رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عالم مومياوات" يكشف سبب عدم عبادة المصريين القدماء للحيوانات

ارشيفية
ارشيفية

أكد عالم المومياوات أحمد صالح، أن تحنيط الحيوانات في مصر القديمة، موضوع شهير جدًا في أواخر التاريخ الفرعوني؛ حيث بدأ في القرن الثامن قبل الميلاد، وانتهى مع دخول الرومان إلى مصر.

وأشار إلى أن المؤرخين الإغريق فهموا هذا الموضوع خطأً، معتقدين أن قدماء المصريين كانوا يعبدون الحيوانات، ولكنهم حنطوها بهدف تقديم النذور.

وقال صالح، اليوم، الجمعة، تعليقا له على الدراسة التي نشرت مؤخرا في مجلة "لايف ساينس" لجامعة كارديف البريطانية، التي كشفت عن العثور على سراديب لدفنات 8 ملايين كلب محنط في منطقة سقارة قدمها المصريون القدامى إلى إله التحنيط "أنوبيس"، الذي صور على هيئة الكلب الذئبي.

وأضاف أن الدليل على عدم عبادة المصريين للحيوانات؛ هو اختيارهم بقرة محددة تعبر عن صفة الحنان للإله، وأطلقوا عليها اسم الإله "حتحور"، بينما باقي الأبقار ذبحوها وأكلوا لحمها واستخدموها في الحقل، ونفس الأمر على الكلب الذي لابد أن يأخذ سمة "الكلب الذئبي" الذي تظهر فيه سمات الكلب والذئب وهو الإله "أنوبيس"، بينما باقي الكلاب استخدمت للحراسة وكنوع أليف يربى في المنازل.

وأشار إلى أنه بالنسبة لرقم 8 ملايين كلب محنط الذي ذكرته الدراسة، فهو رقم قد يكون مبالغا فيه، حيث لم تظهر الدراسة كيفية حساب هذا الرقم، ويبدو أنه "تقديري"، مؤكدا أهمية تلك الدراسة في كشفها عن كيفية تحنيط المصريين القدامى للكلب، والطرق المتبعة في تحنيطه، والمواد التي استخدمت في تلك العملية، بالإضافة إلى قيمة الحيوانات المحنطة وكيف استخدمها الكهنة وامتهنوها كتجارة.

وأوضح صالح، أن الدراسة كشفت كذلك عن وجود وحش بحري من الفصيلة التي تعيش في البحر المتوسط وعمره 45 مليون سنة، كما أوضحت أن المصريين ربما لم يلاحظوا بقايا ذلك الوحش في أرضية الدفنات، الأمر الذي قد يشير إلى أن الدلتا لم تكن موجودة من 45 مليون سنة لأن البحر المتوسط كان يطغى على المنطقة حتى جنوب سقارة وربما حتى الفيوم.

وأضاف أن أستاذ الآثار بجامعة كارديف بول نيكلوسون، تتبع من خلال دراسته الخريطة التي رسمها جاك دي مورجان عام 1897 وحدد بها سراديب لدفنات الكلاب في منطقة سقارة، ولكن الرمال دفنتها وزلزال مصر في عام 1992 أخفاها، مؤكدا أن تلك الدراسة هي الأولى والأعمق حول هذه الدفنات.

وتابع أن تلك الدفنات تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد وهي عبارة عن سرداب سفلي طويل يبلغ طوله 173 مترا، وأقصى عرض 140 مترًا، وقد وجدت بداخلها دفنات أخرى لحيوانات غير الكلاب مثل الصقور وأبي منجل والذئاب، ولكن 92% من الدفنات هي لكلاب.