رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زينة هى قضية ضمير وطن


صرخة الطفلة المصرية زينة أثناء سقوطها لاتزال ترن فى أذنى، لحظة الرعب فى عينيها اثناء الاعتداء عليها من قبل ذئاب بشرية بلا آدمية فى سطح المبنى الذى تسكنه مع أمها لا تزال ماثلة أمام عينى كأنها حدثت بالأمس، وفاتها أدمت قلبى، وقلوب كل أم مصرية، هذه الجريمة لم يعاقب عليها الجناة،

أنا هنا أتحدث عن القصاص وأهميته فى بناء دولة جديدة يتم التأسيس لها، أتحدث عن دولة قانون نطالب بتطبيقه، أتحدث عن جريمة مروعة حدثت بالفعل وعلى مسمع ومرأى من الشعب المصرى، وكان ينبغى أن نأخذ بالقصاص لها، صورة زينة وملامحها الجميلة نعرفها جميعاً، ليست زينة إبنة لأمها فقط، لكنها إبنة لكل قلب رحيم فى مصر، لكل مصرى شريف ومخلص لمصر الوطن.

لقد كتبت فى نفس هذا المكان مقالاً أطالب فيه بأقصى عقوبة لمن ارتكب جريمة الاعتداء على زينة، ثم إلقاءها من فوق المبنى لتفارق الحياة، وستظل أمها تعيش بحسرتها وبحزن عيمق لن يخف أو يقل مهما مرت الأيام، وبألم جرح لن يندمل..

لكن المصيبة الكبرى هو ان المجتمع المصرى بأكمله فوجئ بصور مستفزة وبفعل إجرامى آخر حدث وكأنه لطمة على وجه كل أم مصرية لها قلب ومحبة لهذا الوطن الجريح، الذى يتعرض لمؤامرة دولية خسيسة، فوجئنا بأن قامت جمعية مجهولة الهوية والهوى تكرم أم المجرم الذى قتل الطفلة زينة باعتبارها أماً مثالية، وتم تداول صورة خليعة لامرأة ترتدى علم أمريكا وبجانبها زميلة لها تخرج لسانها للمصريين جميعاً فى صورة يندى لها جبين أى مسئول أو أى مصرى غيور على وطنه وعلى بنات مصر، بناتنا جميعاً.

إن زينة قد أصبحت قضية لا تخص أمها فقط، لكنها قضية ضمير وطن، وضمير مسئولين، وأطالب د. غادة والى بضروره إدانه تكريم أم مجرم ترتدى العلم الأمريكى كأنها تتبرأ من جنسيتها، وكأنها تريد أن تقول للشعب المصرى كله موتوا بغيظكم، فالمجرمان فى أحسن حال، وأم المجرم الأول أقصد أحد الذئبين اللذين قتلا زينة تم تكريمها كأم مثالية، وهنا تكمن قمة مآسى مصر الكثيرة، التى اختلطت فيها المعانى وانتشر فيها المجرمون والبلطجية، وغاب فيها الردع الضرورى الذى لطالما طالبت به للجرائم والعنف، ولكن يبدو أن الردع لن يتم بالشكل المطلوب لتوفير الأمان لمصر العظيمة، أتصور أن وراء تكريم ام المجرم أيادى ملوثة تشارك فى هدم القيم المصرية الأصيلة التى قام عليها المجتمع المصرى، ويحاول العملاء والخونة والبلطجية هدمه وزعزعة استقراره.

إن دماء زينة لا ينبغى أن تذهب هباء، وإلا ستتكرر الجرائم ويتكرر الاعتداء على أطفال مصر، وليس من المقبول أو المعقول أن يتم تكريم أم ذئب بشرى على مرأى من الشعب المصرى، إنها جريمة أخرى لا يصح أن تترك هكذا،، دون حساب، لابد أن نعرف تفاصيل عن هذه الجمعية التى أقدمت على فعل فاضح ومستفز للرأى العام.

لابد أن يكون هناك حساب وجزاء لكل القتلة والمجرمين.

وأطالب مرة أخرى بالقصاص لدماء الطفلة الجميلة المصرية زينة، حق زينة لابد أن يعود فى دولة تبنى نفسها على أسس سليمة، وعلى أساس حماية حقوق الطفل المصرى ورعايته، فهنا دور الدولة، وهنا لابد من تصحيح الأوضاع المغلوطة، ولهذا لابد من وقفة للتحقيق فيما يجرى ضد الطفولة المصرية