"واشنطن تايمز": تصاعد العنف في اليمن يقوض العمليات العسكرية الأمريكية ضد القاعدة

رأت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، أن تصاعد أعمال العنف في اليمن يقوض العمليات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي أعلن مسئوليته عن الهجوم الإرهابي على مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، وهو ما أضفى مزيدا من التعقيد في أعقاب الهجوم الشائك الذي وقع في قلب أوروبا.

وقالت الصحيفة الأمريكية في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء، إن اليمن يقترب من هاوية الدولة الفاشلة وسط أعمال العنف التي تجتاح البلاد في الوقت الذي يعيد فيه مسئولو مكافحة الإرهاب الأمريكيين والأوروبيين والعرب تركيز اهتمامهم على اليمن الذي يحتل موقعا استراتيجيا على الخليج العربي والذي تلقى فيه التدريب واحد على الأقل من المسلحين المسئولين عن هجوم باريس هذا الشهر والذي راح ضحيته 12 شخصا.

وذكرت الصحيفة أن المتشددين الشيعة استولوا على القصر الرئاسي للرئيس عبد ربه منصور هادي في صنعاء أمس الثلاثاء في سباق فرض النفوذ ضد الفصائل المسلحة الأخرى في اليمن، والتي تشمل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يسيطر بالفعل على الأراضي الرئيسية في جنوب البلاد.

ويقول مسئولون أمريكيون، إن الحوثيين الشيعة لم يفرضوا سيطرتهم الكاملة، ولكنهم أقروا أن الحكومة اليمنية التي يترأسها هادي - وهو حليف رئيسي في الحرب ضد القاعدة – تصب تركيزها الآن على الحفاظ على قوتها أكثر من التركيز على شن عمليات ضد القاعدة.

وتظهر أعمال العنف التي تعصف بالبلاد أيضا نقاط ضعف محتملة في نهج الإدارة الأمريكية الشاملة لمكافحة الإرهاب.
 فقد روج الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليمن على أنها نموذج للاستراتيجيات الامريكية الفعالة لمكافحة الإرهاب – والتي تستخدم أيضا ضد التهديد المتزايد الذي تشكله حركة داعش في سوريا والعراق.

ففي سبتمبر، وبعد قصف الولايات المتحدة بالطائرات بدون طيار والمقاتلات طوال عام كامل، الإرهابيين المشتبه بهم في اليمن، أكد أوباما أن "استراتيجية استئصال الإرهابيين الذين يهددوننا، بينما ندعم شركائنا في الخطوط الأمامية، هي أحدى الاستراتيجيات التي انتهجناها بنجاح في اليمن والصومال لسنوات".

وانتقد السناتور الأمريكي جون ماكين، عن الحزب الجمهوري والرئيس المعين حديثا للجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، في تغريدة ساخرة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "قصة النجاح" في اليمن تواصل تكشف أبعادها".

وتثير الاضطرابات المتزايدة في اليمن مخاوف أن دولة مهمة مثل اليمن من الناحية الاستراتيجية، والتي تقع على حدود المملكة العربية السعودية الغنية بالنفط والتي تقع على طرق الشحن الرئيسية في الخليج، سوف تصبح دولة فاشلة شبيهة بالصومال.

ومن المتوقع أن تدفع منسقة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجريني بالجهود لتجديد وتعميق التعاون مع دوائر الاستخبارات الأمريكية في التحالف الذي يقوده الاتحاد الأوروبي خلال زيارتها إلى واشنطن التي بدأت أمس.