رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ميركل" من نادلة إلى أقوى امرأة في أوروبا

ميركل
ميركل

تنقلب موازين العالم.. وتتغير وتيرة الأحداث.. وتعاد صياغة الأفكار تجاه الجنس الناعم بشكل عام، رسمت ملامحه بعض السيدات أبت أن تسير في القافلة، عازمة أن تضع قدمها جنبا إلى جنب بجوار الرجل، وليس صفا ثانيا بنظرة متدنية.

رفعن شعار الحرية والكفاءة هي المقياس، وضعن أنفسهن في مقدمة نساء العالم، تفوقن على رجال ظنوا أنهم قادرون وحدهم على إدارة الحياة، متناسين وجود طرف آخر يمتلك الكثير، وقادر على تحقيق المستحيل.

المرأة الحديدية.. أقوى نساء العالم في عام 2011 وفقا لمجلة "فوربس"، ولمدة خمس سنوات متتالية تتربع على رأس هذه القائمة ودون كلل أو ملل تقدم المزيد، لتكون أول امرأة تتولى منصب المستشارة في ألمانيا منذ 22 نوفمبر 2005 وحتى الآن.

61 عامًا منذ ميلاد "أنجيلا ميركل" في 17 يوليو 1954، في مدينة هامبورج بشمال ألمانيا، وهي تتحدى نفسها لتصبح زعيمة الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أحد أبرز الأحزاب السياسية في ألمانيا، التي بدأتها مبكرا بتفوق دراسي لاسيما في اللغة الروسية والرياضيات، ودرست الفيزياء.

ولأن "ميركل" كانت تدرك أنه إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة، فإنك لن تصل إليها، فلم تر أي مشكلة في أن تعمل نادلة في حانة بينما كانت تدرس الفيزياء، وعملت بعدها في المركز الرئيسي للكيمياء الفيزيائية في أكاديمية العلوم في برلين حتى عام 1990، وبعد حصولها على الدكتوراة، عملت في مجال فيزياء الكم.

وتزوجت ميركل مرتين، إلا أنها تحمل لقب زوجها الأول "أولريش ميركل" رغم أن زواجهما لم يدم طويلا.

وقبل انهيار جمهورية ألمانيا الديمقراطية في أواخر الثمانينيات، نمى حسها السياسي، وأخذت تدعو لحرية سياسية أكثر لمواطني ألمانيا الشرقية، وانضمت لحزب نهضة الديمقراطية في عام 1989 في أول انتخابات حرة تجرى في البلاد، وأصبحت متحدثة باسم الحكومة المنتخبة.

انضمت بعد الوحدة الألمانية لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بعد إجراء أول انتخابات حرة في عام 1990، وأصبحت وزيرة لشئون المرأة والشباب تحت حكومة "هلموت كول" في الفترة من 1990 وحتى 1994، وكانت الصحافة الألمانية تسميها في ذلك الحين "فتاة كول" لقربها منه حزبيًا وفكريًا ولأنه قام بتشجيعها، وفي عام 1994 أصبحت وزيرة البيئة وحماية الطبيعة والأمان النووي من 1994 - 1998 أيضاً في حكومة هلموت كول.

بعد هزيمة كول في انتخابات عام 1998، أصبحت ميركل أمينة عامة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وبعد سلسلة من الفضائح المالية هزت الحزب، انتخبت في 10 أبريل 2000 كرئيسة للحزب.

وفي 22 نوفمبر 2005، أصبحت ميركل أول مستشارة لألمانيا، حينما انتخبها البرلمان الألماني بأغلبية، بعد أن فاز التحالف الذي قادته مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي ينتمي إليه المستشار السابق غيرهارد شرودر.

واتسمت سياستها بتسامح نسبي ومراعاة للطبقات الفقيرة والعاطلين عن العمل، كما أن خططها الإصلاحية في الاقتصاد تراعي الطبقات الفقيرة.

ومنذ 2009 تقود تحالفا مع الحزب الديمقراطي الحر، وحظيت في ألمانيا بشعبية لا مثيل لها منذ الحرب العالمية الثانية مع أكثر من 60% من المؤيدين لها.

وبعد ثماني سنوات على وصولها إلى سدة الحكم، حققت انتصارا تاريخيا في الانتخابات التشريعية التي جرت 2013 أبقاها على رأس المستشارية لولاية ثالثة، فكانت أول زعيمة أوروبية يعاد انتخابها منذ الأزمة المالية والاقتصادية التي عصفت بالاتحاد الأوروبي.

وتقديرا لدورها في سياسة ألمانيا، نالت أنجيلا ميركل الكثير من الجوائز وتقلدت العديد من الأوسمة، حيث اختارتها مجلة "فوربس" الاقتصادية الأمريكية لتكون في مركز الصدارة في لائحة أقوى امرأة في العالم للأعوام 2006 و2007 و2008 و2009 و2011.

وفي عام 2007 تسلمت جائزة ليو بيك، تقديرا لها على نشاطاتها الإنسانية وحرصها على دعم الجالية اليهودية في ألمانيا وتمتين العلاقات مع الدولة العبرية، كما منحتها الجامعة العبرية في القدس الدكتوراة الفخرية في الفلسفة.

وفي أغسطس 2008 حصلت على جائزة الناس في أوروبا، التي تمنح لشخصيات سياسية تساهم في بناء جسور التفاهم بين الشعوب وإحلال السلام، كما حصلت على وسام "جروس كرويتس" في 11 يناير 2008 من رئيس الدولة الألماني هورست كولر.

وحصلت في 1 مايو 2008 على جائزة شارلمان العالمية لمدينة أخن لجهودها في استمرار تنمية الاتحاد الأوروبي، وفي 17 مايو 2008 قلدها رئيس بيرو وسام الشمس.

وفي 25 يونيو 2009 حصلت على جائزة جسور الأطلسي، تقديراً على جهودها في خدمة العلاقات عبر الأطلسية.

وفي 2013 فازت بوسام التميز لأكثر الشخصيات تأثيرا في العالم، وفي 2014 فازت بوسام التميز لأكثر الشخصيات تأثيرا في العالم من قائمة الملوك والرؤساء وكبار السياسيين.