رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فايننشال تايمز: تركيا على طريق الدولة البوليسية

أردوغان
أردوغان

رأت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية اليوم، الثلاثاء، أن قبضة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على السلطة تقوض السمعة العالمية لهذا البلد.

وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي الذي بثته على موقعها الإلكتروني إن أردوغان يظهر القليل من التريث وضبط النفس وهو يحول تركيا إلى دولة استبدادية مبنية حول شخصه.

فعلى مدى السنوات الأخيرة، قلص أردوغان الحرية الديمقراطية والتعددية في بلده، بتقييد وسائل الإعلام وتضييق الخناق على المتظاهرين وتقويض السلطة القضائية المستقلة.

وأضافت أن أردوغان منذ انتخابه رئيسا للدولة منذ ستة أشهر، قد أخذ هذه المسحة شديدة القسوة إلى مستوى جديد وهو يستهل تركيز سلطته الشخصية. وإذا سمح له بالذهاب إلى أبعد من ذلك بكثير، فإن تركيا لن تمتلك بعد الآن المعايير الأساسية المطلوبة في دولة ديمقراطية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ عام 2011، قام حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان باتخاذ العديد من الإجراءات لكبح الحريات الشخصية حتى أصبح من الصعب التمييز بين حملة قمعية والحملة التالية لها. ولكن مشروع القانون سيعرض على البرلمان في الأيام القليلة القادمة يعطي الشرطة صلاحيات جديدة واسعة، وهو مدعاة للقلق.

وتابعت الصحيفة أن مشروع القانون الجديد ينص على توسيع حقوق الشرطة التركية في استخدام الأسلحة النارية والسماح لها بتفتيش الأفراد أو السيارات دون الحصول على إذن من المحكمة، كما باستطاعتها احتجاز أي شخص لمدة 48 ساعة دون الحصول على تصريح مسبق من النيابة، وبهذا يحتمل أن يواجه المتظاهرون الذين يغطون وجوههم بأقنعة أو كوفيات خلال التظاهرات العنيفة عقوبة بالسجن لمدة 4 أعوام. وتقول الأحزاب المعارضة إنه في حال إقرار مشروع هذا القانون، فإنه سيكون بمثابة خطوة حاسمة تجاه تحول تركيا إلى دولة بوليسية.

ورأت الصحيفة أن ما يدعو للقلق ليس فقط تفاصيل القانون بل توقيته أيضا، الذي يأتي قبل أشهر من الانتخابات البرلمانية التركية التي ستجري في يونيو المقبل، التي لم يخف أردوغان أنه يريد أن يحصل فيها حزب العدالة والتنمية على أغلبية كبيرة بدرجة تمكنه من تنفيذ تعديلات دستورية تحول البلد إلى نظام رئاسي.

ولفتت الصحيفة إلى أن استبداد السيد أردوغان يضر تركيا بعدة طرق. فهو يقوض سمعتها كدولة ديمقراطية يمكن أن تحاكيها دول أخرى في المنطقة. فقبل خمس سنوات، أعلن الرئيس باراك أوباما أن الولايات المتحدة وتركيا تمثلان "شراكة نموذجية" تؤمن بقيم مشتركة، وقد سخر السيد أردوغان من هذا البيان.

ورأت الصحيفة أن الطريقة التي يكرس بها أردوغان سلطته ويقيد بها الحريات الداخلية يجعله مشابها على نحو متزايد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالتشديد على أن اهمية تركيا استراتيجيا أكبر بكثير من إمكانية إهمالها وتجاهلها؛ ولكن في ظل حكم السيد أردوغان، فإن دورها الدولي ينكمش، وتخيم الظلال على آفاقها الاقتصادية ويتضاءل سكانها النابضون بالحياة تحت ظله.