رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استهداف النائب العام رسالة خطيرة.. والجماعة ما زالت تحتفظ بعنصر المفاجأة

جريدة الدستور

مخطط حرق الوطن تسعى إليه جماعة الإخوان الإرهابية بالتعاون مع الجماعات التكفيرية المتشددة.. وتتعدد أدوات الجماعة وتنظيمها، فما بين تفجيرات ومحاولة اغتيال يدور مسلسلها، وسط صمود شعب مصر وقياداته التي تواجه بكل قوة براثن الإرهاب الأسود.
المستشار محمد حامد الجمل، رئيس مجلس الدولة الأسبق، والفقيه الدستوري، قال إن ارتكاب عناصر الجماعة هذه الجريمة، يدل على أن الجماعة لا تطور من تفكيرها وأساليبها، منذ عام 1928، وحتى الأربعينيات، مشيرًا إلى اغتيال هما النقراشي، والمستشار الخازندار في أربعينيات القرن الماضي.

وشدد " الجمل" على أن الجماعة لازالت تمتلك عنصر المفاجأة، ولازالت أجهزة الأمن عاجزة عن الاختراق الكامل للجماعة وعناصرها الإرهابية، ما يمكنها من القبض على ممولي ومخططي ومنفذي الجرائم قبل حدوثها، رغم الجهود التي تبذلها قوات الجيش الشرطة في هذا الشأن.
وشدد على ضرورة توفير عنصر المبادأة في أداء مؤسسات الدولة واختراق الجماعة السرية بأسرع ما يمكن، ورغم تحسن الوضع الأمني كثيرًا خلال العام الحالي، لكنه يحتاج إلى عمليات اختراق وجمع المعلومات والهجوم المفاجئ على عناصر العصابات الإرهابية.
وقال عبدالله فتحي، القائم بأعمال رئيس نادي قضاة مصر، إن استهداف النائب العام حلقة جديدة من سلسلة جرائم الجماعة الإرهابية، وأمر متوقع بعد استهداف القضاة، مؤكدًا أنه مهما بلغ حجم الجرائم التي يرتكبها الإرهاب، فهي لن تثني القضاة عن أداء رسالتهم ولن ترهبهم.

وأوضح أن هناك استهدافا للقضاء جميعا وليس النائب العام فقط، منذ تولى الإخوان الحكم، وبعد إقصائهم والدور الذي لعبه القضاة في إبعادهم عن المشهد، أدى إلى استهدافهم أكثر من ذي قبل.
وقال حسين عبدالرازق، القيادي بحزب التجمع، إن مثل هذه المحاولات حدثت في السابق واليوم وسوف تتكرر، كثير منها يفشل ويتم إجهاضه لكن مهما كانت إجراءات الأمن والحماية، فهي لا يمكن أن تصل إلى درجة مائة في المائة ولابد بين الحين والآخر، أن تنجح عملية إرهابية أو أخرى، خاصة وأن المنظمات مدعومة من أجهزة مخابرات في الخارج من دول عربية وأجنبية.
وأضاف أن الجريمة التي وقعت اليوم واستهدفت النائب العام تندرج في هذا الإطار، فلا يمكن للأمن، تفتيش كل عربية في الشارع فحوالي 80% من السيارات موجودة علي الأرصفة، فمن الصعب تفتيش ملايين السيارات، مطالبا بتحقيق تفصيلي في الحادث وإعلان المسئول عن العملية.
وأشار إلي أن الجماعة تهدف كل فترة إلى محاولة استهداف شخصيات كبيرة بحجم النائب العام، حتى يكون لها صدى كبير في الداخل والخارج، بالتالي مزيد من التمويل والدعم لهم.
ورأى يسري العزباوي، الباحث السياسي، أن محاولة الاغتيال متوقعة في ظل محاولات مستمرة من الجماعة لإحداث نوع من القلاقل وإرهاب الشعب المصري والتأكيد علي أن مصر لم تعد بمأمن من الجماعات الإرهابية.
وقال إن هذا الحادث يأتي متزامنا مع عدة عمليات شهدتها الكويت وتونس وفرنسا منذ يومين، واستمرار لسلسلة الإرهاب الإقليمي للتنظيمات الإرهابية، مشيرًا إلى أن هذه المحاولات من الممكن أن تؤثر علي الرئيس عبد الفتاح السيسي سياسيا، ولابد أن يتم النظر لهذه العمليات من هذه الزاوية.
وأوضح أن زرع القنابل هو أسلوب تنتهجه الذئاب المنفردة المنتمية للجماعة الإرهابية بشكل غير تنظيمي، واعتبرها رسالة لكل النظام بأنهم ليسوا بمأمن عن قنابل الجماعات الإرهابية، ومحاولة تخويف الشعب والمسئولين.
وطالب بتقوية أجهزة المعلومات وإيجاد حلول سياسية حقيقية للازمات المتتالية، خاصة وأن الحادث تزامن مع الاستعداد للاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، لذا فالأمر بشكل ما طبيعي ومتوقع.