رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر أبو مصعب الزرقاوى الذى تريد أن تعرفه "داعش"..

حكاية "ساجدة الريشاوي".. من النشأة إلى "احتراف" الإرهاب

ساجدة الريشاوي
ساجدة الريشاوي

"ثلاثة عصافير" أرادت داعش صيدها بطلبها استبدال الإرهابية "ساجدة الريشاوي" قبل إعدامها بالرهينة اليابانية، والطيار الأردني اللذين غدرا بهما التنظيم بعد رفض اليابان والأردن الإصغاء للتهديد.
العصفور الأول: إثبات أن داعش ليس تنظيما إرهابيا ولكن دولة خلافة أسلامية تستبدل الأسرى مع دول أخرى. 
والثاني: "أن ساجدة من عائلة لها باع طويل وقيادية في تنظيم القاعدة، إذ أن أخيها سامر الريشاوي الذي قُتل في العراق، كان الذراع الأيمن لأبي مصعب الزرقاوي، كما أن زوج أختها كان أردنيًا ومن قيادات القاعد في بلاد الرافدين في ذلك الوقت، قبل أن يقتل عام 2004 في أحد المعارك مع القوات الأمريكية.
العصفور الثالث: هو الوصول إلى تفاصيل هامة تعرفها ساجدة عن "أبو مصعب الزرقاوي" لقربها هي وعائلتها منه وخاصة أن هناك العديد من الأسرار لم تكشف عنه؛ فهي احتكت بقيادة القاعدة في العراق بين عامي 2003 و2005 نتيجة صلة القرابة بينها وبين قيادات أردنية في التنظيم، حتى أنها التقت بالزرقاوي كثيرًا.

ساجدة مبارك عطروس الريشاوي المولودة في 1965.. عراقية جندها زوجها للقيام بعملية انتحارية في فندق راديسون في عمان بالأردن في 2005، لكنها لم تفجر حزامها الناسف وهربت.

الريشاوي، كانت اجتازت في نوفمبر من عام 2004 الحدود "الأردنية – العراقية" برفقة زوجها علي حسين الشمري، منفذ تفجير "راديسون ساس" بحجة العلاج في الأردن فهي عروس عقيمة تبحث عن طفل تمضي معه حياتها وهكذا رُسم المخطط الإرهابي لتفجير فنادق عما، ودخلت إلى فرح أشرف الدعاس وزوجته بالفندق بحجة رغبتها بحضور عرس أردني.

وفي التحقيقات معها أنكرت؛ مدعية أنها لم ترد قتل أحد وأن زوجها علي حسين علي الشمري أجبرها على القيام بالعملية. رغم أنها في الجلسة الأولى للمحكمة وعندما طلب رئيس المحكمة قراءة الفاتحة على روح شهداء عمان صمتت ولم ترض أن تقرأها.. واستغرقت محاكمة ساجدة الريشاوي نحو نصف ساعة فقط، وعلى الرغم من تصنيفها كمختلة عقليا!؛ إلا أن القضاء الأردني حكم عليها بالإعدام وتم تجميد تنفذ الحكم لكونها لم تسبب في قتل أحد وبسبب أن لديها 3 أطفال صغار السن يعيشون مع أقرباءها.. وساجدة الريشاوي شقيقة سامر مبارك عتروس الريشاوي أحد مساعدي ابو مصعب الزرقاوي وقيادي في تنظيم التوحيد والجهاد وأحد قادة معركة الفلوجة الأولى وهو ضابط بالجيش العراقي السابق وقد قتل في معركة الفلوجة الثانية. 
وقد قتل أيضا شقيقان آخران لساجدة الريشاوي هما عمار الريشاوي وياسر الريشاوي في الرمادي واعتقلت القوات الامريكية ابيها مبارك الريشاوي وتوفي في المعتقل وهي أيضا بنت عم عبد الستار ابو ريشة الرجل العشائري الشهير وقريبة سعدون جوبر الدليمي وزير الدفاع العراقي حين ذاك ؛وكانت سلطات الأمن الاردنية قد القت القبض في بيت شقيقتها (زوجة محمد عربيات)، ظهرت ساجدة الريشاوي على التلفزيون الأردني وعلى بطنها حزام ناسف.

