رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"شارلي إبدو" نقطة تحول في مواجهة الإرهاب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

العالم ينتفض في مواجهة الجماعات الإرهابية والتكفيرية، بعد أن اكتوت فرنسا بنار الإرهاب بعدة عمليات إرهابية خلال الأيام الماضية، وإدراك العالم أجمع أن يد الإرهاب لم تعد قاصرة على المنطقة العربية.
وفي تحرك آخر للولايات المتحدة الأمريكية بعد إنشاء التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب، أعلن وزير العدل الأمريكي تنظيم اجتماع عالمي لمكافحة الإرهاب في واشنطن في 18 فبراير المقبل.
وأوضح وزير العدل أن الرئيس باراك أوباما سيدعو الحلفاء إلى قمة أمنية، لجمع كل الحلفاء وبحث سبل مواجهة التطرف العنيف الموجود في أنحاء مختلفة من العالم.
سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، قال إن المؤتمر الذي تدعو إليه الولايات المتحدة الأمريكية يكرس الفئوية التي تحرص عليها أمريكا والغرب عموما، فمصر أكدت أن الإرهاب لا وطن له وآفة عالمية تتطلب حشد كافة الجهود الدولية، لذا يلزم على أمريكا توجيه الدعوة إلى كافة الدول، وليس كما حدث في القمة الأوربية في باريس بالأمس، والتي حضرها عدد من قادة هذه الدول فقط، وكأنه إرهاب خاص بأوروبا.
وأكد إذا لم يتم دعوة الدول العربية والإسلامية لحضور المؤتمر، سيفشل المؤتمر في تحقيق أي نتائج إيجابية، وكذلك التخلي عن وجهة النظر الغربية بأن الدول الإسلامية مصنع الإرهاب ومصدره وهو غير صحيح، مطالبا بأن يكون المؤتمر تحت إشراف الأمم المتحدة، ويتم دعوة الدول الأعضاء وعددهم 200 دولة، بما يضمن حيادية المؤتمر ويركز علي الإرهاب أينما كان.
وأضاف أمريكا ترتعد خوفا من الإرهاب، ويجب أن تدرك أن الدول الإسلامية عرفت الإرهاب وجنت ثماره قبل أن تعرفه فرنسا.
ورأي حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن نجاح المؤتمر مرهون بتحديد إستراتيجية وتعريف موحد للإرهاب، وهل ستنصب أهدافه فقط علي الإرهاب في سوريا والعراق أو سيمتد ليشمل دول العالم الثالث ومصر، دون اعتبار ما تعانيه من إرهاب مجرد خلافات سياسية داخلية، مما ساهم في تفحل الجماعات الإرهابية وتوسعها في استخدام العنف، لذا لابد أن يضع المؤتمر جدول أعمال وتوحيد الأرضية بتعريف موحد للإرهاب.
وأوضح أن فشل التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب، ساعد على تمدد الإرهاب إلي أوربا والذي كان متوقعا، في ظل غياب إستراتيجية حقيقية لمواجهة الإرهاب، مشيرا إلي أن الإرهاب مرتبط نجاحه أيضا برعاية الأمم المتحدة لها وحضور كل الدول التي تعاني ظواهر إرهابية للمساهمة في جدول أعمال المؤتمر.
وقال جمال اسعد، المفكر السياسي، أن العمليات الإرهابية أصبحت سمة عالمية لا ترتبط بدين أو جماعة أو دولة، وأمريكا وأتباعها هم من أسس مثل هذه التنظيمات، ولا ننسى المساعدة الأمريكية لتنظيم القاعدة في أفغانستان والتيار الإسلامي في مواجهة الاتحاد السوفيتي، وهذه البداية الحقيقية للإرهاب، وعلي ضوء هذا نشأت نظريات صراع الحضارات، حتى تسيطر أمريكا على العالم من خلال إثارة الصراعات الدينية والحضارية.
وأضاف أي تصريحات غربية أمريكية تدعى محاربة الإرهاب، بمثابة كلام نظري وترويج شعاراتي ومراوغة سياسية لان في المقام الأول القوى الاستعمارية لا تنظر سوى لمصلحتها الذاتية، ومن يتصور أن مظاهرة فرنسا سوف تقضي علي الإرهاب، يعيش في وهم.
وأشار إلي أن الوضع الحالي يكذب النية الأمريكية في مواجهة الإرهاب، ومؤتمر واشنطن سيسير بنفس المسار الشعاراتي النظري، وهذه المؤتمرات ليست الطريقة الصحيحة لمواجهة للإرهاب الأسود.