رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التدين المغشوش.. ومقاييس الفرنجة «4»


تصدرت مصر منذ 5 أعوام قائمة المجتمعات التى تولى أهمية كبيرة للدين، وذلك فى استطلاع للرأى شمل 143 دولة. وأظهر الاستطلاع، الذى أجراه معهد جالوب الأمريكى، أن نسبة التدين فى مصر بلغت ما يقارب 100٪ ممن شملهم الاستطلاع بينما تفاوتت نسبة التدين فى دول عربية أخرى لتصل فى لبنان مثلا إلى 86٪. ويرى القائمون على الاستطلاع أن القاسم المشترك بين المجتمعات الأكثر تديناً هو الأوضاع الاقتصادية، حيث تشير نتائج الاستطلاع إلى أن ثمانية من أصل 11 دولة الأكثر تديناً حول العالم هى من الدول الفقيرة. بينما الدول الأقل تديناً فى القائمة هى دول غنية ومنها السويد واليابان. شارك فى الاستطلاع 1000 شخص من كل دولة وأجرى بين 2006 و2008. هل تعتقد أن التدين فى مصر ودول عربية أخرى أصبح بالفعل ظاهرة واضحة؟ هل أنت كفرد أصبحت أكثر تمسكاً بدينك؟ لماذا ؟ ما العوامل التى تتحكم فى درجة تدينك؟ ولأننا لم نتعود أن نجالس الناس لنستمع منهم، ونعرف رأيهم فى كل ما يمر بالبلاد والعباد من ظواهر إيجابية كانت أو سلبية، فقد رأيت اختيار نماذج من تعليقات القراء حول نتائج استطلاع معهد جالوب والتى دونوها على مواقع الإنترنت.. قالوا نصاً دون تدخل، أو تغيير لطبيعة حروفهم التلقائية:

يجب أن تقولوا الدول الأكثر (تظاهراً) بالتدين.. سيكون أصح.. التدّين هو الحياة وترك الدين مصيبة، وأهل الدين هم السعداء ومن يقول إن هناك غير متدين سعيد فهو كاذب..أتفق مع كثير من الآراء القائلة بأن تدين أغلبية الشعب المصرى هو تدين ظاهرى فقط ولكن بالنظر إلى طبيعة الحياة اليومية والإعلام المخرب الموجه إلى عقول الشباب المصرى لإفسادها، فالمصريون لم ينزلقوا للتحلل من دينهم بعد. كلى ثقة بأن بالإمكان أن يكون التدين فى مصر ظاهرياً وداخلياً.. هذا الاستبيان فيه خبث لماذا لأنهم يريدون أن يقولوا للعالم إن مصر الأكثر تديناً هى أيضاً الأكثر تخلفاً سياسياً واقتصادياً وكأن التخلف والمشاكل التى فى مصر مرتبطة بالتدين، لذا أقول إن نسبة التدين الحقيقية فى مصر لا تصل إلى حتى 60% فالدين يجب أن يجعلنا فى مصاف الدول المتقدمة وليس فى ذيل البشرية.

للدين تأثير كبير فى الأفراد والمجتمعات، قد يؤثر الدين فى تصرفات فرد ما لكن من المفترض أن يحث الدين الفرد على الأخلاق الحميدة ولكن متى رأى الفرد أن الدين همه الشاغل جمع أفراد ليغزو المجتمع ليتحكم فيهم.. التدين منتشر فى الدول الفقيرة نتيجة لسوء الأحوال المعيشية ولكن ليس كظاهرة دينية ولكن كظاهرة سياسية، فالفساد الذى تعانى منه الشعوب، ومن الفشل الذريع فى التنمية جعل الإنسان العربى يلوذ بالتدين إما لمناصرة جهات إسلامية يعتقد بأن فيها الخلاص أو الهروب إلى الله طلباً للنجاة من قساوة الحياة وظلم أخيه الإنسان كما أن هذا التخلف الذى أصاب الأمة يدفع بالمواطن العربى للبحث عن هوية فلا يجدها إلا فى الدين والتدين.. وللكلام بقية.

■ كاتب