رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

81 عامًا على ميلاد الفنانة القديرة "زهرة العلا"

زهرة العلا
زهرة العلا

تحل اليوم الذكرى الـ81 لميلاد واحدة من أعظم فنانات الكلاسيكيات المصرية في فترة الخمسينات والستينات، والتي امتد نشاطها الفني ليشمل السينما والمسرح، وحتى الإذاعة، عشقت الفن منذ طفولتها وبكت من أجله، ودخلت عالم السينما مصادفة، حتى أصبحت أيقونة للفن في جيلها، ويتطلع الجمهور لأعمالها بشغف بالغ، إنها الفنانة القديرة زهرة العلا.

ميلادها وطفولتها
ولدت الفنانة زهرة العلا محمد بكير رسمي في 10 يونيو 1934 في حي محرم بك بمدينة الإسكندرية، لعائلة متوسطة الحال، وكان لها 6 أشقاء، وعاشت طفولة بائسة حيث كان أبوها عاملًا، وكان كثير التنقل بسبب ظروف عمله، وعاشت فترة بها قبل أن تنتقل إلى مدينة المحلة الكبرى، لتعيش بها فترة ليست بالقصيرة، وتنتقل مرة أخرى منها إلى القاهرة.
مشوارها الفني
استمر مشوار زهرة العلا الفني قرابة الـ50 عامًا، وظهر اهتمامها بالفن منذ طفولتها، حيث أسست فرقة للتمثيل بالمدرسة، والتي حصلت على المركز الأول بإحدى المسابقات بين المدارس حينذاك، وكانت تشرف على الفرقة بشكل كامل، وحصلت بعد ذلك على وشجعها والدها على الاستمرار في التمثيل، فقدمها إلى صديقه يوسف وهبي، عميد المسرح العربي، وهي في عمر الـ13، ليرفض "وهبي" دخولها عالم الفن مرتين، الأولى خوفًا عليها، والثانية لصغر سنها، ما أدى لبكائها أول مرة عندما رفضها "وهبي، إلا أنه اكتشف موهبتها الفنية من خلال موهبتها في التقليد، وقدمت معه مسرحيات عديدة على مسرح رمسيس من أهمها "أولاد الفقراء"، لتعمل بعدها في مسرحه حوالي 3 سنوات، حصلت بعدها "زهرة" على دبلوم معهد الفنون المسرحية عام 1954، لتعمل بعدها في المسرح بشكل احترافي من خلال الانضمام إلى فرقة "زكي طليمات" وتؤدي من خلالها عدة عروض من أهمها "البخيل"، و"المريض بالوهم"، و"فتش عن المرأة"، و"حورية من المريخ"، و"بجماليون".

انتقلت "زهرة" من المسرح إلى السينما صدفة، حيث اصطدمت بالفنانة عزيزة أمير أثناء استعداها لأداء دورها في عرض "البخيل"، أحد عروض فرقة "زكي طليمات"، والتي اقتربت منها وهنأتها بعد انتهاء العرض وأخبرتها أنها تبحث عن ممثلة تؤدي دور فتاة تعاني من مرض عقلي في فيلمها الذي كانت تجهز له بعنوان "خدعني أبي"، حيث أدت أول أدوارها السينمائية، لتقدمها بعدها عزيزة في عدد كبير من الأفلام التي أنتجتها مثل "أمنت بالله" و"جميلة بوحريد"، ثم أسند إليها المخرج "حسن الإمام" أحد الأدوار في فيلم "أنا بنت ناس"، من بطولة فاتن حمامة، والذي تعرف عليها الجمهور من خلاله، لتنضم بعدها لفرقة "إسماعيل يس" وشاركته بطولة عدد من الأفلام، ومسرحية وحيدة بعد حل الفرقة وهي "حواء الساعة 12"، مع الفنان فؤاد المهندس والفنانة شويكار.

تخطى رصيد مشوار زهرة العلا الفني الـ170 عملًا ما بين مسرحي وسينمائي، وإذاعي، وعملت مع كبار فناني السينما المصرية خلالها، ومنهم إسماعيل يس، وفاتن حمامة، وصلاح ذو الفقار، وأحمد مظهر، وفاروق الفيشاوي، وكانت حاضرة في أغلب الأفلام الخالدة، ومن أهم أعمالها أفلام "الوسادة الخالية"، و"في بيتنا رجل"، و"سر طاقية الإخفاء"، و"حد السيف"، و"رد قلبي"، و"سيدة القصر" و"جميلة بوحريد"، والمسرحية الإذاعية "أربع مواقف مجنونة"، ومسلسل "إني راحلة" مع محمود مرسي، ومسلسل "على هامش السيرة" مع أحمد مظهر، وكان آخر أعمالها وهي في الرابعة والستين من عمرها في فيلم "أرض أرض" مع الفنان فاروق الفيشاوي والفنانة إلهام شاهين، عام 1991، وتعاملت خلالها مع العديد من المخرجين ومنهم صلاح أبو سيف وكمال الشيخ وحسن الإمام وهنري بركات وعاطف الطيب.

وكانت "زهرة العلا" اختفت فترة قبل فيلمها الأخير في حقبة التسعينات، حيث لم تشارك سوى في فيلمين فقط هما "حكاية لها العجب" و"بنت الباشا الوزير"، وذلك بسبب عدم ترشيحها لأي عمل بسبب المخرجين أو المنتجين، ورفضها دق باب أي منتج أو مخرج طلباً للعمل.

حياتها الشخصية
تزوجت زهرة العلا في بداية حياتها من المخرج والممثل صلاح ذو الفقار، سنة 1958، حيث تقاربا أثناء تصوير فيلم "رد قلبي"، وتزوجا، إلا أن زواجهما انتهى بعد عام تقريبًا، ليتحول إلى صداقة وثيقة، لتتزوج بعدها من المخرج حسن الصيفي، وعاشت معه قصة حب دامت أكثر من 40 عامًا وحتى رحيله عن الدنيا عام 2005، وأنجبت منه ابنتان هما "أمل" زوجة شقيق الفنانة "إلهام شاهين"، و"منال" التي توجهت للإخراج.

تكريمها ووفاتها
حصلت زهرة العلا في حياتها وبعد وفاتها على العديد من التكريمات، وكان آخرها تكريمها من "المركز الكاثوليكي"، سنة 2010، ضمن احتفالات عيد الأم، والذي لم تتمكن من حضوره بسبب مرضها الشديد، فتوجه إلى منزلها الأب بطرس دانيال ليسلمها التكريم في لفتة طيبة، وعانت من الشلل في أيامها الأخيرة، حتى توفيت يوم الأربعاء في 18 ديسمبر 2014، عن عمر يناهز الـ80 عامًا، وشيعت جنازتها من مسجد أبو المكارم بالقاهرة.