رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى رحيل عاِلم آثار جليل


فى صباح الأربعاء 18 مارس 2015 رحل عن عالمنا عالم الآثار المصرية الجليل الأستاذ الدكتور فرنسيس عبدالملك غطاس، وفى نفس الوقت هو عمى الذى أعتز ببنوتى له كما كان صديقى المحبوب. وُلد فى 28 أغسطس 1928. حصل على ليسانس آداب «قسم الآثار القديمة» بجامعة الإسكندرية عام 1954، ودكتوراه فى الآثار المصرية القديمة من جامعة جوتنجن بألمانيا عام 1968، وهناك كانت حفاوة أستاذه به عظيمة عندما علم أنه شقيق خبير الآثار المصرية الأستاذ بديع عبدالملك «1908 – 1979» الذى نفذ رسومات معبد دندرة فى خمسة مجلدات من القطع الكبير. فور عودته من البعثة الدراسية بألمانيا أقام فى ضاحية الزيتون بالقاهرة بشارع طومانباى، ثم انتقل بعد ذلك مع أسرته واستقر بضاحية مصر الجديدة «بجوار نادى الشمس». عمل مفتشاً بآثار مصر الوسطى «سوهاج، أسيوط، المنيا».

كانت الخطوة الأولى التى تمت لتنفيذ مشروع إنقاذ آثار النوبة فى عام 1959 هى إنشاء مركز تسجيل الآثار عام 1955. وكان من بين الذين عملوا فى هذا المركز: الأستاذ الدكتور محمد جمال الدين مختار «1918 – 1998» وكيل وزارة الثقافة ومدير مركز تسجيل الآثار ثم رئيس هيئة الآثار المصرية فيما بعد، د. كريستين نوبلكور «1914 – 2011» عالمة المصريات الفرنسية ومستشارة اليونسكو، ومعهم د. فرنسيس عبدالملك الباحث بالمركز. شغل وظيفة أستاذ ورئيس قسم التاريخ القديم بكلية الآداب جامعة المنصورة عام 1979، أستاذ زائر للتاريخ القديم والشرق الأدنى بجامعة صنعاء عام 1978، أستاذ زائر بكلية التربية بجامعة بغداد عامى 1982، 1983.

وهنا أسجل شهادة أحد خريجى قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة المنصورة وهو د. عماد هلال فيقول: «كان د. فرنسيس عبدالملك يقوم بتدريس مقرر مصر الفرعونية وكان مقرراً صعباً، فالمقرر ملىء بالمصطلحات الغريبة والنصوص الهيروغليفية ووصف للمعابد ويطغى على المقرر الجانب الأثرى أكثر من التاريخى حيث كان د. فرنسيس عبدالملك متخصصًا فى الآثار الفرعونية». أيضاً كان الراهب الأب متى المسكين «1919 – 2006» أب رهبان دير القديس أنبا مقار بوادى النطرون قد طلب منه أن يقوم بتدريس اللغة الهيروغليفية لرهبان الدير، فكان يتوجه إلى الدير كل يوم خميس ويقوم بتدريس المقرر لرهبان الدير ثم يعود إلى القاهرة يوم الجمعة، وكانت تربطه صلة قرابة بالأب متى المسكين.مثّل مصر فى العديد من المؤتمرات الدولية: مؤتمر الآثار الشرقية بجامعة أكسفورد عام 1988، ومؤتمر اللغات القديمة بالمجر عام 1988. عضو مجلس إدارة المتحف القبطى بالقاهرة، قام بالعديد من الحفائر الأثرية: فقد اشترك عام 1958مع البعثة الفرنسية برئاسة عالم الآثار الفرنسى «سونرون» فى حفائر إسنا غرب التى كشفت عن مقبرة من العصر القبطى، كما شارك فى حفائر مصلحة الآثار المصرية بمنطقة «تونا الجبل» تحت إشراف الأستاذ الدكتور سامى جبره، وحفائر جامعة المنصورة بمنطقة «تل البلامون» بمحافظة الدقهلية عام 1979 التى نشرتها جامعة أكسفورد عام 1988. بعد فترة قضاها فى أمراض الشيخوخة، رحل وهويبلغ من العمر 87 عاماً، ودُفن بمقابر الأسرة بالإسكندرية.