ولا نتجاوب معهم، ولا نستمع إلى أحاديثهم السلبية التى تحارب الوطن وتدمر أركانه. «7» الدستور ينص على الدولة العلمانية، كيف هذا ويوجد بيننا حزب دينى وهو حزب النور؟ إن السلفيين أشد خطراً من الإخوان المسلمين!! كيف يكون هذا والمسئولون يجتمعون بهم وتتم مناقشتهم ومحاوراتهم؟

انزعوا الخبيث من بينكم لتنقية الوطن.

أستاذ بكلية الهندسة - جامعة الإسكندرية