وبدأ مشوار ساجدة مع الارهاب بعد مقتل اخيها امير تنظيم القاعدة في الانبار "سامر" الذراع الايمن لزعيم تنظيم الجهاد والتوحيد في العراق ابو مصعب الزرقاوي، اضافة الى مقتل اخويها عمار وياسر من قبل القوات الامريكية عام 2003.
انضمت الريشاوي الى التنظيم بعد ان ابدت رغبتها بالمشاركة في تنفيذ عملية عسكرية انتقاما لاخيها سامر بعد ان علم ابن عمها نهاد رغبتها من شقيقها ياسر قبل قتله، جلس معها نهاد وسمع منها وخطط لتكون جزءا من عملية عسكرية للتنظيم في الاردن.

في احد منازل الانبار حرر عقد زواج للريشاوي والشمرى، ورافقهم وقتها منفذي التفجيرات صفاء ورواد من الجنسية العراقية، وحفظت الريشاوي ما ستقوله لرجال الامن الاردنيين على الحدود "انا عقيمة جيت اتعالج بالاردن عشان يصير عندي ولد". 
دربت ساجدة الريشاوي خلال اقامتها في شقة مفروشة بمنطقة تلاع العلي على يد زوجها الذي اطلعها على مخطط تنفيذ العملية العسكرية في فندق الراديسون وكيفية سحب حلقات التفجير المثبتة على يديها والضغط عليها.
في يوم التنفيذ دخلت ساجدة الفندق أثناء الزفة العروس، واعتلى زوجها طاولة وصرخ في اعلى صوته "الله اكبر" وظلت ساجدة بين اهل العروسين تحاول تفجير حزامها الا ان خللا في الصاعق حال دون حدوث التفجير، وهربت من الفندق مع الناجين، حيث ذهبت الى مدينة السلط وهناك بحثت عن منزل "نضال محمد عربيات" زوج شقيقتها الخبير العسكري في تنظيم القاعدة والذي قتل هو الاخر في العراق، واقامت في منزل عائلة عربيات بعد ان تحججت بانها حضرت للعلاج في الاردن.
ثم كشف امرها بسبب "صندوق رمان" موضع تحت سريرها، وعندما حاول حماة أختها إحضاره اكتشف الى جواره وجود الحزام الناسف وعلى اثره تم ابلاغ الاجهزة الامنية واحيلت الى محكمة امن الدولة.

