رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير ثقافة مصر


حسناً، استدعاء رئيس وزراء مصر لموظفة، أهانها وزير الثقافة التابعة له، إهانة عنصرية، تشملها، وتشمل كل من يشتركن معها فى الهيئة والصفة، التى لم تعجب الوزير، هو لا يريدها سمينة، وإنما يريدها، ومعها كل موظفاته رشيقات. فكان أن رفضت الموظفة كلام الوزير، وصعدته لوسائل الإعلام، وهددت برفع قضية ضد الوزير المتحرش، فى أول سابقة يواجهها وزير ثقافة مصرى، بعد محمد عبدالحميد رضوان الذى قاضاه الكاتب يوسف إدريس فى نهاية السبعينيات. للسيد رئيس الوزراء الشكر الجزيل، لأنه رد الاعتبار لموظفة، وكنا نتمنى أن يشملها رئيس الوزراء برعايته، ليقيها شر انتقام الوزير منها، وتصيد الأخطاء لها، كعادة مسئولينا الكبار مع موظفيهم. وقد مسح اعتذار رئيس الوزراء، باعتذاره للموظفة، مشكلة تتصاعد، وكانت بلاشك ستطيح بالوزير إن عاجلا أم آجلا، وأعتقد أنه لو حدث تعديل وزارى، فسيكون معالى الوزير أول ضحاياه.

ولا أعرف من أين جاء السيد بالقوة، ليقوم بالتفتيش على المتاحف، ومداعبة الموظفات، فهى ليست مهمته، ولا مهمته الصعود فوق أسطح المتاحف ليرى كراكيب المتاحف، هى مهمة مؤسسات أخرى تابعة لمكتبه، يمكنها أن ترصد له كل شىء، يريد الوزير أن يعرفه. كنا نتوقع أن يسأل الوزير عن مشكلة الكتاب فى مصر، ومشكلة قصور الثقافة، وما يصرخ منه الأدباء من سوء المنتج الثقافى، الذى يقدم بالإمكانيات المحدودة للوزارة. وبالرغم من أن السيد الوزيرلديه الوقت لتفقد حضور الموظفين وغيابهم وانصرافهم، إلا أن سيادته ليس لديه الوقت الكافى، لحضور مؤتمر ثقافى فى أى إقليم من الأقاليم الثقافية فى مصر. كما لم يجد لديه الوقت للاجتماع مع الأدباء للحوار معهم، والتعرف على مشاكلهم، وحلها، مشاكلهم مع النشر، مشاكلهم مع الندوات، مشاكلهم مع المنتج الثقافى. هناك قضية طرحها رئيس الجمهورية، وهى قضية تغيير وتطوير الخطاب الدينى، أين دور وزير الثقافة منها. هناك قضية للحجاب، آثارها مثقف كبير، ولقيت معارضة شديدة، أين دور وزارة الثقافة لتقول للناس إن المثقف يعبر عن رأيه فى مشكلة لا تخصه. هناك مشكلة للكتاب المصرى الذى كانت له الصدارة، وكان قوة مصر الناعمة بين الدول العربية، وكان سفيرها الذى تفتح له الأبواب المغلقة.

نريد للكتاب المصرى، أن يتقدم سفراء مصر لدى الدول الناطقة بالعربية ليقدم ثقافة عربية، وليتبوأ عرشه الذى تخلى عنه أمام كتب الخليج ولبنان والمغرب وتونس. وهناك أدباء، يتكففون معاشهم من اتحاد الكتاب، لا يزيد عن 150 جنيهاً، فى حين أن وزارة التضامن تقدم معاشات للعجزة والمحرومين لا تقل عن 300 جنيه. هناك مؤسسات ثقافية، ترهلت بموظفيها ولجانها ومؤتمراتها، وهناك حالات فساد متراكمة، وترسبت طبقات فوق طبقات، تحتاج لعلاج جذرى. وهناك إرهاب فكرى، وهناك تغييب عقل، وهناك حراك وحوار بين المثقفين والأزهر، أججه وزير الثقافة السابق، وتركه يستعر حتى اشتعل، واختفى وزير الثقافة السابق، وترك الجمر ملتهباً، مطلوب دور لوزير الثقافة يحتوى هذا الحراك وينميه ويخرج به لبر الأمان. نريد من وزير الثقافة أن يفتح أذنية للأدباء والكتاب والمثقفين، ليستمع لمشاكلهم ومعاناتهم مع هيئات الوزارة، فهم رجاله، وعدته وذخيرته، وهو جاء من أجلهم، هم وسيلته لنشر الثقافة والتطوير الثقافى بين الناس.

كاتب