رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة السيسي..وهارموني الأعياد


هل لنا أن نرى حُسن الطالع مبكرًا للعام الجديد .. فى تلك المصادفة التى تثلج الصدور فى قدوم عام ٍ جديد يحمل فى طياته الكثير من التفاؤل فى هذه المرحلة الحاسمة من تاريخنا ؟
والمصادفة تسوقها إلينا الأقدار سوقًا فى تناغم وتضافر مواسم الأعياد المصرية .. فيأتى المولد النبوى الشريف متوافقًا مع ميلاد السيد المسيح عليه السلام ، وهل هناك أروع من تلك المصادفة لتتحد الأمة فى لحظات فريدة فارقة ؛ ليأتى الفرح بعد طول معاناة ممَّن لايعترفون بكل ماهو جميل فى حياتنا ، ولتضرب الإرهاب فى مقتل وتعطى الإشارة بأن هذه الأمة العظيمة لن يستطيع أن يشق صفوفها مدَّع ٍ أو متاجر بدين الله وعقيدته .

فلنفرح إذن .. ونستقبل العام الجديد بالأحضان ولترقص قلوبنا على موسيقا الفرح الذى تعزفه قلوب الشعب المصرى العتيد ليؤكد المعنى الحقيقى للتسامح والأمل فى الغد المشرق .. ويبعث برسائل الحُب الى كل أقطار الأرض ، فمن هُنا توهَّجت شعلة الإيمان الحقيقى والى هذه الأرض كانت رحلة العائلة المقدسة لتعطيها مصر وشعبها كل الأمن والسلام وحماية الدين الوليد ، وعلى تلك الأرض سارت بوليدها البتول مريم العذراء التى أعطاها الله فى قرآنه الكريم أعظم تكريم لبشر على وجه الأرض فقال سبحانه وتعالى :
بسـم الله الرحمن الرحيم ( وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهَّرك واصطفاك على نساء العالمين ) صـــــــــــــدق الله العظيم

واليوم نشهد بـ ( بؤبؤ أعيُننا ) لحظة ً من تلك اللحظات الفارقة فى تاريخنا المعاصر حين نقف مشدوهين من تلك الزيارة التاريخية التى قام بها هذا الرجل الوطنى الشريف التوجُّه والمقاصد الرئيس/عبد الفتاح السيسى إلى معقل الرمز الدينى والعقائدى لأخوتنا أقباط مصر بكاتدرائية العباسية ، وليعلن للعالم من فوق منصتها إطلاق رسالة السماحة والحُب وبأن : الدين للديَّان جلَّ جلالُه .. لو شاء ربُّك وحَّد الأقواما !!

ولكننى أقول بكل الثقة أن تلك الزيارة كانت بمثابة زيارة كبير العائلة لبنى جلدته وليثبت انه رئيس كل المصريين وليس المسلمين فقط . ومتى تأتى تلك الزيارة ؟ تأتى فى أحرج توقيت وفى ذروة اشتداد الحراسة الأمنية على دور العبادة للطوائف المسيحية وهى مستهدفة من كل قوى الشر ، ليدخل الى الكاتدرائية بلا سابق موعد بـ ( تراب السفر ) كما يقولون .. ومن المطار رأسًا عائدًا من رحلة عمل فى الكويت .. الى المقر البابوى بلا تحضير ولم تسبقه جحافل الأمن الرئاسى كما يحدث عادة .. ليجدوا الرجل بين ظهرانيهم بابتسامة الثقة والأمل ؛ ليكسر جدار الحاجز النفسى لدى
 شعبه الذى يتحمل مسئولية حمايته وأمنه واستقراره .. ولتتحطم كل الحواجز النفسية الكامنة فى النفوس ، وتصفّق القلوب قبل الأيادى إعزازًا لهذا البطل الذى يحمل رأسه على كفيه ليهنىء بحلول الأعياد ويعطى الدلالة بأن الأمن والأمان ينبع من الثقة بالنفس وبالله العلى القدير .

حقًا .. إن التاريخ يصنعه البشر ؛ ويصنعون فيه تلك اللحظات الفارقة التى تسجل الخلود لتراثهم الإنسانى بكل البهاء ، وتؤكد رسالتهم فى الحياة التى تؤمن بكل قيم الحق والخير والجمال والحرية ، وبأن للكون ربًا واحدًا له العزة والجلالة له الديمومة وصيرورتنا اليه ، يوم يُنفخ فى الصور وأمامه فقط يكون الحساب : ثوابًا أو عقابًا ؛ حسب ماصنعته أيادينا من خير ٍ أو مااقترفناه من ذنوب .
عاشت مصر .. وكل عام وكل المصريين بخير .

مركز اللغات والترجمة ــ أكاديمية الفنون