رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو.. "مصنع العظام" يهاجم أهالي شبرا الخيمة بـ"السرطان"

جريدة الدستور

مدينة شبرا الخيمة منطقة صناعية للقاهرة تابعة لمحافظة القليوبية، وتعد من أكبر وأقدم المدن الصناعية في القاهرة منذ عام 1832م ، وشهدت أول مصنع للغزل والنسيج من القطن المصري، وأول مصنع لصناعة الزجاج، وأول مصنع لصناعة مواسير الصرف الصحي الفخارية وأول مصنع لإعادة تصنيع العظام لاستخدامها في الأغراض الصناعية الأخرى ، ويوجد بها العديد من المصانع والتي أغلبها يعمل في مجال النسيج كأغلب مصانع شبرا الخيمة وكان أكبرها مصنع أسكو للغزل وحلج الأقطان وغزل الصوف.
ولكن عدم الاهتمام بالشارع وتلوث الهواء وانتشار الأمراض والأوبئة جعل "عدسة الدستور" تنتقل إلى منطقة عبود بشبرا الخيمة لنقل معاناة سكان أهل المنطقة حيث وجود الكثير من القمامة المتراكمة في الشوارع على كل جانب، وانتشار الروائح الكريهة الخارجة من داخل مصنع العظام لإعادة تصنيع العظام وتحويلها إلى مادة الغراء، حيث معاناة السكان من الروائح .
وقال "حسين جاد" أحد سكان منطقة عبود بشبرا الخيمة "المصنع بيضرنا ليل ونهار" بيطلع علينا ريحة مش بنقدر ناخد نفسنا" ، ونناشد المسئولين لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المصنع الذي يخرج لنا الأضرار والأمراض والأوبئة والروائح الكريهة، وأهالي المنطقة "ناس غلابة" غير قادرين على التصدي لهذا المصنع ، و"المفروض المسئولين هما اللي يحلوا المشاكل اللي بتواجهنا من المصنع وأصحابه" .
ويقول "عم محمد" الذي تلازمه «بحة» في صوته نتيجة آثار الغبار والأدخنة والروائح المنبعثة من المصانع، إنه يعاني أشد المعاناة بسبب عملة سواق بموقف الزهور بمدينة شبرا الخيمة.  وأوضح "أحنا شغالين في الموقف ومش بنستحمل الروائح الخارجة من المصنع والريحة بتخنق الركاب داخل الميكروباص" ، وأشار إلى أن الرائحة أثرت على صدري وأصابتني بمرض الحساسية ، موضحا أن الروائح التي تخرج من المصنع تشبه رائحة "القبور عند فتحها" ، ويقوم صاحب المصنع بحرق العظام على مدار الأسبوع ، ودعا إلى أن يتم إنشاء مثل هذه المصانع بعيدا عن المناطق السكنية وعلى الأرجح أن تكون مقامة في الصحراء ، وأشار إلى أنه عندما تحدثنا مع صاحب المصنع قال "أنا مش هقدر أقفل المصنع".
وقال خالد محمد أبو زيد طالب بالمدرسة الثانوية الصناعية بمنطقة شبرا الخيمة أنه أثناء ذهابه كل صباح لتوصيل أخته إلى مدرستها لا يقدر على المرور بجوار هذا المصنع بسبب الروائح والقمامة المتراكمة الملقاة في الشارع من المصنع .
وتقول منى علي، إحدى ساكنات المنطقة منذ فترة طويلة لم يكن لهذا المصنع ضرر سوى الرائحة المنبعثة منه، فهي تكفى لأن تصيبنا وأولادنا بجميع الأمراض، مضيفة أنه لا يكاد يمر يوم إلا وتنشب فيه مشاجرة مع العاملين داخل المصنع والسكان المجاورة له بسبب الرائحة التي لا يستطيع أحد أن يتكيف معها، وتقول: "أولادي صعبانين عليا وابني بيقول لي يا ماما أنا مش قادر، أنا عايز أرجع، وأنا لا أستطيع أن أفعل شيئا سوى الدعاء، أن ربنا يرحمنا ويتوب علينا من السكن هنا".
واتفقت أم هناء وصلاح مع جارهما قائلين: «هندور على سكن تاني وإحنا ما صدقنا لاقينا أولاني»، موضحين أنهم يعانون من حساسية شديدة، مما يضطرهم إلى استخدام التنفس الصناعي. .