رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سفير مصر بباريس: عبد الناصر شكل علامة فارقة في التاريخ

السفير إيهاب بدوي،
السفير إيهاب بدوي، سفير مصر لدى فرنسا

أكد السفير إيهاب بدوي، سفير مصر لدى فرنسا، أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر شكّل علامة فارقة في تاريخ مصر والمصريين ولعب دورا محوريا بالغ الأهمية في الشرق الأوسط والوطن العربي وأفريقيا، ونجح في تعزيز المكانة السياسية للدول النامية على المستوى الدولي بشكل غير مسبوق.

جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها السفير إيهاب بدوي خلال الندوة التي نظمها المكتب الثقافي المصري بباريس تحت رئاسته الشرفية حول حياة وإنجازات الرئيس عبد الناصر وكان عنوانها "ناصر، عصره ومصر الحديثة".

وقال السفير إيهاب بدوي: "إذا أردتم معرفة المكانة الحقيقية التي حظي وما زال يحظى بها الرئيس عبد الناصر في قلوب المصريين، فلتشاهدوا جنازته المهيبة والحاشدة التي شارك بها ملايين المصريين وطافت شوارع وميادين القاهرة بكاء على رحيله في الأول من أكتوبر ١٩٧٠، و لعل في عودة صور عبد الناصر في ثورة٣٠ يونيو التي احتشد فيها ملايين المصريين دلالاتها، ففي كلتا الحالتين شعر المصريون أن دولتهم وهويتهم مستقبلهم ومستقبل أبنائهم في خطر".

وأشار السفير إيهاب بدوي إلى أن ناصر البطل الثوري، و أحد أهم الشخصيات التي حكمت مصر على امتداد تاريخها، عمل على تحسين أوضاعها اجتماعيًّا واقتصاديًا وثقافيًّا وعسكريًا، فكان صاحب مشروع قومي طموح وخطّة عظيمة لإعادة بناء مصر، و قاد العديد من الإصلاحات الاجتماعية عندما فرض مجانية التعليم كوسيلة لتوفير الفرص المتساوية أمام الشعب حتى يتسنى للجميع الالتحاق بالتعليم المدرسي و الجامعي.

كما استعرض السفير أبرز إنجازات جمال عبد الناصر، مشيرًا إلى قرار تأميم قناة السويس التي ما زالت من أهم موارد الدخل القومي المصري، بالإضافة إلى القرار التاريخي الذي اتخذه لبناء السد العالي الذي حمى مصر من الجفاف والمجاعة، فضلا عما شهده عهده من نهضة صناعية في مصر ودخولها مجال الصناعات الثقيلة.

وقال بدوى إن ناصر كان من أهم المساندين للحركات الثورية ولحركات التحرر من الاستعمار في العالمين العربي والإفريقي، فتبنى القضية الفلسطينية باعتبارها القضية العربية المركزية، مساندًا قيام منظمة التحرير الفلسطينية، كما ساند الأشقاء في الجزائر واليمن -وغيرهم من الأشقاء العرب- في ثوراتهم، وسعى جاهدًا إلى تحقيق الوحدة العربية من خلال وحدة مصر وسوريا تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة.

كما أشار إلى الدور المحوري للزعيم جمال عبد الناصر في تأسيس حركة عدم الانحياز مع رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو والرئيس اليوغوسلافي تيتو، إبّان انهيار النظام الاستعماري، وإسهاماتها على مستوى نضال شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وغيرها من المناطق في العالم من أجل الاستقلال.

وقد بدأت الندوة التي عقدها المكتب الثقافي المصري وأدارتها الدكتورة أمل الصبان المستشار الثقافي بفرنسا بعرض فيلم وثائقي عن حياة وإنجازات الزعيم جمال عبد الناصر.

وشارك في الندوة نخبة من أساتذة الجامعة و الكتاب و الشخصيات العامة وعلى رأسهم السيدة هدى عبد الناصر التي قامت بعرض الكتاب الجديد الذي أصدرته باللغة الفرنسية عن والدها تحت عنوان "ناصر حياتي معه" و المأخوذ عن مذكرات والدتها تحية عبد الناصر.