رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيسي لرئيس أساقفة كانتربري: لا توجد لدينا أقليات مسيحية

جريدة الدستور

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد، بالسيد جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري بالمملكة المتحدة، وذلك بحضور نيافة المطران منير حنا، مطران الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية بمصر وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي، والدكتور سامي فوزي، عميد الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، وستيفن هيكي، القائم بأعمال سفارة المملكة المتحدة بالقاهرة.

وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، أن كبير أساقفة كانتربري استهل اللقاء بتقديم التعازي للرئيس السيسي في ضحايا الأعمال الإرهابية الآثمة، ولا سيما المصريين الذين تم اغتيالهم في ليبيا، وأشار إلى أنه يتابع أوضاع الأقليات المسيحية في منطقة الشرق الأوسط ويدرك عدداً من الأخطار التي يواجهونها لاسيما في الدول التي تشهد اضطرابات مسلحة.

من جانبه، وجه الرئيس الشكر لرئيس أساقفة كانتربري، منوها إلى أن مصر لا توجد بها أقلية مسيحية، فالمسيحيون مواطنون مصريون لهم كل الحقوق وعليهم كافة الواجبات إزاء الوطن، مشيرًا إلى أن مصر الجديدة تحرص على تقديم خطاب للإنسانية يعبر عن قيمة المشاركة والعدالة والتعاون وقبول الآخر، وهي القيم التي حث عليها الإسلام وأوصى بالتعامل بها.

وأشاد الرئيس بدور ووطنية الكنيسة المصرية، منوهًا إلى أهمية ثقافة التعدد في شتى مناحي الحياة باعتبارها سُنة كونية، فضلا عن كونها إثراءً للحياة الإنسانية.

وأشاد "ويلبي" بدعوة الرئيس السيسي لتجديد الخطاب الديني وتصويب المفاهيم المغلوطة، مؤكدًا أن هذه الدعوة تساهم بفاعلية في التقريب بين الناس ومواجهة أحداث العنف والطائفية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، واستعرض في هذا الصدد عددًا من الجهود التي تبذلها أسقفية "كانتربري" للحوار بين الأديان والجمع بين القيادات الدينية، للتشجيع على مزيد من التقارب وزيادة التفاهم.

وأضاف السفير علاء يوسف، أن الرئيس السيسي شدد على أن عملية تصويب وتجديد الخطاب الديني يتعين أن تتم في إطار الدولة بما يضمن إيكالها إلى المتخصصين، ولاسيما في الأزهر الشريف باعتباره منارة للإسلام المعتدل، وأن تُجرى في إطار شامل يتفاعل مع النفس الإنسانية ومنطق التفكير، مشيرا إلى أن عملية تصويب وتجديد الخطاب الديني ستستغرق وقتا طويلا، ولا يتعين خلالها المساس بثوابت العقيدة وأصول الدين.

وأضاف الرئيس أن هناك عددا من العوامل التي تتضافر معًا لإنتاج الإرهاب والفكر المتطرف ومن بينها الجهل والفقر والخطاب الديني السيئ، فضلاً عن الانغلاق على الذات ورفض التعرف على ثقافة الآخر، ومن ثم فإنه من الأهمية بمكان أن تتم إتاحة الفرصة للشباب المصريين للدراسة في الجامعات الغربية، ليس فقط للاستفادة من الإمكانيات التعليمية والتقنية، ولكن للانفتاح على الآخر وتفهم العقليات المغايرة واستيعابها. 
وفي ذات السياق، أشار الرئيس إلى أهمية دمج المسلمين المقيمين في الدول الغربية في تلك المجتمعات بما يساعدهم على أن يكونوا أكثر انفتاحا وتسامحا وقبولا للآخر.

من جانبه، استعرض مطران الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية بمصر وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي البرامج التي يتم تنفيذها بين الأزهر الشريف والكنيسة الإنجيلية، ما يساهم في توفير حالة من التوافق والتعرف عن قرب عن القيم الحياتية للإسلام والمسيحية.