البعض اعتبر أن عملية التفجير هى عمل أرهابى فقط ولكن هناك من كان يرى أن المقصود به كان المخرج العالمى مصطفى العقاد الذى أغتيل فى هذا الانفجار عن عمر ناهز 68 عاما ليموت أبرز السينمائيين الذين ناصروا فكرة الإسلام، على يد تنظيم القاعدة الإرهابى.قتل مصطفى العقاد وابنته ضمن ضحايا الانفجار الذى تم لحظة وجود العقاد فى بهو الفندق. 
بعد العمل الرهابى أصدر تنظيم «القاعدة» بيان أكد فيه ان ثلاثة رجال من العراقيين من كتيبة «البراء بن مالك»، نفذوا التفجيرات ومعهم امرأة زوجت أحدهم.
قتل صاحب المشروع الحضاري المحارب لتعميم الصورة النمطية التي أرساها الاعلام الغربي الصهيوني عن العرب والمسلمين وهذا المشروع كانت ارهاصاته الاولى - عمر المختار والرسالة وكانت جعبة العقاد الفنية طموحة ومليئة بمشروعات فنية رائعة لنصرة العرب والاسلام .. وقتل العقاد كان بمثابة توجيه عدة رسائل من أبرزها أن الاسلام الذي دافعت عنه وقدمته بصورة حضارية هذه هي حقيقته وهانحن نضربك بالسلاح الذي حملته وكنت تعتقد أنك تدافع عنه، وبالتالي تستكمل الكذبة الكبرى التي يروجها الاعلام الامريكي والصهيوني حول حقيقة العرب والمسلمين، وقيل أن حكومة بوش إصدرت أمرا باغتيال المخرج مصطفى العقاد على يد العميل أبو مصعب الزرقاوي ليقوم بدوره بتجنيد الجهلة المتطرفين لتفجير فنادق في عمان بدعوى الكفر، ولكن الحقيقة ان الهدف كان اغتيال مصطفى العقاد الأميركي الجنسية بأمر من حكومة بوش.فمنذ التسعينيات من القرن الماضي، بدأت أجهزة الأمن في أمريكا والدول الحليفة لها في معظم دول العالم بزرع أجهزة مراقبة وتنصت في أجسام السجناء والمعتقلين من دون معرفتهم .وبذلك، زرعت أجهزة في جسم الزرقاوي؛ أي انه مراقب على مدار الساعة وهو يقوم بالقتال، لذلك كل ماقام به الزرقاوي تأجيج لحرب أهلية في العراق بين السنة والشيعة بأوامر صدرت من السي أي إيه وكان يقوم بتجنيد المتطرفين الجهلة المساكين لتفجير أنفسهم لتأجيج الحرب الأهلية في العراق ضد الشيعة.. وبعد أن قام الزرقاوي بإتمام مهمته الرئيسية وهي تأجيج الحرب الأهلية في العراق حدث أمر مخطط له ولكن لم يتوقعه الزرقاوي وهو اغتياله من قبل السي أيه إيه وذلك لمنع أية شكوك قد تذهب باتجاه أمريكا بأنها المسئولة عن تأجيج الحرب الأهلية في العراق.. الطريف أن أعتقال ساجدة جاء نتيجة خطأ قام به أبو مصعب الزرقاوي حين إعلانه في بيانه بشبكة الإنترنت أن سيدة كانت من بين منفذي تفجيرات الفنادق، وقال انها أصرت على ان ترافق زوجها الى "الجنة" بإصرارها على تفجير نفسها في فندق "الديز إن" لانه أعتقد أنه قتلت فى التفجيرات، وهو ما لم تجد عمان عليه دليلا ملموسا له؛ لا من إفادات شهود العيان ولا من الأشلاء التي جمعت لأجساد الانتحاريين، قبل ان تتركز توجهات المحققين لوجود سيدة مجهولة وطليقة في عمان تتحين الظرف المناسب للهرب، ولم تفلح في ان تكون مع الانتحاريين وقت الهجوم. 
ثم جاء إبلاغ حماي أختها عنها عند اكتشاف الحزام الناسف بمثابة الحلقة المفقودة فى بيان الزرقاوى.

ظلت ساجدة في سجن النساء بمركز تأهيل الجويدة اعتادت أن تكون معزولة عن الاخريات، فلا تحب الاختلاط مع باقي النزيلات.. وبعد عشر سنوات عادت "ساجدة" الى تصدر الصفحات الاولى والاهتمام الاعلامي مع سقوط طائرة الطيار معاذ الكساسبة في ديسمبر الماضي 2014 بنهر الفرات في سوريا ليقع اسيرا بيد داعش أعقبها اقتراحات اطلقها التيار السلفي الجهادي للوساطة والتفاوض باطلاق صراحه مع سراح الرهينة الياباني كينجي توجو المختطف في سوريا بالتبادل مع الريشاوي والعراقي زياد الكربولي المحكوم بالاعدام لقتل السائق الاردني الدسوقي في منطقة طريبيل الحدودية.